قصص غموض وتشويق الفصل الاول من قصة كروجند يصطاد سمكة
قصة كروجند يصطاد سمكة بقلم: صلاح شانوة
قصص غموض وتشويق دعونا ننسى العالم للحظات. ماذا لو عشنا في مغامرة من قصص غموض وتشويق و رسمنا لوحة جديدة لأجمل أنواع الغموض والتشويق. هيا بنا نحلق في سماء خيالنا الخصب و نعيش جو المغامرة ..
قصص غموض وتشويق قصة السيد كروجند يصطاد سمكة
قصص غموض وتشويق الفصل الأول
اختفَّت معالم سادوني حين عانقها الظلام ، و حين احتفى أهلها بما جادت لهم به الطبيعة، و حين عانقهم الليل بثوبٍ أكحلَّ لا يُرَّى منهُ سوى السواد. إلا أن منزل السيدة ليندا مورفي لا زالت تنبعث منه أصوات بين الفينة و الأخرى ، تارة بصُرَّاخ ابنها ديفيد ذو العقد الأول من عمره بعد أن خسر عِرّاكه مع شقيقه روبن ذو التسعة أعوام.
لكن ليندا كانت صبورَّة في تربية صغارها، كانت حريصة في غرس شيم الإنجليز و أخلاقهم. كانت حريصة على أن لا يَرّى أي من صغارّها ما واجهته في صِغرّها، نسبةً لكونها عاشّت يتميةً في دار أيتام. رغمّ بحثها الدوؤب عن عائلتها لكنها لم تفلح جهودها، حتى وهبها الله زوج يقدرها و يحترمها.
ليندا مورفي هي زوجة السيد مورفي دينق الكاتب الصحفي السابق لصحيفة سادوني . ما كان زواج السيد مورفي منها سهلًا نسبةً لكون السيد مورفي يتبع لأسرة عريقة تترامى جزورها في أنحاء أروبا ، لكنه يحبها حبًا تحدثت عنه نِسوة البلدة لسنوات. حين أضرّب عن الطعام لمدة شهر ما جعل عُمدَّة سادوني يتدّخل لحل مشكلته في زواجه من ليندا.
في تِلك الأيام كانت ليندا فتاة جميلة ، بيضاء ناصعة ذات عينين بيضاوين. رغم مرور كل هذه السنوات إلا أنها لا زالت تحافظ على جمالها و رشاقتها ، كما أن خروجها منتصرّة في الحرب التي كانت بينها و بين عائلة زوجها جعلها امرأة سعيدة للغاية، فلا تجد ما يعكَّر صفو علاقتها بزوجها…
استمر في قراءة: قصص غموض قصيرة
كانت ليندا تعيش في أَجَمَلٌ أحياء سادوني بمنزل تحيطه خمائل و زروع مُخْضَرَّةً تبني العصافير أعشاشها في هدوء و سكينة تغرّد كما يحلوا لها و لا تحتاج إلى مغادرة أعشاشها ، يكفيها ما تجده في حظيرة السيدة ليندا التي كانت تضع للعصافير طعامها كل صباح. في المساء تجد العصافير تتلاعب على أحواض الِسباحة مع فروخها…
عندما أعلنت الساعة الخامسة مساءً كانت ليندا قد أعدّت تجهيزَّ منضدّة مستديرّة. كانت تدعوا صديقاتها اللائي جمعتها بِهُنَّ صداقة متينة مُنذَّ أن سكنت في سادوني. اعتادت ليندا فعل ذلك كل عام، لأن ذلك يشعرها بوجودها و حياتها، فهي أكثرهُّن رغبةً في ذلك. رغم أن كثرّة الاجتماعات التي تجريها ليندا في منزلها إلا أن زوجها كان يخفي امتعاضه، ذلك لمعرفته القوية بما تحس به شريكته و الظروف التي عاشت فيها. لكنهُ كان يرى ذلك من منظور آخر ، حيت عاتبها بعد أن غادر أصدقائها و هو يلقي عليها اللوم :
– هناك الملأيين من النساء اللائي عشن في ظروف مماثلة، مع ذلك لا أحد يعايرهُنّ على أنهن ضحايا أباء ظالمين. لا أعلم إلى متى سوف تنفقين كل أموالك نظير إثبات أنك الْأفْضَلَ و كسب ودَّ الناس.
لكنها كانت سريعة البكاء ، دمعاتها قريبة، نسبةً لكونها سيدة حنونة للغاية، لذلك ينتهي دومًا هذا النقاش بِعناق حارّ من زوجها ثم ينتهي بأوقات سعيدة تقودهم لحرب اُخْرَى نعرفها جميعًا، لكنها حرَّب ناعمة تأتي لنا بأجيال جديدة إن حافظنا على تربيتهم بشكل مؤدَّب.
لا تنسى قراءة : حكايات غموض صلاح شانوة
في صباح يوم جديد و قد أشرقَّت سادوني بنور ربّها، كان السيد مورفي يقف على نافذَّة غرفته الفاخرَّة ذات الأثاث و المفروشات الفاخرّة، بينما كانت ليندا في نوم عميق. لوهلة لمح مورفي دراجة مكتب بريد سادوني ذات اللون الأصفرّ ، كان ساعي البريد يحاول فتح باب حديقة مورفي الصغيرّة، وقتئذٍ أدرك أنه قادم إلي منزله…
لم يعتاد السيد مورفي تلقي الرسائل البريدية في أيام السبت هو ما جعله يندهش و يصيح بعلو صوته ظنًا منه أنه ساعي بريد جديد في العمل:
– هذا منزل السيد مورفي زوج ليندا!
مع ذلك لم يتوقف ساعي البريد حتى استقرَّ أمام باب منزله، حينها خرَّج مورفي لإستلام الخِطَّاب في فضول قاتل. ما أن انصرّف ساعي البريد حتى فضّ مورفي الخطاب بِخفّة ليقرأ:
-{ الهدف الثاني هو منزل ميدوكس برايدن، اسانسير القط. ملحق خارجي قاعدة 91 مستشار عقار المبنى الوهمي 089 في نهار الحادي والعشرين من أسد. الموافق من يوم غوريلا بيضاء تشعر بالمرض} المستلم السيد. ليندا مورفي هانكس . التوقيع عامل البريد مورفي هانسك ليندا. رقم الطرّد اسانسر ميدوكس برايدن.
أغلق السيد مورفي باب شقتهُ و هو سابح في بحور الحيرة و الظلام ، كان كمن صعقتهُ صاعقة، حين بردّت أوصاله و جمدّ لسانهُ فما عاد يقوى على قول شئ ، بات كل شيء غريب و مريب يخبره أنه مقبل على أيام شِدّاد. جلس على إحدى مقاعد صالة الزوار يعيد قراءة الخِطاب ، حينها أدرّك حقيقة ما قرأ. إن الصدمة أحيانًا تأخذنا في جناحها حتى تجعل عقلنا يستوعب ما سيحدث، لأنها إن تركتنا حيث كُنَّا سوف نتوه أو نتشتت أو نفقد عقولنا و نضيع….
– ماذا بك يا مورفي ، من ذا الذي جاء في هذا الصباح!
لم ينطق مورفي ببنت شفّة، بل مدّ بيدهُ الخِطّاب لزوجته المتسائلة، ثم صار يمرر أصابعه على شعر رأسه الذي غذاه الشيب، و ألقى نظرّة خاطفة كأنه أراد قراءة تعابير وجه ليندا التي كانت في سجيتها، لم يطرأ على وجهها أي تغيير، و لم يبدوا على ملامحها أي دهشَّة، بل قالت و هي تتثاوب :
– لم أفهم شيء من كل هذا. من أتى بهذا الخطاب!
دون أن يعيد النظر لوجهها قال مورفي و هو يحني خدّه الأيمن على كف يدهِ :
– ساعي البريد!
– لكن لا أفهم شي. هل فهمت شيئ؟
– من يدري ربما هي رسالة جاءت عن طريق الخطأ.
قالها مورفي بينما كان يجول بيده داخل جيوب ملابسه بعد أن انستهُ الحادثة مكان صندوق سجائرهِ.
تُرّى ماذا حدث.
أسئلة الفصل :
هل ساعي البريد يقصد منزل السيد مورفي ؟
ماذا فهمت من الرسالة التي حصل عليها السيد مورفي؟
هل السيدة ليندا مورفي على علم بما يجري ؟
لماذا اندهش السيد مورفي من الوهلة الأولى ؟
ماذا فهمت من الرسالة ؟
نلتقي في الفصل الثاني من قصة كروجند يصطاد سمكة بقلم الكاتب صلاح شانوة ، نتمنى أن تنال قصص غموض وتشويق