قصص تشويق قصة من سرق خاتم اماندين هارولد

قصص تشويق بقلم : صلاح شانوة

قصص تشويق حيثيات الموقف قد تكون عكس الموقف ، كما أن القضية العادلة أحيانا قد يتم ضحضها بمعرفة القانون. دعونا نتابع ما يدور في أحدث قصص تشويق لنعيش في عالم مثالي

قصص تشويق الفصل السادس— السيد سيدرك

حِينَ وَجَدَتْ المحققة لوكيا زيف ما شاهدته اماندين قَرَّرَتْ وقف التحقيق، نسبة لكون الأمر في هذه الحالة يحتاج إلى تأني وصبر من نوع لا يعرفه سوى المحقق الذي يحارب في اِثبات الْأَدِلَّةَ حتى يحقق الأمن في مجتمعه. لهذا قَالَتْ وهي تهِمَّ بمغادرة المشفى:
– نسبة لكوني عايشت هذه الظروف يا اماندين فأنا أعرف إحساس الفقدَّ. أنه إحساس مُرَّيع و مخيفَّ و مُرَّعِب، حين يتبددَّ كل شيء. لهذا سوف أتركك لأخذَّ الراحة قبل مغادرتك المشفی. أعدُّك بأني سوف التقي بكِ في مكتبي حتى أستمع لما يدور في ذهنك، لِأَنَّهَا المرة الأولى التي أجد نفسي في تحقيق مع فتاة عايشت ظروف تشابه ظروفها ن قبل…

غادرَّت لوكيا، لكن بقَّت كلماتها المعسولة عالقة في ذِهنَّ اماندين، لأنها أَحْسَتْ بتقارب روحي بينها وبين لوكيا، رغم أن أماندين لا تحب أفراد الشُّرْطَةَ إلا أن هذه المحققَّة خطفَّت قلبها بحديثها. ما أن انصرفت لوكيا حتی صارَّت اماندين تجوب ساحة الغُرفة كأنها تهيم بأمر وتسعى لفعله. قالت حينها وهي تحدث نفسها سرًا:
– التي رأيت هي عمتي كانديس ، لكن ما الذي أتى بها الی هنا. هل هي ممرَّضة ونحن لا نعرف، أم لديها تؤام. لا لا، عمتي كانديس ليس لها توأم ، يا للغرابة يا للهول، من يصدق هذا كله.

توقف لقراءة: من سرق خاتم اماندين

بين تلك الجدارن الرمادية امضَّت ساعات وهي تعبث بجُّل فكرها حتى يجود لها بفكرة تقوم بها في هذه الأثناء قبيل مغادرتها ساحة المشفى. كانت بين الفينة و الاخرى تفتح باب غُرفتها ثم تلقي نظرة خاطفة وتعود، حتى أدركت أن الممرَّ قليل الحركة ذلك لوجودها في قسم يتواجد فيه المرضى من كبار السن الذين تخلَّت عنهم عائلاتهم، وغيرهم ممن عاش وحيدًا في أزقَّة الحياة و منعطفاتها…

ما أن وجدَّت اماندين الفُرصة المناسبة من أجل بلوغ غرفة النساء اللائي كُنَّ في قِسم التمريض ، هرولت مُسرعة حتى بلغت تلك الغُرفة التي كُتِب عليها غُرفة إستراحة تمريض. دلفَّت اماندين غير مبالية. ما كانت تعرف ما تريد وعما تبحث غير ذاك السؤال، كانت ترجوا الله أن تجد ما شاهدته حقيقة حتى تنقشع جزء من الألام التي عانتها طوال هذه الساعات…

– من أنتِ وماذا تريدين؟

قالتها إحدى الممرضات بينما كانت تجلس على مكتب صغير و تَعَدٍّ كتابة تقرير مرضي بجانبها إحدى زميلاتها ، وقتئذٍ اندفعت نحوها أماندين وهي تتحدث بصوتٍ وشوش وبعينين محمرتين :
– أنا أماندين ابنة السيدة ماريا. أبحث عن إجابات عن سبب قدوم السيدة كانديس الى هُنا، لكن دون كذب!

قالت الممرضة وهي تبتعد عن أماندين التي كانت في قد بلغت أشد الغضب :
– صدقيني لم أسمع بهذا الإسم ، ربما هذه هلوسة بسبب العقارات المهدئة. بسبب الحادث الذي تعرضتي له قررَّ الطبيب اعطاءك مهدئ قوي، لأنك كنتِ في حالة انهيار عصبي!

اقرأ أيضاً على موقع الموضوع: حدوتة فرنسية

– أنتِ كذابة. كم دفعت لكي كانديس لإخفاء الحقيقة، بماذا وعدتك كي تشتري منك كرامتك وشرف مهنتك!

ما أن ازداد الحال سوء حتى دلف رجال الأمن لأخذَّ اماندين إلى غرفتها، لكنها في تلك اللحظة التي كانت فيها تقاوم و تصرخ وقعت نظراتها على أحد أفراد الأمن حينها عانقته بقوة وهي ترددَّ:
– سيدرك، أين أنت بحثت عنك كل هذه السنوات، أين ذهبت ؟

– قال لها سيدريك :
– جئت لانقاذك من هذا الجحيم. بلغني أن والدتك قد فارقت الحياة هو ما عكَّر صفو حياتي كُلها ، شعرَّت لوهلة بأن الحياة توقفَّت…

ثم قطع حديثه وهو يأمر رجال الأمن بالذهاب وتركها معه:
– أذهبوا أنتم سوف أعتني بها !

ما أن غادر رجال الأمن ، و أغلقت الممرضات غرفتهنَّ حتى أمسك سيدرك بيدها في هدوء حتى بلغا غرفتها وقتئذٍ جلس بجانبها وهو يمررَّ أصابع يده على شعرها الأصفرَّ الغزير و هو يقول :
– هكذا هي الحياة. هل يُعقل أن تشعري بالحُزَّن وأنا في هذه الحياة…
فتحت اماندين عيناها وفمها عريضًا قبل أن تقول:
– و كأني أحدث شَخْصًا آخر. مُنْذُ متى وَأَنْتَ تحب وَالِدَتَي هكذا حَتَّى تَتَوَقَّفُ حياتك بسبب مَوْتِهَا؟

– الجدال الذي كان بيني وبين والدتك لم يكن سوى حب أم لابنها. لكنك كنت قوية ما كُنتُ أَتَوَقُّعٌ أن تكوني بِهَذَا الضعف يا أماندين!

– لكني مجروحة ، فقدّت كل خيوط الأمل التي كنت أمتلكها ، إنه مصاب فظيع يا سيدرك!

قالتها اماندين وهي تعانقه و تبكي بحرقة. ما كان منه إلا أن أزال عن وجنتيها تلك الأمواج المنهمرَّة من دمعات بللَّت فؤادها، ثم أتبع:
– أنا بجانبك في كل وقت، سنبقى سويًا حتى آخر العمر، ألم أعدك بهذا من قبل؟

– لكنك تركتني و ذهبت ما عُدت يومًا تحدثني، تركتني في أشد اللحظات رغبة في بقاءك و لقاءك، حتى أنني شعرَّت أن الكون كلهُ صار حُفْرَةً صغيرة، ما عاد شئ يعنيني. صِرّت مهملة ، هل تصدق يا سيدرك صِرَّت مهملة في كل شيء!

– هذا كله سينتهي، مع إنتهاء هذه الأزمة صدقيني أنا لم تكن لي علاقة بتلك الفتاة الشريرة ليندا، و إنما كُنتُ بجانبها فقط بسبب ما فعلتهُ بوالدتها!

شهقَّت أماندين ثم قالت و هي تضَّع يدَّها حول فمها:
– ماذا فعلت بوالدتها ؟

– قتلتها ثم هَرَبَتْ إلى إحدى المستشفيات ، لكني وجدتها أثناء عملي مع طاقم الأمن ، لكن بعد أن تماثلت بالشفاء تركتها و رحلت عنها، لم يعد هُناك أي رابط بيني و بينها، لأنني لا اُحِبُّ هذا النوع من النساء.

– أخيرًا ظهرَّ الحق. ليندا مُجرمة، يا له من خبر، و لماذا كانت تتظاهر بأنها فتاة صالحة و محترمة، وفي الوقت نفسه هي مجرمة قاتلة. لكنك لم تخبرني حتى الآن عن ابني يا سيدرك أين أخذته ، لأنك وعدتني بأنك ستعتني به؟

لا زال السؤال قائماً:

  • هل السيدة التي شاهدتها أماندين هي كانديس؟
  • هل سيدرك جاء من أجل الوقوف بجانبها
  • هل اماندين انجبت من قبل ؟
  • هل نحن في مسار واقعي ؟

نحن في مسارات مختلفة، نعيش في عالم خيالي حددنا عالمه من خيالنا، دعونا نحلق فيه بكل ما لدينا من عتاد، لكي نقرأ قصص تشويق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

اكتشاف المزيد من الموضوع حصري

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading