قصة جديدة بعنوان السيد روبرت في ضيافة أفعى، واحدة من اجمل القصص البوليسية، حيث تجمع بين الرومانسيه و الغموض والتشويق، أنا على ثقة بأن هذه القصة سوف تكون من القصص التي لن تنساها طوال حياتك. قصة جديدة بقلم الكاتب صلاح شانوة
قصة جديد بعنوان السيد روبيرت في ضيافة أفعى
كأنها وردَّة اينعَّت في فصل الربيع، تتراقصُ على أنغام موسيقى كسارَّة البُندُّق، تتمايل وسطّ زحام من الثمالة ، تسقط تارة وتنهض آخری، ثم تطّبع قُبلةً على خدِ رجل هرِم قد تاه بكأسه في ماضي سحيق.
خطفَّت قُلوب البعض ممن لم تؤثره لذة الخمر، إلا روبيرت فقد كان خبيرًا بخُطى الجميلات، لم تحركهُ غرائزه ولم ينبض قلبه بذاك المشهد، كان حجرًا يجلس على مقعدهِ، يحتضن قنينة من نبيذ أحمرّ، وعيناه تغلفها نظارة طبية، لوهلة اقتربت منه، قبَّلته ثم جلسَّت بقربه تشتم رائحة عطره الفواح، مع ذلك كان حجرًا جمادًا لم يتحرك قيد أنملة، قالت تداعبه:
المزيد من : قصه جديده قبل النوم
– ألا ترى كيف يُعجب بي كل هؤلاء ؟
رزع كأسه ثم التفت نِصف دورة نحوها غير مبالٍ وقال:
– هكذا يفعل البعض !
ما كانت جملة ذات معنى، ولم تكن تعني أنه قد وقع في شباكها، ثارت دواخلها واشتعلت نارًا، وقررّت وفكرَّت وخططَّت كيف توقع بهذا المتعجرَّف البائس، الذي يشرب أرخص أنواع النبيذ، ثم حفرَّت حُفرة وقررَّت إيقاعه بها وهي تقول:
– راودني بالأمس حُلم مزعج، رأيت رجلًا يريد قتلي في حفلٍ صاخب، بينما رجل وسيم ينقذني، هل هو أنت منقذي من ضياع الأيام ؟
– لأنقذت نفسي سيدتي!
– من ماذا ؟
تاففَّ وقال بعد صمت :
– اه، لا شئ مما يهم في هذا المكان !
كلماته اوحت لها بأنه ينوي الخروج بها لمكان ما، وقتها ارادات تسهيل الأمر له حين همست في أذنه ، واختلط عليه عطرها الفواح مع مداعبة حلق الماس الدائري الذي كانت تزين به أذنيها:
– هناك مكان أُحدث نفسي فيه، ماذا لو تحدثت معك فيه اليوم؟
– عن ماذا؟ أنا رجل تافه ليس لي ما أقوله لفتاة حسناء!
– خُذني إلى هناك ، خذ بيدي يا عزيزي!
كانت تمد يدها ذات الجوارب البيضاء كأنها ماسة لامعة في ليلة سوداء، وقتها انتابه شعور غريب جعله ينقاد خلفها ممسكًا بيدها وعيناه ترى من الجمال ما لم تراه من قبل، تقدمت هي بخطى سهلة كالافعى تتمايل هنا وهناك. حتى استقرا على جانب شاطئ خال من المارة والجالسين، حينها دفنت يدها داخل حقيبتها البيضاء ثم سحبت قنينة خمر معتق، ثم مدته له ، ودفنت يدها مرة أخرى وسحبت قنينة أخرى وهي تقول:
أو اقرأ أيضاً على موقعنا : قصة قصيرة جديدة
– الجلوس هنا ساحر، كما ترى، لا أحد سوى نحن !
– هو ما يقلقني عزيزتي !
– هل يقلقك الجلوس معي ؟
– يقلقني حتى الجلوس مع نفسي!
– ربما مررت بأوقات عصيبة في حياتك سيد …
– روبيرت ميدوكس، شاعر تافه لا تجد كتاباتي إقبال سوى من الغوغاء!
انتفضت قليلا ثم اشرق وجهها وقالت وهي تاخذ شفطة من قنينة الخمر:
– قل لي بيت شعر عن هذه العيون !
– اخشى أن افتن بهن، والفتنة أشد من القتل !
في تلك اللحظة سقط حجر من مكان ما، وضرب كتف روبيرت، ثم حجر اخر ضرب كتف السيدة جيسيكا إدوارد وقتئذٍ تبدل كل شيء ، ونهض روبيرت ليجد ما لم يكن في الحسبان.
الى اللقاء في فصل جديدة مع قصة جديدة وفصل جديد من قصة روبيرت في ضيافة أفعى