كهف لاسكو , أربعة أطفال ضاع كلبهم الذي كان يرافقهم في الرحلة، قاموا بالبحث عنه في كل مكان، لكن القدر كان كلمة أخرى حين تسبب ذلك باكتشاف كهف لاسكو اعجوبة تاريخية
قصة كهف لاسكو في فرنسا
عندما نَتَحَدَّثُ عن الصُدفة فإننا يجب أن لا ننسى هذه الصدفة العجيبة التي كانت سَبَبًا في اكتشاف أكبر إرث تاريخي في فرنسا، لكن كأحد الأشخاص الذين يؤمنون بأن الصُدفة كان لها دورا مَهْمَا في الإبداع والتمييز ابتداء من التُفاحة التي كانت سَبَبًا في اكتشاف مذهل غير أسس البحث العلمي حين ظَهَرَتْ لنا الجاذبية الأرضية…
بالإضافة إلى العديد من الإكتشافات التي كان للصُدفة دور محوري وأساسي في خروجها للنور. هو ما حَدَثٌ بالضبط في كهف لاسكو، ذلك الكهف الذي يعتبر من عجائب الدنيا التي قد يجهلها البعض أو لم يتعرف علی قصتهُ. إن السؤال الذي أطرحهُ دومًا بيني وبين نفسي عندما أتذكر قصة كهف لاسكو:
– من أرشد أولئك الأطفال من أجل اللعب في مكان وجود كهف بهذا الحجم و الفخامة…
اقرأ على موقعنا: اسطورة المدينة الغارقة
إلا أنني دَائِمًا ما أعجز عن ايجاد إجابة أُخْرَى غير الصُدفة والقدر، لأنه هو الذي كان سَبَبًا في أن يصبح هذا الإكتشاف الذي كان سببه اطفال صغار كانوا يلعبون وفقدوا كلبهم الذي اختفى عنهم وفي أثناء بحثهم عنهُ عثروا على رسمة جدارية قديمة، حينها أخذَّ الاطفال الرسمة وذهبوا بها للمنزل ، وقتها عَرَّفَ والدي الْأَطْفَالَ أن هذه الرسمة قديمة للغاية ، ذلك لأن آباهم كان على علم ومعرفة بالتاريخ هو ما جعل الأمر يؤخذ على محمل الجد…
لم تمر أيام حتى تم اكتشاف الكهف المُذهل والذي كان في عام 1940، في قرية مونتيياغ في منطقة دوردونغ جنوب غرب فرنسا في وادي فيزير. بعد دراسة ذلك الاكتشاف والمخطوطات التي تم العثور عليها والتي تقدر بي 600 رسمة وما يقارب الف وخمسمائة نقش جداري تمثل نقوشا للحيوانات والتي دلت على أن هذا الكهف هو ما قبل التاريخ، كما أن جميع تلك النقوش والرسوم لحيوانات مثل الخيول والكلاب ولكن بعضها قد انقرض…
متى فتح كهف لاسكو للجمهور
من بعد الإكتشاف الأثري الكبير الذي كان سببهُ أطفال يبحثون عن كلبهم ، قامت الحكومة الفرنسية بترميم الكهف جِيدًا ثم فُتِح أبوابه للجمهور في العام 1948 أي بعد ثمانية أعوام من الإكتشاف ، وقتها جاء الناس من العديد من الأماكن داخل وخارج فرنسا، وكان حديث الناس لفترة طويلة . لكن تسبب دخول الاعداد الكبيرة من الناس إلى حدوث تأثيرات بسبب الحرارة والرطوبة ثم أُغلِقت ابواب الكهف في العام 1963 ذلك لكي يتم الحفاظ على الرسوم من التلف…
أماكن يجب رؤيتها في كهف لاسكو
إن كنت تبحث عن التاريخ ولديك شغفَّ مشاهدة كيف كان إِنسَان ما قبل التاريخ يعيش وكيف يرسم، و أي الحيوانات التي كانت تمثل أهم الأشياء في حياته، أنصحك بالذهاب إلى كهف لاسكو وخاصة قاعة الثيران والقسم الذي خُصص ليعرض لك محاكاة للماضي ، وعن الحياة القديمة. ستجد في الكهف العديد من المعارض والأنشطة الثقافية والفنية والأدبية خَاصَّةً في المركز الجوفي الدولي الذي أفتتح في عام 2016.
لكن قبل السفر إلى زيارة كهف لاسكو يجب الحجز المسبق خَاصَّةً في فصل الصيف ، نسبةً للإعداد الكبيرة التي تذهب يوميًا لمشاهدة تلك الآثار النادرة لإنسان ما قبل التاريخ ، ذلك سوف يجعلك تعرف وتعيش لحظات من الماضي القديم و يداك تلامس الماضي.
ماذا نتعلم من زيارة كهف لاسكو
إن المعرفة شيء ضروري، لكن لا تُبنى المعرفة الكاملة إلا من خلال رؤية بداية الحياة وكيف كان ذكاء الإنسان في السابق ، ذلك لأن التطور في الفكر الإنساني مرَّ بمراحل عديدة، فإذا جئنا إلى الكهف سوف نرى ذكاء إنسان ما قبل التاريخ و ابداعاته الكبيرة، ذلك سوف يمنحنا المعرفة لتطوير ما عجز عنه إنسان الماضي.
إن الرسومات الجدارية التي على الكهف هي ليست مجرد رسوم، بل يمكن أن تكون لها عوامل مختلفة سوى كانت ثقافية واجتماعية وتعليمية، ربما كانت هذه الرسوم تستخدم في ذلك الوقت في تعليم الأجيال بعض الدروس الهامة مثل الصيد البحري ورحلات الصيد في الغابات وتعليمهم كيفية ركوب الاحصنه والبغال. لذلك تعتبر واحدة من الدروس التي يمكن ان يتعلمها الإنسان المعاصر…
يظهر الاهتمام الكبير من وزارة الثقافة الفرنسية بالتراث والآثار ، بالإضافة إلى أهمية الحفظ والتوثيق، ذلك بعد أن أُغلق الكهف من بعد التأثر الكبير الذي طرأ له بسبب الرطوبة والحرارة ، فهو يدل على إهتمام وزارة الثقافة الفرنسية بهذا الموقع التاريخي. كما يعطي الكهف الناس بصيرة عملية عن مراحل تطور الإدراك البشري وعلاقاته مع الطبيعة.
في الختام ، يعتبر كهف لاسكو من أهم الإكتشافات الأثرية التي حباها الله للناس من أجل التعلم من هذه الرسوم وتحليلها تحليل علمي بحث يساعد في التقدم في المستقبل.