أجمل روايات رواية سري للغاية الفصل السابع
الفصل السابع فرصة أخيرة

أجمل روايات في هذا الفصل سوف تقرأ شيء جديد و جرعة زائدة من الغموض خاصة ما فعلته السيدة لوسيا ووالدتها، ترى ماذا كانت تقصد السيدة باتريسيا شي غريب في أجمل روايات
انطفأت شمسّ اليوم وراحت غربًا تؤنس آخرين وتدفئهم، غير أن ليل هذا اليوم يعني للسيد ميدوك الكثير، وقلبه يعتصر المًا، كيف له أن يتحمّل كِتمان هذا السِرّ عن شريكة حياته، كان يسير منكفئ الرأس بِخُطَّى متعرّجة لا يدري أي طريق يسلُك، و أي شخصّ مرَّ بجانبه ، كان يخوض حربًا شعواء بين صوت العقل وبين قَلَبَهُ و وساوس النَّفْسَ حين صوّرَّت لهُ بشاعة إخفاء هذا الشيء عَنْهَا
سرعان ما يتراجع ويجلد نَفْسَهُ مرارًا حتى راودته فَكُرَة الهروب، ولكن سرعان ما تراجع عن هذا الشعور الشيطاني محدثًا سريرَّة نفسهُ:
– رغم خلافاتنا التي عجزنا عن كبحها في كل هذه السنوات تبقى حقيقة واحدة يجب أن لا تُنسَى أنها مدَّت يدها وانتشلتني من البؤس الذي كنت أعيشه، ولو كُنتُ واثقًا ولو بنحو قليل بأنها لن تُفشي الِسرَّ كنت سأكون صريحًا معها.
وَسَطٌ المدَّ والجزَّر فاق ميدوك وأدرك حينها أنه بلغ المقهى الذي اعتاد لقاء صديقه فيه، حينها دلف بخطواتٍ مترددَّة يتلفت هنا وهناك حتى بصُرَّ السيد جوزيف جالسًا يلاعب أحدهم، وقتئذٍ انتابه شعور بالراحة حين لمح جوزيف يقهقه ويضرب بيده العاتية على كتف الذي يلاعبهُ، وقتئذٍ تقدَّم حتى اسْتَقَرَّ واقفًا خلفهُ ثم وضع يديه على أعين صديقهُ جوزيف وقال مازحًا:
– هل عرفتني يا جو؟
تابع قراءة المزيد من : أجمل روايات في العالم
– يا لك من مغفَّل بصوتك هذا و كلمة جو التي لا ينطقها غيرك كيف لي بمعرفتك .
التفت جوزيف نحوه وبنظرة عميقة فاحصة أدرك أن ميدوك ليس كذاك الشخص الذي يعرفه، خَاصَّةً بعد أن تركهم ميدوك وجلس في مقعد آخر، هُنَا كان لجوزيف أن يفهم بأن الأمر قد استفحل و أن صديقه يواجهَ معضلة ما. في يوم قريب كان ميدوك يلقي التحية لكل الجالسين على المقهى، ثم يجلس وينتظر دوره في اللعبة، لكن ما حدث اليوم غير اعتيادي حتى لو أخفى ذلك تحت ظلال المزاح الزائف، وقتئذٍ أنهى اللعبة بعد أن سمح لزميله بأن يهزمه، ثم استأذن منه ونهض وتوجه نحو رُكْنٍ ما داخل المقهى وقال وهو يشعل سيجارته :
– يبدو أنك غارَّق حتى أذنيك يا صديقي
– ليس بأمر جديد فقد أخبرتك به من قبل. أنا هُنَا لمعرفة ما توصلت إليه بشأن حديثنا الأخير .
بدا جوزيف حائرًا حين جال ببصره نحو السقف ثم تأفف و كأنه يفكر وقال أَخَيْرًا:
– قبل أن أخبرَّك بما توصلت إليه أخبرني أنت ماذا جرى ؟
لم يفكر ميدوك كَثِيرًا في الرد على هذا السؤال، فكل شيء بات جليًا واضحًا حينها مال للأمام وقال كلمة واحدة غير مبال و تعلوه ابتسامة باهتة :
– اليوم الساعة الثانية عشر ليلاً!
انتفض جوزيف و وسع عيناه في استغراب، كأن شيء هوى على رأسه، حينها اختفت ابتسامته وصبغ على وَجْهُهُ شيء ما بين الحيرة والدهشَّة، وسكت لَحْظَةَ يحملق في وَجْهُهُ ثم قال:
– هذا يعني فشلّ الخطوّْة الْأَخِيرَةَ التي كان مقررًا القيام بها الليلة يا ميدوك …
رفع ميدوك كتفيه للأعلى قَلِيلًا إشَارَةً توحي بحتمية المواجهة، إلا أن جوزيف أحسَّ بالضيق الذي يَمَرُّ به ميدوك عندما وضع نَفْسَهُ في نفس الحالة التي هو فيها، وقتها أراد أن يخفف عَنْهُ عبء التفكير والخوف، فَلَمْ يلجأ إليه ميدوك إلا لشعوره بالضعف، ولم يقصدهُ إلا لحُسّن ظنَّهُ به ، وقتها قال وهو يربت على كتفيه بعد أن إقترب منه:
– لا تقلق أنا سأنهي الْمُهِمَّةَ ونصيبك منها سيكون في الحفظ حتى تعود سالمًا من هذه الخطوة. ولكن هُنَاكَ سؤال يشغلني الآن .
– سؤال ؟ أي سؤال ؟
خفض جوزيف صوتهُ وقال بعينين متسائلة:
– هل صارحت جيهان بما تنوي القيام به، لأنك على ما يبدو ستمكث في قصر باردلي ولن تعود للمنزل إلا بعد نهاية المهمة.
– كلما فَكَرَت في هذا الأمر يا جو أشعر بالضعف و التوهان ، هل أخبرها أم لا. إذا أخبرتها فهي ثرثارّة كما تعلم ويمكن أن يفلت لسانها بكلمة أقع أنا وهي في ورطة. وإذا لم أخبرها ضميري يعذبني و إحساس الخيانة قاتل .
في تِلْكَ اللحظة التي أراد فيها جوزيف الحديث أزعجهُ صوت التلفاز المغلف بالخشب الذي كان يعلوا حائط المقهى هُنَا صرخ جوزيف طالبًا خفضَّ الصوت ثم استطرَّد حديثه قائلًا :
– عدم مصارحتك لها إذا كانت في سبيل تأمين حياتكم من الخطر فلا أعتقد أنها خيانة. على كل حال إذا كُنت تحتاج رأيي في هذا الأمر يمكنني مساعدتك فيه أَيْضًا
أشرق وجه ميدوك و هربت دمعة ساخنة في غفلة حين تلقفها بطرف يده ليقول :
– صدقني لم أتي إليك إلا لثقتي بك وبأن وجودك في حياتي أمر لن يتكرر ثانية، شُكْرًا لك يا صديقي وما تقوله سوف أقوم بتنفيذه دون ترددَّ
– قل لها إنك ستسافر خَارِجٌ سادوني وستعمل سائق خاص مع شركة ما ، وشرط العقد أن تتواجد بالقرب من موقع الشركة.
بعدها الدور يقع عليك في أن تجعلها تعتبر ذلك شيء عادي وغير مقلق. بعدها يمكنك طَلَبٌ إجازة كل شَهْرَ يوم أو ثلاث لرؤية زوجتك وهذا شيء طبيعي إذا قُمْتُ بطلبه من عائلة باردلي نفسها. لأنك في نظرهم عامل مسؤول ولديه عائلة يعولها، وقتها لن تلفت الأنظار نحوك مقارنة بعملك دون طلب إجازة فهو مَحَلٌّ شكَّ. هذا رأيي.
– حلَّت المشكلة، حُلَّت المشكلة، صدقني و كأن جبل هوى من رأسي، الآن فقط يمكنني الاكل وطلب قدح قهوة ، ولكن على حسابك يا ميدوك.
– سيكون يَوْمًا احتفاليًا ولن أبخل عليك في أي شيء لأنك انقذتني من معضلة إتخاذ القرار، ولم أمر بهذه التجربة قطَّ من قبل رغم كل الظروف التي أحاطتني في يوم ما.
كانت تِلْكَ اللحظات أكدَّت لميدوك أن وجود الصديق في الحياة شيء لا يُقدّر بثمن، حين تنازل جوزيف عن أفكاره و انزعاجه من هذه الخطوة في آخر لقاء جمعهما في منزله، ولم يتنازل إلا بعد أن بصُرَّ الحيرة التي كان فيها ميدوك، وحاول ضمد جراحة وعدم التمسك بقراره وأفكاره، بعد أن أصبح صديقهُ في الأمر الواقع. قال جوزيف بينما يضيف النادل طبقًا من السمك مع الخضروات بجانب الأطباق الأخرى:
– الآن انحلت عُقْدَة ما قبل ذهابك لقصر باردلي، لم يتبقى سوى تأمين حياتك أنت في وجودك هناك، ماذا لديك من خطة.
– ورد في ذهني فَكُرَةً أو يمكن تسميتها القشَّة التي يتعلق بها الغريق. هل تَعَرُّفٌ تلك الشجرة الكبيرة التي تقع بالقرب من منزل باردلي؟
عقد جوزيف حاجبية باستغراب وقال:
– نعم، وما العلاقة بينها وبين تأمين نفسك ؟
قهقه ميدوك بوجهٍ مُشرَّق حين تبددَّت غَيمة الهمَّ التي عكرَّت صفوه لأيام، وعاد وجهه مشرقا مبتسمًا، حين أخذَّ جُرَّعة من حِساء السمك الذي أمامه وهو يقول:
– عندما أذهب إلى القصرَّ سأضع قِطعة بيضاء على جزع
الشجرة، و سأجعلها واضحة حيث يمكنك رؤيتها بسهولة في لحظة مرورك عبر المنزل و كأنك تتمشى. إذا وجدت هذه القطعة البيضاء فأعلم أنني بخير و الإمور تسير على ما يرام، أما إذا لم تجدها فيجب إبلاغ الشرطة فوراً.
– فكرة معتبرة فعلاً، ولكن كيف أبلغ الشرطة وأنت تقول لا يجب أن يعرف أي منهم بالعلاقة التي تربطنا.
– وقتها يجب أن تتصرف فقط، أهم شيء هو أن يصل الخبر للشرطة
– اتفقنا … لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام.
بدر في ذهن جوزيف سؤالاً بعد أن فَكْرٌ هنيهة وقال:
– لنفترض أن تلك القطعة المعلقة على الشجرة سقطت بعامل الرياح أو أن أحداً من عمال النظافة انتبه لها فماذا ستفعل وقتها.
– وقتها سأبحث عن حل آخر، على كل حال أي رسالة تأتي إليك مني وتحوي شيء من الغرابة وقتها أبلغ الشرطة على الفور.
لا ريب أن فِرَاقُ الأصدقاء قاس على النفس، و تبغضهُ الروح وتقسوا الأيام معهُ، ولكن هُنَاكَ أوقات يجب أن نتجرّع هذا الكأس بالرِضا لكسر مرارة الفقد. بدا ذلك عندما تحول اللقاء بينهم من الضحك والمزاح إلى وداع محموم، تعهد خلاله جوزيف بإكمال ما بدأ ميدوك ومواصلة الكفاح.
أجمل روايات رواية سري للغاية القسم الثاني
– إن أغلب النسوُْة يعلمن في هذه المهنة، و تجني كُلَّ واحدة منهن مبالغ طائلة لا يمكن تصورها، غير إِنَّهُنَّ يخفين ذلك خَوْفًا من الحسد.
قالتها لوسيا بينما كانت تُمشَّط شعَر صديقتها جيهان، وهُنَّ يتوسطن صالة الشِّقَّةَ وبالقرب مِنْهُنَّ منضدَّة عامرَّة بالحلويات والقهوة، عندئذٍ كانت جيهان تجلس على مقعد بلاستيكي قصير على الأرض وتجلس لوسيا على كرسي خشبي، وتضع نظارتها الطبية وترتدي بيجامة من الصوف، حينها قطبت جيهان جبينها وقالت :
– أبغض هذا العمل، فلا فرق بينه وبين عمل الخادمات، لا أعرف لماذا يقبل البعض أن يعمل في عمل كهذا. سيدة طول بعرض تذهب لسيدة أخرى كي تؤنس وحدتها وتعد لها القهوة والشاي من الصباح حتى المساء، ما الفائدة من ذلك في المستقبل؟
المال يا جيهان. إثنين ألف دولار في الشهر ليست بالقليلة تخيلي أن تعملي في هذا العمل لمدة عامين فماذا سيكون وضعك الإجتماعي، على أقل قدر يمكنك شراء منزل أو مشروع جديد يعود لك ولزوجك بالأرباح.
تململت جيهان قليلاً وحرّكت جسدها بِخفَّة بينما كانت لوسيا تمسح على تسريحة شعرها الجديدة التي كانت على شكل جدائل، وقتها إصفرَّ وجه جيهان عندما عرفت المبلغ الذي ستجنيه من هذا العمل الذي كانت ترفضهُ وهي تقول بفم فاغر :
– اثنين ألف دولار؟ يا له من مبلغ. أنت متأكدة من هذا الأمر يا لوسيا؟ بهذا المبلغ يمكنني التنازل عن كرامتي قليلاً ولو لبعض الوقت.
– العمل ليس عيب يا جيهان أهم شيء أن يخلوا من الأشياء غير الأخلاقية، ولكن كون الإنسان يعمل بجهد كي يجني المال فهذا شيء ليس به أي مشكلة. وإن كُنْتِي مهتمة فسوف…..
بترَّت حديثها عندما سمعت طَرَقٌ في الباب، حينها نهضّت من مقعدها و وضعت المسلة جانبًا وقالت وهي متجهة وبنظرة خاطفة لساعة يدها علمت حينها تمام العاشرة مساءً واستطردت تقول قبل أن تفتح الباب:
– أعرّف سيدة تبحث عن عاملة معها في المنزل يمكنني إخبارها إن اردت…
فتحت الباب وكان يقف ميدوك وبدا منهكًا ثم دلف بهدوء بعد أن القى التحية عليها، وما أن علمت السيدة جيهان بقدومه حتى استبشرت وأشرَق وجهها وقامت من مكانها و عانقته للحظات وهي تلقي عبارات الإعتذار والندم على فعلتها، عندئذٍ لم ينطق ميدوك ببنت شفَّة بل توجه نحو الأريكة الوثيرة وجلس، وما أن انصرفت لوسيا لإحضار ما تجود به له و تكرمه حتى قال:
– أنا في عجالة من أمري، وجودي هُنَا كي أخبرك بنبأ حصولي على عمل في مدينة رودكس.
عقدت جيهان حاجبيها وارتفعت أرنبة أنفها وهي تقول في ضيق:
– رودكس البعيدة يا ميدوك؟ أي عمل هذا الذي سيبعدك عني كل هذه المسافة، وأنت تعلم إني وحيدة وليس لي أحد، كيف سأعيش وحدي.
طرق ميدوك رأسه وقال وهو يقترب منها ممسكاً بيدها يمسح عليها بلطف :
-جيد صدقيني، وقد تحدثت مع المدير في إحضارك وكان ردَّه بأنه سيوفر لنا شقَّة هُنَاكَ نقيم فيها، لا تقلقي عزيزتي. سأعمل سائق خاص في شركة كبيرة ومهمة هناك .
– إذا كان بإمكانه توفير شقة لنا فلماذا إذًا تذهب وَحَدَّكَ الآن لماذا لا نذهب سَوِيًّا؟
– عندما سافرّت صديقتك سارا إلى منهاتن برفقة زوجها كيف سافرّت ؟ ألم يذهب زوجها في بادئ الأمر ثم لحقت به؟
– نعم، وهل هُنَاكَ مقارنة بين منهاتن تلك المدينة البعيدة في دولة أخرى مع مدينة داخل سادوني، قل إنك لا تريد أن أذهب معك و كفى ، أنا لست صغيرة و أفهم أي شيء، أو ربما كرهتني من بعد خلافنا الأخير قل هذا ولن أشعر بالضيق.
احتدَم النقاش بين ميدوك وزوجته، وارتفع صوتهما الذي سمعته لوسيا ووالدتها، ما جعل والدتها تصيح من داخل غرفتها متسائلة:
– لوسيا، لوسيا، ماذا جرى لكِ ؟ قلت لك هذه السيدة ليست مؤدبة و ستتشاجر معك يومًا ما، أطرديها من منزلنا.
اندفعت لوسيا من المطبخ على إثر كلمات والدتها الجارحة وعبرَت الرُدهة بين المطبخ والصالة وعلى يدها صينية عليها عصير البرتقال، واستقرَّت أمام المنضدَّة و وضعتها ثم توجهت مُسرَّعة بوجهٍ محمرَّ خجلاً نحو غرفة والدتها و همست لوالدتها ثم عادت تعتذر لهما وهي تقول:
– أمي تمزح كثيرًا مع جيهان أمل أن لا يزعجك حديثها يا ميدوك، أنا اسفة حقًا.
لم يبدي ميدوك أي رَدٌّ فعل بل حاول التظاهر بأنه لم يسمع شَيْئًا إلا أن جيهان شاطَّت غضبًا حين شبكت أصابعها وجمعت قدميها للأسفل وقالت بعد أن ذمت شفتيها:
– اعتادت عمتي باتريسيا على ذلك فهذا لا يهم.
قالت لوسيا و هي تحمل كُوبٌ العصير وتعود للخلف تأهبا للجلوس:
– هل هناك مشكلة يا سيد ميدوك ، لأن صوتكما سمعهُ كل من في المبنى.
– أستحلفك بالله يا لوسيا أن تقولي الصدق دون تحييز لصديقتك.
– بالتأكيد سأفعل، ماذا جرى ؟
– لو علمت الزوجة بأن زوجها حصل على عمل أفضل وفي شركة مرموقة هل ستقبل ذلك أم ترفضهُ؟
هنا تدخلت جيهان في حِدَّة و هي تعيد كوب العصير على المنضدَّة وتقول:
– أنا لم أرفض أن تعمل في أي مكان كان، ولكن أرفض أن تذهب و تتركني وحدي هنا.
كانت كلمات جيهان المحمومة جعلت لوسيا تشعر بالكم الهائل من الْحُبَّ الذي يربطهما، وأن الخلافات السابقة لم تكن لتقلل من حبهما، ونظرات ميدوك تكشف صراعه مع نفسه وحزنه العميق ، لكنهُ يخفي ذلك بثوب القوة الزائفة خلف قِناع شفاف ينكسر تحت أي لحظة، أدلت لوسيا برأيها محاولة تلطيف الجو:
– قبل لحظات كُنتُ أحدثها عن عمل يمكنها أن تجني منه أموالاً طائلة في وقت وجيز، وها أنت أَيْضًا حصلت على عرض جيد، يمكنك أن تسافر دون قلق وأترك لي صديقتي وأنا سأهتم بها، ولكن أن تعدها بأن توفر مسكنًا لكما في وقت قريب.
– هذا ما قصدتهُ من حديثي معها، قلت لها سوف اسافر وأرتب لنا مسكَّن وهي تأتي من بعدي، حتى صاحب الشركة موافق على هذه الخطوة.
كانت لوسيا ذكية في حل النزاعات بين الأزواج، وكم تمنت أن يرزقها الله زوج تعيش معه كما تتمنى وتأمل، إلا أنها لم تصادف ذلك حتى الأن. نهض ميدوك ممسكاً بيد زوجته مبتسمًا وهو يقول:
– لم يتبقى للسفر سوى ساعات ألا يجب أن نذهب للمنزل و نرتب حقيبة السفر ويتم الوداع هناك ؟
– تبسمت جیهان باستحياء وهي ترمق صديقتها في خجل وضحكت لوسيا عندما علمت ما يقصده ميدوك من كلمة وداع حينها قالت:
– فكرة صائبة خذ زوجتك معك إنها مُزَّعجة.
انفجرَّت جِيهان بالضحك وأمسكت بيد زوجها وقتئذٍ أحسَّت بأنها طفلة تمسك بيد والدها، ثم غادرا منزل لوسيا، وما أن أغلقت لوسيا الباب حتى قفزَّت للأعلى فرحةً وهي تردد:
– هُنَاكَ فرصة تبحث عنها، وأخرى تبحث عنك.
وقالت والدتها وهي تسعل :
– هذه فرصتك الأخيرة أرجوا أن لا تضيعيها هذه المرة يا غبية.
الى لقاء في فصل جديد. في أجمل روايات نحن نؤمن بأن كل رواية سحرها الخاص، هو ما جعلنا نكون واثقين من كتابة نص ذو فكرة المعية تخطف العقل ، هذه اجمل أجمل روايات