اجمل الروايات على موقعنا ، مع أحداث مشوقة جديدة من رواية التباس ، و هو فصل بداية حل العقدة في اجمل الروايات العربية التي سوف تقرأ بشكل حصري تماماً على موقعنا…
اجمل الروايات الفصل الثامن اختفاء ميري
– عندما بلغت الثامنة عشر من عُمَرِيٌّ وَجَدَتْ نَفْسِيٌّ تحت عجلات اِلْزَمِنَّ وقبضة زوج والدتي ، الذي لم يكن سوى عقاب لوجودي في تلك الحياة الغابرة ، كان دائمًا ما يشعرني بالدونية والذلة والاحتقار ، لكن مع كل هذا لم أشعر يَوْماً باليأس أو رغبة في إنهاء حياتي كما أشعر به الآن ، فقد حاولت جاهدة منع صديقتي المقربة من الإقدام على هذا الفعل ولكنها انتحرت ، دَائِمًا ما كنت أرفض هذا السلوك الذي أعتبره ضعف في الشخصية والإرادة وها أنا ذا اليوم في الخامسة والعشرون من عمري وتراودني هذه الفكرة بكل معالمها المظلمة.
– الحياة ليست عادلة أحيانًا يا صديقتي أنتيل ، من منا لم يتذوق مرارة الأيام ؟ من منا لم يجد من يشعره بالبؤس والندم على القرب منه ، أنا كذلك عشت حياة تكاد تكون قاسية بالمعنى الأصح ، كان والدي يحبني جِدًّا و يهتم بي ولكن لا أعلم حتى هذه اللحظة ما الذي دفعه لتركنا أنا ووالدتي بين جدران منزل متهالك تسكنه الأوجاع والألام .
كانت لحظات شعرَّت كلن منهن في حوجة ماسة لإخراج ما تخفي دواخلهن من ماضي مؤسف لم تمسحه كل تلك السنوات الغابرة ، كُنَّ تحت ظِلَّ شَجَرَةً تحتضن غربان وأعشاب صفراء تغطي محيطها الجاف ، كُن في حالة بائسة وقد بات أمر الموت وشيكا. الموت ثانية تمر في حياتنا دون أن نشعر بها ، ثانية ترتفع فيها ضربات القلب الموجوع و تصحبه أحلام غير إعتيادية تتملك مخيلتنا لنجد أنفسنا في تعداد من هجرونا لعقود .
يمكنك قراءة : روايات وقصص
كانت دمعاتهن الساخنة تسيل عبر وجنتيهن وتعجز أيديهن عن وقفها ، كانت هذه الكلمات تخرج لا شعوريا كأن كل واحدة تُحدث نفسها ، لم يكن حوار بين فتاتين بل كان حوارًا داخليا تُحدَّث كلن منهن نفسها مدركة بأن لا إجابة لهذه التساؤلات التي أخفتها أيام الزمن الغابر بين صدورهن .
اقتربت أنتيل من رفيقتها بوغدون وهي تلهث و وجهها الأبيض الناصع صار باهتًا وعينيها الباكية كأنها ستخرج من مقلتيها ثم وضعت رأسها على صدرها وهي تردد:
– سامحيني يا رفيقتي إن توقفت نبضات قلبي، سامحيني رجاء فأنا أعلم جيدا بأنك فتاة صالحة ولكن ليتنا لو إلتقينا في مكان غير هذا ، ولا في زمان غير هذا، وإن التقيتي بفيروزة أطلبي منها أن تسامحني …
قاطعتها بوغدون بأن وضعت يدها حول فمها وهي تزرف دمعات الفراق الذي أصبح واقعًا ، لم تكن بوغدون بأفضل حال منها ولكنها تظهر التماسك حتى يأتي الفرج ، كانت بوغدون متمسكة بالحياة ولم تشعر باليأس قطَّ ، ظلت تمرر أصابعها المرتعشة بين خُصلات شعر رفيقتها و تنظر يمنة و يسارًا ، كانت تراقب الشمس التي شارفت على الغروب و تدعوا الله في سرها بأن يأتي الفرج قبل فوات الأوان …
يمكنك ايضا متابعة : روايات مافيا
كانت تمني نفسها بأن لا تموت رفيقتها الوحيدة حتى لا تصبح وحيدة بين أشجار الوادي المريع ، فقد سألت نفسها كثيرًا في كيف ستقضي الليل لو ماتت أنتيل ثم تقبل رأس انتيل و هي تقول بحزَّت بالغ رجاء لا تتركيني وحيدة هنا يا أنتيل وعندما شعرت ببرود جبين أنتيل ولم تعد تتحرك كما كانت أصيبت بالهلع و الزعر وتحولت إلى مجنونة تصرخ وتضرب على وجهها وتحاول إنعاشها ثم ضرب على مسامعها صوت جهور يقول :
– من أنتم و ما الذي أتى بكم إلى هنا ؟
قفزت بوغدون في دهشة وتوتر وما لبثت أن هتفَّت بصوتٍ عالٍ وهي تهرَّع نحو الرجل الذي كان يقف على بعد خطوات :
– رجاءً أخرجنا من هُنَا صديقتي ستموت ، رجاء سيدي !
تلفّت القادم البدين يمينًا ويسارًا ثم تقدَّم بخطواتٍ ثابتة وقد ارتسمت على وجهه ملامح الطيبة والوقار ، كان يرتدي بزة عسكرية قديمة يستخدمها المزارعين ورعاة البقر ، وما أن بلغ مرقد أنتيل حتى قال بصوتٍ أجش متبوعًا بسعال خفيف وهو يضع يديه على جبينها :
– إنها في حالة إغماء فقط ، لا تخافي سأذهب بكم من هذا المكان إلى مكان آمن .
ثم نهض مسرعًا متوجهًا من حيث جاء . في هذه اللحظة انتاب بوغدون احساس ببعض الأمان ، كانت لحظة حاسمة حيث بدء الدم يجري في عروقها خَاصَّةً عندما عاد صَوْتٌ السيارة مُجَدَّدًا واقترب منها، حينئذٍ أدركت بأنه الفرج ، ولم يخب ظنها و لم تموت أحلامها في إكمال مسيرتها في الحياة برغم الألم …
سارعت تساعد الرجل و من معه في رفع أنتيل ووضعها في مؤخرة السيارة ، ثم هاجمت قنينة الماء وكأنها لم تشرب الماء منذ عقود ، تحركت السيارة وتوجهت شرقًا وصوت أنفاسها المتصاعدة يعلو أكثر وأكثر ، أما الرجل فقد ظل صامتًا هو ومن معه و يبادلها النظرات عبر مراءة سيارته الفارهة ، بعد بُرَّهة رددَّ هذه العبارة مرتين:
– منتجع شارل ، نعم منتجع شارل .
اجمل الروايات العربية القسم الثاني
– أغلق الخط و سأتصل بك لاحقًا لأن والدي لم يعد إلى المنزل حتى الآن و هاتفه مغلق
قالتها لينا ابنة الرائد جاكوب بينما كانت تحدث صديقًا لها يدعى جورج عبر الواتس أب ، ولكن مع هذا لم يضع حديثها موضع الإهتمام بل ظل يعيد لها الأسئلة غير المبررة:
– و هل والدك صغير حتى ينتابك كل هذا القلق والتوتر؟ أخبريني هل يمكننا أن نلتقي في العاشرة لَيْلًا في نادي هوبم ؟
حينئذٍ شعرت لينا بالضيق وأغلقت المحادثة متزمرة من سلوكه المستفزَّ ، كان جورج صديقها الذي تعرفت عليه في الجامعة على الرغم من إنتمائه لعائلة أشتهرت بالإنتحار إلا أنها كانت تشعر بالراحة عندما تحدثه وتحكي له عن ضيقها وما يشغل خاطرها ، كما كان هو أيضًا يشاركها أحزانه التي كانت في الغالب معاناته في انتحار أحد أفراد عائلته الثرية . نهضت مسرعة وتوجهت نحو خزانة الملابس وارتدت فستانًا بيجي و وضعت على رأسها قُبعة بيضاء ثم وقفت لحظة أمام المرآة التي تتوسط ساحة غرفتها البديعة كي تعدل قبعتها و خصلات شعرها الأصفر التي اعتادت تركها تنسدل أسفل قبعتها بغزارة ثم خرجت قاصدةً منزل قائد الشرطة العقيد جاك الذي لم يكن منزله يبعد سوى بضع أمتار منهم .
وقفت أمام منزل جاك الذي اعتادت اللجوء إليه كلما غاب عنها والدها لعلمها بمكانه الذي اعتاد الجلوس فيه في المساء ، فتحَت الخادمة الأسيوية باب القصر ثم دلفت لينا مُسرعة نحو الداخل وهي تتلفت يمنة ويسارًا حتى اعترَّضت طريقها زوجة جاك الفاتنة التي كانت تمسك طفلتها و تلاعبها ثم قالت مُرحبة بها بابتسامة مشرقة :
– مرحبا بك لينا كيف حالك .
قبَّلتها لينا بين خديها ثم قالت و هي تداعب خُدود طفلتها الصغيرة التي تُدعى ميري :
– أنا بخير آسفة لقدومي دون موعد مسبق . تأخر والدي عن المنزل هو ما جاء بي إلى هنا .
– حتى زوجي لم يعد حتى هذه اللحظة ، تفضلي بالداخل .
جلست لينا على أريكة وثيرة تتوسط ساحة القصر و أمامها حوض سباحة مستدير ذو ماء عَذْبٌ ، تشكل الأضواء الحمراء والبيضاء و القمر لوحة في غاية الجمال تتراقص بها أمواجه خفيفة على تأثير النسمات الدافئة لترسل دعاش يشبه المطر ، تسلل بهدوء و غذی أنف لينا حتى رفعت رأسها للأعلى في حالة لا شعورية ثم قالت في شيء من التعجب والاستمتاع بهذا المنظر الخلاب :
– المكان لطيف بالرغم من برودة الجو قَلِيلًا .
قالت زوجة العقيد جاك و هي تضع كوب عصير المانجو بابتسامة عريضة و بدا شعورها بالفخر و الإعتزاز :
– نعم ، المنظر جميل و أنا أحب دَائِمًا الجلوس هُنَا عند المساء . لكن لم تخبريني أين ذهب العم جاكوب حتى الآن؟
نظرَّت لينا لكوب المانجو بنظرة إعجاب فقد اثار لعابها دون أن تشعر خاصةً وأنه مشروبها المفضّل ، كانت دَائِمًا ما تقول لوالدها وهي تمازحه :
– أنا يمكنني الاستغناء عن الأكل لمدة عام كامل ، لكن لا يمكنني الاستغناء عن مشروب المانجو لحظة واحدة .
قالت وهي تقرب الكوب من فمها :
– لا أعرف صراحة أين ذهب ولم يعتاد على غلق هاتفه ، لكن بما أن العم جاك لم يعد ففي الغالب هو في المكتب بسبب قضية النسوة الثلاثة و الشاب الذي قُتِل في المقهى.
– إنها جريمة لا يتصورها عقل ، أربعة أشخاص قُتِلُوا في ليلة واحدة شيء كارثي يا لينا ، أنا صراحة في كل يوم أشكر الله كثيرا لأننا إنتقلنا من تلك المنطقة ، و جاك كان يرغب في بناء هذا القصر هناك .
وضعت لينا كوب المانجو فارغًا ثم أخذَّت الطفلة ميري ووضعتها في حجرها ثم جعلت تقبلها و تداعبها بتلك الكلمات غير المفهومة اللاتي يلاعبن بها الأطفال المساكين، ثم ردت قائلة :
– يُحكَّى أن رَجُلًا يدعى كروجند هو من يفعل كل هذا فقد ترددَّ على مسامعي هذا الإسم كثيرًا في الجامعة ، لكن لا أعلم حقيقته .
جفلت زوجة العقيد جاك بِمُجَرَّدٍ أن سمعت هذا الإسم وتغيرت تعابير وجهها ثم نهضت وجلست ثم نهضت مرة آخرى وأخذت كوب العصير وذهبت به نحو الداخل وتركت لينا تلاعب طفلتها ، و هي تتلفت بين كل دقيقة ودقيقة ، ذلك بعد أن لاحظت التغيير الذي طرأ عليها بمجرد أن سمعت هذا الإسم …
بعد دقائق خرجت زوجة العقيد وبدا أنها نزعت عنها ملابسها وارتدت الرداء الذي اعتادت ارتدائه أثناء دخولها لحوض السباحة ، ثم وقفت منتصبة بوجه جامد ونظرات ثاقبة وهي تقول:
– أعطنى طفلتي حتى تتعلم السباحة .
نظرت لها لينا في بلاهة و ذهول خاصة وأن الوقت لا يتناسب مع الأطفال لتعلم السباحة ليلا وفي هذا الجو البارد، ولكنها شعرت بالخجل من أن تنتقد تصرفها خاصة وأنها سيدة ذات شخصية قوية جعلت تنظر لها وهي تضحك بهسترية وتضع طفلتها وسط حوض السباحة ثم تعود خطوات للخلف وتراقبها وهي تسبح وتحاول أن تلحق بها . مضت نصف ساعة وقد شعرت لينا بأن الطفلة اعتادت على هذا خاصة وأنها لم تبكي أو تصرخ ، لكن في اللحظة التي عادت فيها أمها للخلف حتى تلحق بها ابتلعها الماء وسبحت الأم لتنقذها لكنها لم تفلح لأنها لم تجدها فقد غطست عدة مرات ولم تجدها ، صارت مثل المجنونة تضرب بيديها على الماء وتبكي ولينا أَيْضًا تبحث معها داخل حوض السباحة ولكن دون أن تهتدي كلن منهن على الطفلة ميري جاك .
كانت لحظات فقط وقد غشي منزل العقيد جاك ظُلُمَاتٌ حالكة وتجمهر الجيران والمارة وبكاء الأم بمرارة وحزن على فقدان طفلتها الوحيدة ، وبين توبيخ جاك لها على إهمالها، بعد بحث دقيق وتجفيف الحوض لم تظهر ميري ، فقد اختفت ميري جاك في ظروف غامضة
برأيكم أين اختفت ميري؟ نلتقي في فصل جديد من اجمل الروايات العربية ، ستجدون المزيد من اجمل الروايات على موقعنا ، كما يجب أن تعلموا أن جميع القصص والروايات حصرية لموقع الموضوع حصري ، لأننا نهتم بكتابة اجمل الروايات