قصص الغموض

قصص بوليسية الفصل الثاني من قصة منزل مجوك المهجور

قصص بوليسية تعيد لكم الذاكرة، وتجعلكم تفكرون بعمق من اجل معرفة مفتاح اللغز، هذه قصة من تأليف الكاتب صلاح شانوة، قصة من قصص بوليسية جديدة وشيقة للمتابع. وبها دروس وعبرة.

الفصل الثاني من قصة منزل مجوك المهجور

بات الأمر أكثر غرابة لدى السيد مجوك، حيث تبدلَّت حياتهُ بين ليلة وضحاها، لم يكن لديه إجابة لكل تساؤلاته، حيث بدى كل شئ يؤدي إلى أن زوجته قد تعرضَّت للخطف من داخل منزلهِ. نهضَّ من مقعدهِ ثم توجه نحو غُرفة المعيشة، حين بدر في ذهنه فِكرَّة البحث عن أي دليل يثبت له ما قامت به زوجته.

فتَّح مجوك خزانة الملابس ثم أصبح يبحث بين ملابس زوجته وصناديق المجوهرات ، ثم أصبح يقلب جيوب عدد من المعاطف والملابس المُعلقة. لم يترك مجوك شئ لم يبحث فيه عن ما يثب له حقيقة ما جرى، بين هذا وذاك يشعر بأن الضابط لم يكن يصدق ما قاله، وأن مهتمه في هذه اللحظة هي البحث عن زوجته المختفية.

بعد دقائق من البحث دُون العثور على شيء، جثی على ركبتيه يبحث أسفل السرير ، وقتئذٍ وجد ورقة مطوية بعناية،ثم شاهد على الجانب الآخر من السرير قدم تتحرك هنا وهناك، هب واقفاً من الهلع، ولكنه أدرك بأنه الضابط يقف وسط الغرفة يتابع ما يفعله، حينها أخذ نفساً عميقاً ثم قال :
– كنت ساموت يا سيدي، ظننت أن منزلي به شبح، ولكن الحمد لله لم يكن صحيحاً ، مرحبا بك سيدي. أنتم لا أحد يسأل كيف دخلتم غرفة النوم.

– ماذا تفعل أسفل السرير يا مجوك ؟

بنظرة حادَّة ووجه جامد قالها المُحقق . حينها قال مجوك وهو يعدل وقفته محاولًا نسيان آثار الخضَّة التي تعرَّض لها:
– لا شيء. فقط أبحث عن دليل يقودني إلى زوجتي!

– أي دليل هذا الذي سنجده أسفل السرير ؟

– لا أدري ربما هو محطة من محطات الحيرة التي يمكن أن تصيب الحائر، فقد بحثت في كل شبر في هذا البيت، مع ذلك لم اهتدي لأي دليل.

– ربما شخص ما قام بخطفها يا مجوك؟

– زوجتي ليس لها علاقات خارج الأسرة، غير أصدقاء الدراسة وهم سيدة تسكن في مدينة هورد، ورجل متزوج يسكن في مدخل سادوني، فهذا الإحتمال غير وارد.

– تعال معي لنتحدث قليلا في الصالة، ودع افرادي يقوموا بعملهم.

غادر السيد مجوك برفقة المحقق جون إلى صالة الشقة الواسعة، حيث استمر رجال الشرطة في البحث بينما بدأ المحقق جون في طرح الأسئلة، حين قال :
– زوجة تهمس في أذن زوجها لتخبره بأنها ستهرب، وتنفذ ما قالته في بضع دقائق، من يصدق هذا يا سيد مجوك، حتى في الافلام الاجنبيه لم نشاهد هروب كهذا!

إحمر خدَّ السيد مجوك ، واصفرَّت عيناه وهو يعجن يده بالآخرى، حيث يتلقى اتهامات بصورة غير مباشرة من المحقق الذي تظهر نظراته بأن كل ما قاله السيد مجوك ما هو إلا كلمات لإخفاء الجريمة، ذاته السبب الذي جعل مجوك يتصرف كالجاني.

لم يكن مجوك مذنبًا ولكن هروبه من نظرات المحقق المشككة في حديثه هو ما جعله فريسة سهلة للعديد من التهم الأخرى، ولم يكن مجوك من الرجال الذين اعتادوا الاجرام، ولا في رصيده جريمة واحدة، وإنما كان يسير على جانب الحائط خوفًا من هذا اللقاء برجال الشرطة، ولكن الإنسان يقع فيما يهرب منه . وأخيرًا قال بعد بتفكير بصوت العاقل الهادئ:

– ما الذي يجعلني أفعل لها شيء ، هي ليست ممن لديهم أرصدة في البنك ، ولا حتى عائلتها ، هذا إن افترضنا أنني فعلت لها شئ بغرض الحصول على المال أو الورثة ، وإنما هي سيدة ليس لها في هذه الدنيا غير زوجها الذي تنتظره بفارغ الصبر لياتي لها في آخر اليوم وهو يحمل بطيخة وكيس خُضار، وهذا ما يعرفه كل أهل البلدة سيدي.

– هذا ما جعلني اتعجب يا مجوك. على كل حال ليس أمامنا حل آخر سوى اعتقالك، لأننا حتى هذه اللحظة لا نصدق كل ما قلته، وأنك ستكون في الحجز حتى نعرف أين ذهبت السيدة سيسلي!

– حبس؟ على أي ذنب يتم حبسي فيه!

– جميع الأدلة تؤكد تورطك في اختفاء السيدة سيسلي، بالإضافة إلى أن وجودك في الحبس له أبعاد أخرى سوف نخبرك بها لاحقاً .

كُبِلَّت أيدي السيد مجوك وذُهِب به إلى الحبس، وأغلق السيد جون منزله بالشمع الأحمرَّ، وصار منزل السيد مجوك مهجورًا، وتحوم حوله الشكوك، لا أحد يعرف أين اختفت السيدة سيسلي، وتناقل سُكَّان البلدة الخبر، بين من يقول بأن زوجها قتلها ودفن جثتها في مكان مجهول، وبين من يتهم زوجته بالخيانة والسفرَّ مع عشيقها، كما قالت سيدة كانت تقف بجانب السيارة التي أخذت مجوك الى الحبس:
– منذ أن رايتها في حانوت السيد دانيال وهي تضع أحمر الشفاه على شفتيها ادركت وقتها بأنها سيدة خائنة، ولكن زوجها المسكين فعل كل شئ لأجلها، وهي لا تستاهل، لذلك لن أسمح لابني أن يتزوج تلك الفتاة اللعينة حتى لا يحدث له ما حدث للسيد مجوك

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى