قصص رعب مكتوبة طويلة

قصص رعب مكتوبة طويلة ، حكايات الرعب لا نمل منها، خاصة لو كانت قصة مشوقة تحمل من الأحداث المشوقة ما يجعلنا نكمل القراءة ونحن لا نشعر. هذه من أجمل قصص رعب مكتوبة

قصص رعب مكتوبة طويلة الجزء الثالث من قصة لا أحد 

القسم الأول 

سيسلي الهاربة من المجهول!

هذه الكلمات المريبة من الفتاة التي تشاجرت مع زوجها، جعلت سيسلي تائهة في اللا مكان، لا تدري أين هي وماذا يحدث لها، فكرت في أن تجد مكانا للاختباء خاصةً بعد أن أظلمت الأرض وعم المكان الهدوء. لم تجد حينها سوى غرفة متهالكة على جانب الطريق، على الرغم من خوفها مما سيحدث قررت أن تتخذَّ تلك الغرفة مخبأ لها، من يدري لعلها تحميها من الخطرَّ حتى تشرق الشمس.

جلست مكتوفة الأيدي، وعلى وجهها علامات الخوف والذهول، وكأن الدنيا قررَّت أن تشقيها وتتعبها، لم تكن سيسلي تدري ما سبب كل هذا، ولكنها مضطرَّة لمواجهة ذلك حتى لو لم تعرف سببه. بعد أن شعرَّت بالهدوء والراحة قليلاً سمعت صوت شخشخة الأعشاب، وأدركت حينها بأن السماء تمطر، حاولت أن تحمي نفسها من سقوط الماء عليها، وهي ترجو الله بأن تنقشع هذه الليلة الصعبة.
– هي بالداخل نعم لقد رأيتها تدخل هنا قبل قليل!

هذا ما سمعته سيسلي بينما كانت تحاول أن تغمض عيناها لتحصل على نوم تريح به فكرها وجسدها، ولكن هيهات. هبَّت من مكانها حين قررَّت هذه المرة المواجهة، لم تری شيء واحد يجعلها تتراجع هذه المرة، بل خطفَّت آلة حادة في يدها دون حتى أن تعرف ماهي، ثم اختبئت خلف الجدار وهي في وضع الاستعداد لمواجهة الذي يريد أن يعتدي عليها. وهي ترددَّ بصوتٍ وشوش :
– اقترب أيها الوغد حتى اهشم رأسك!

قصص رعب مكتوبة طويلة القسم الثاني

بعد لحظات تسللَّ شخص يحمل مصباح داخل الغُرفة وهو يسير بحذرّ، ما أن تقدَّم خطوة نحو الداخل حتى انقضَّت عليه سيسلي وهشمت رأسهُ، ثم هربّت وهي تصرُّخ، وترددَّ :
– النجدة، الحقوني انهم خلفي!

في تلك الاثناء سمعَّت صوت رجل يهرع خلفها وهو يقول :
– قتلتي الرجل أيتها المجنونة، توقفي!

ولكنها عبرت الجانب الآخر من الطريق وهي تلوح بيدها لشاحنة كبيرة كانت تعبر في تلك اللحظة. توقف صاحب الشاحنة وهبط بخفة وهو يحمل سلاحه، واطلق رصاصة على الرجل الذي يطاردها، وقال وهو يمسك يدها:
– لا تخافي، لقد هرب. هيا اركبي!

جلست سيسلي بجانبه دون أن تتفوه ببنت شفَّه، رغم محاولاته في الحديث معها، ولكنها لم تكن لتجبه، بل كانت ترتعد من الخوف. قام الرجل بإعطائها قارورة ماء وهو يقول:
– أنا أعلم بأن ما واجهتيه صعب، ولكن يجب أن تخبريني بأي شئ كي أساعدك. لأنني حتى هذه اللحظة لا أعرف مشكلتك.

قالت بصوت خافّت وهي تحملق في شوارب الرجل وعينيه الواسعتين:
– إسمى سيسلي، أنا من سكان سادوني ، اتيت إلى هنا ولا أعلم كيف، هناك ما يطاردني ولا أدري من هو. كل الأشياء التي رأيتها في هذه الليلة لا يمكنني وصفها بالكلام. فقط ساعدني كي أعود لعائلتي.

قصص رعب مكتوبة طويلة القسم الثالث

أغلق الرجل النافذة بسبب هطول الأمطار ، وهو يشُّق طريقًا تحيطه الغابات من كل مكان. وقال وهو يشعل سيجارته:
– سادوني ؟ إنها بعيدة جدًا عن هذا المكان، ولكن كيف اتيتِ إلى هنا دون مواصلات؟

– صدقني لا أدري. الامر بدأ بحادثة بسيطة بينما كنت مع صديقاتي، ثم وجدت نفسي في مستشفى ومنها هربت ووجدت نفسي في هذه البلدة.

– إنها خطرة للغاية. هذه البلدة يقطنها المجرمين وتجار الممنوعات. احمدي الله على أنك بخير حتى الآن. ولكن ما سأفعله معك، هو أنني سوف أخذك إلى محطة القطارات المتجهة إلى سادوني. وقبل ذلك سوف نتوقف ساعة واحدة كي نتناول العشاء في إحدى المطاعم القادمة.

انهى الرجل حديثه ثم أصبح يبحث في محطات المزياع عن إحدى المحطات الإذاعية التي تشجيه بالاغاني، وما أن اشتغل المزياع قالت المزيعة :
– مرحبا بكم اعزائي ، وانتم تستمعون إلى إذاعة F520 هذا جدول برنامجنا المسائي ليوم الخميس الموافق 25 شهر اغسطس للعام 1970.

هنا فغرت سيسلي فمها عريضا وهتفت بصوت عالٍ:
– هذا كابوس، لا هذا ليس حقيقي!
– ماذا بك يا عزيزتي. هل صوت المزياع يتعبك ، سوف أغلقه.
– قل لي ياعمي، هل نحن في العام 1970 حقًا؟
– نعم، اليوم الخميس، والعالم يحتفل بأول مركبة فضائية تصل القمر. ماذا بك يا ابنتي، هل لديك مشكلة، إن كنتِ بحاجة للنوم هناك سرير خلف هذا المقعد، يمكنك النوم فيه.

قصص رعب مكتوبة طويلة القسم الرابع

ادركت سيسلي أنها في عالم جديد ، عالم قرأت عنه ولم تراه، هل يعقل أن يعيش الشخص في زمن لم يكن هو فيه من قبل. على الرغم من صعوبة الأمر إلا أنها ارادت استغلال هذه الفرصة. حيث بدأت تظهر لها حقيقة معاناتها وقالت تحدث نفسها:
– هل يمكن أن يكون ما حدث هو بسبب الانفصال عن العالم الذي كنت فيه لكي أرى هذا العالم؟

حينها شعرت بالجوع والعطش وأنها تريد أن تغعل أي شيء في هذا العالم الجديد الذي لم تراه من قبل. قالت تحدث الرجل:
– أيها الرجل الطيب. أنت انقذتني من الضياع، أشكرك على ما فعلته معي. ولكني أريد أن تناول شئ.
دفن الرجل يده في صندوق سيارته ثم أخرج قطعة خبز مع قنينة زجاجية مغلقة بإحكام مكتوب عليها، عسل أسود ، ثم قال:
– نأكل العسل سويًا، حتى يكون عيش وملح. خذي هذا العسل وهذا الخبز وضعي لي معك، وخلف هذا المقعد هناك قنينة زجاجية بها عصير طبيعي.

قصص رعب مكتوبة طويلة القسم الخامس

لوهلة تبدّل العالم في نظر سيسلي، وصارّت ترى في معاناتها المعرفة بعالم جديد، سرعان ما تبدلت كل مشاعرها. صارت تفكر في شي كي تفعله، شيء كانت تحلم بأن تفعله منذ سنين. خاصة وأنها كانت تقرأ عن السفر عبر الزمن، ها هي اليوم تعيش في العالم الذي كانت تقرأ عنه. بعد لحظات توقفَّت الشاحنة أمام إحدي المطاعم ، وقال الرجل:
– هذا المطعم جيد للغاية، يطبخ لحم الماعز والغزلان، هيا كي نمضي بعض الوقت ، ثم نواصل طريقنا.

فكّرت سيسلي أن تخفي حقيقة أنها من عالم آخر ، على أن تعيش وترى التجربة بنفسها، وأن هناك العديد من الأشياء التي يجب أن تقوم بها، بينما هي تعيش وسط اجدادها، قالت بفرح :
– يا لها من حياة ، كان اجدادي طييون للغاية. هذا يعني أنني يمكنني رؤية جدي، نعم سوف ابحث عنه حتى أراه. سوف أفعل كل شيء في هذا العالم.

قصص رعب مكتوبة طويلة القسم السادس

دلفت سيسلي داخل المطعم حيث يجلس الناس وهم يتناولون الطعام ، ويتبادلون أطراف الحديث ، توقفت سيسلي أمام رجل مسن سألته قائلة:
– ما رأيك بما يحدث الآن من صعود أول مركبة فضائية للقمر!
ضحك الرجل وهو يدب بعصاهُ :
– مالي أنا ومال القمر. زوجتي سافرت منذ العام 1965ولم تعد، لا أدري هل تزوجت رجل غيري، أم أنها هربَّت مني.
قالت سيسلي ساخرة:
– نفس العالم ، أنهم أيضًا لديهم مشاكل زوجية، وهروب النساء من منازلهن، ولكنه أيضًا شئ جيد.
– هل قلتِ شئ يا ابنتي؟
– لا ياعمي. اتمنى أن تجد زوجتك في القريب العاجل!