قصص رومانسية مكتوبة كاملة الفصل الاخير من قصة حب في المنفى
قصة حب في المنفى بقلم : صلاح شانوة
قصص رومانسية مكتوبة كاملة عندما ينكشف كل شئ تصبح الحياة واضحة لنا، نأخذ منها كل شي. الأن مع نهاية قصة حب في المنفى ننتظر رأيكم في قصص رومانسية مكتوبة كاملة.
قصص رومانسية مكتوبة كاملة قصة حب في المنفى
الفصل الأخير من قصة حب في المنفى
توارَّت السيدة ايزابيل عن المكان ، كانت خائفة ترتعد عندما احست للوهلة الأولى بأن السيدة فينورا قد فارقت الحياة ، لكنها كانت تخاف من أن تظهر معرفتها بما جرى، هو ما جعلها تقلق نافذّة غُرفتها على الفور إلا أن زوجها قام بتوبيخها و هو يقول :
– لم أرى في حياتي إمرأة تخاف مثلك يا ايزابيل. لماذا لا تطلبين الشرطة أو الطوارئ للسيدة فينورا ، ربما اصيبت بكومة سُكَّر أو ضغط، لماذا نحن قاسيين لهذه الدرجة.
يمكنكم العودة : للفصل الأول من حب في المنفى
– أنت لا تعلم قلب الأم التي تريد حماية صغارها من كل سوء، إنني أخاف أن يحدث لي مكروه و يعيش صغاري في ظروف قاسية. أنظر الآن ما حدث للسيدة دانا فهي الأن بين أسوار السجون و من الممكن أن تمضي بقية حياتها في بؤس. هو السبب الذي يجعلني ابتعد عن كل هذا.
لم يقل زوجها شيئ بل طلب سيارة الإسعاف مباشرة لإنقاذ السيدة فينورا التي كانت لا تتحرَّك. أما السيدة دانا فقد كانت تجول مكاتب الضباط الذين كانوا يتحققون من كل شي يخصها، و في نهاية المطاف جاء أحد الضباط يدعى جاكوب و قال :
– سيدة دانا أنتِ بريئة من كل شيء ، نحن نأسف على الأوقات الصعبة التي مرّت عليك، و لكن هناك خبر جيد و صادم قد يكون في طريقه إليك ، و هو السبب وراء كل تلك الأحداث التي مرَّت عليك.
قالت دانا بوجهها الشاحب و عيناها المتعبتين:
– لم أعدّ أخاف من أي خبرّ منذّ خروجي من منزلي، لذلك قُلَّ لي ما هو هذا الخبر؟
أراح جاكوب ظهره على مقعده و هو يقول :
– قبل كل شئ نحن نريد أن نعرف منك أنتِ!
زمَّت دانا شفتيها و رفعت حاجبيها قبل أن تقول:
– مني أنا ، و ماذا تنظرون مني أن أقول ؟
– عن حياتك قبل القدوم إلى سادوني !
كان السؤال مباشرًا لكنه حفر في داخلها ذكريات قديمة، جعلها هذا السؤال تنفض الغُبار عن أشياء لا تريد الحديث عنها، حين سكتت لحظة و هي تضع رأسها على كف يدها و هي تنظر لجانب آخر بينما يراقبها جاكوب و هو يشعل سيجارته و كأنه يعلم كل شيء ، ثم قالت :
– بعض الأحداث تُخلدّ في حياتنا لتكون جزء من ماضي الإنسان لا من تاريخ نتحدث عنه ، فإن محاولتنا الحديث عن تلك الذكرى الخالدة قد تكون كمن نبش قبر ميت .
هذه القصة رهيبة جدا اقرأ: حكايات صلاح شانوة
– أعرَّف ذلك يا سيدة دانا، و لكن في بعض الأوقات نحتاج أن نتعرف على أنفسنا قبل أن ندفنها في ذات القبر الذي به ذكرياتنا.
تلعثم لسانها و خفق قلبها، إنها ترى نفسها تحدّث شخصًا كأنها تعرفه. دانا كانت تعرف أساليب التحقيق لذا فهي تشعر بالدهشة من أسلوب الضابط جاكوب، هُنا مالت قليلا نحوه و رمقتهُ بنظرة فاحصة قبل أن تقول :
– أرى أن جهاز الشرطة قد تم تغييره، لم أعهد هذا النوع من التحقيق المحشو بالغزل و الشعر، هل نحن في عصر جديد .
قهقه الضابط و هو يطفئ سيجارته و يقول :
– أعتقد أنكِ تعلمين الفرق بين التحقيقات الجنائية و العادية، خاصة و أنك ليست لديك أي تُهمة حتى الآن بعد أن تعافى الأشخاص الذين اطلقتي رصاصات مخدrة عليهما.
فغرَّت دانا فمها عريضًا و هي تقول :
– رصاصة مخدrة ؟
– نعم. كانت رصاصة مخدrة ، و أنت تعلمين ما يعنيه ذلك أم لا؟
انفجرت دانا باكيةً حتى جثت على ركبتيها ، كانت مثل بريئ أطلق سراحة، في الوقت نفسه كانت هناك الكثير من التساؤلات التي في داخلها . في تلك اللحظة اقترّب منها الضابط لكي يعيدها لمقعدها و هو يقول :
– لذلك أخبرتك بأن الماضي الذي لا نريد البوح به لمن هم معنا يمكن أن يجعلنا ندفن أنفسنا في غياهب سجون لا ترحمنا.
مسحَّت دانا دمعاتها المنهمرة عبر وجنتيها بغزارة بكم فستانها المعفرَّ بالتُراب قبل أن تردّف قائلة :
– إن الحياة هذه أقسمت على أن تجعلني أبكي، لا أعلم ما فعلته و ما ذنبي من كل هذا. لم أكن سوى فتاة تحب، و لكن كانت تحب بترف و بزخ دون تحكم في تلك العواطف والمشاعر الجامحة التي قد تودي بها في هاوية النسيان.
– أعلم هذا سيدتي دانا . عدّم التحكم في الطعام أيضًا يفعل بنا ذلك. لكن كيف لكي أن تفعلي هذا بنفسك ؟
– كنت أحبه بجنون لدرجة جعلتني ارتكب حماقات عديدة، أعلم كذلك هو لم يكن حبه لي سوى للتسلق في المناصب فقط.
كان الضابط يحوم حولها و هو يدفن يديه داخل جيب بزته العكسرية و يقول :
– الآن حصحص الحق، و وجب علي شرح ما لا تعرفينه، خاصة و أن الشخص الذي تقصدينه قد فارق الحياة. لكنه فعل الكثير للوصول إليك ، لم يترك بابًا من الأبواب إلا و طرقه. في آخر المطاف عندما عجز عن الوصول إليك قام بتسجيل كل أملاكه بإسمك، بالإضافة إلى أنه قام بتسجيل مقطع فيديو يكشف فيه سوء الفهم الذي حدث بينكم .
أثار حديث الضابط جاكوب في دواخلها الدهشة، فقد كانت نبرته المنفعلة ، و صوته الذي تبدل جعلها تسأله قائلة :
– و من أنت ؟
ضحك جاكوب قائلاً:
– لم تهتمي لموت الشخص الذي كنتِ تحبينه ، لكنك مهتمة الأن بمعرفة من أنا ؟ قلوبكن قاسية يا معشر النساء.
تنهدَّت تنهيدة عميقة ثم قالت :
– إن موت الحب أشد من موت الإنسان!
– قبل أن أجيب على سؤالكم عن من أنا أردت أن أطرح سؤال.
– تفضل !
– أخبريني يا سيدة دانا. هل انجبتي من قبل ؟
غمضّت عيناها و شبكت صوابعها و هي تقول :
– نعم. لكنه لم يكن من زواج، بل كانت إحدى النسوة في سادوني مريضة و زوجها يريد أن ينجب لذا طلبوا منى استئجار رحمي للولادة ، هذا كل شيء.
تقدم جاكوب إلى النافذة ثم قال و هو ينظر للشارع عبر النافذة:
– كم دفعوا لكي مقابل ذلك ؟
– لم يكن مبلغًا كبيرًا، لأنني فعلت ذلك لمساعدتها في الإنجاب فقط، و جميع المبالغ التي دُفعت لي كانت للطعام و العناية بنفسي، كما أن كل هذا تم بشكل قانوني. مع ذلك ما دخل هذا بذاك.
– لأن الزوج الذي كانت زوجته مريضة هو والدي الذي مات و الذي بحث عنك في كل مكان ، و لم يجد حيلة آخرى سوى دفع المال لتلك الأسرة التي كانت بينك و بينها علاقة أن تقوم بفعل ذلك من أجل أن ينجب منك. و أنا الإبن الشرعي لكي و لوالدي.
تسمرَّت دانا في مقعدها حين تلعثم لسانها و تجمدت أوصالها و فقدت الوعي حينها. في تلك اللحظة تدخل ابنها جاكوب و ذهب بها للمشفى على الفور. مرَّت ساعات بينما كانت دانا في المشفى و لم تفيق حتى الساعة الثانية ليلًا لتجد عائلتها و عائلة ابنها جاكوب بجانبها، لتقول دانا و هي تعانق جاكوب:
– في آخر المطاف اكتشفت أن الرصاصة التي أطلقتها على والدك ما كانت سوى رصاصة مخدrة، على الرغم من أنه هو من أحضرها لي كي أطلق النار عليه .
اكتشفت أنه لم يكن سوى رجل يريد أن يحمي حبهُ و انجبت منه دون علمي. أنا حزينة و سعيدة في الوقت ذاته، سعيدة لكوني صار لدي ابن وأسرة ، و حزينة لأن الشخص الذي أحبه فارق الحياة و هو يبحث عني، و كُنت في كوخ مغلق أظن به سوء.
هذه كانت نهاية قصة حب في المنفى ، نلتقي في قصص أخرى بقلم صلاح شانوة ، نأمل أن تنال إعجابكم ، و لا تبخلوا علينا بالتعليقات التي توضح لنا رأيكم في ما قرأتم مع ذلك نقاط القوة و الضعف. نلتقي في قصص رومانسية مكتوبة كاملة