أوقدَّت شِموْع حمراء و بيضاء و صفراء و خضراء ثم وُضِعت على شكَّلٍ دائري تتوسطهما ورود تلطَّف جو المكان عبقًا، يتوسط الورد أكواب زجاجية مملوئة بالنبيذ الأحمر، و تتراقص أضواء الشِموع
الرواية المشوقة التباس مع احداث فصل جديد و رائع ، بأحداث مشوقة ، في موقعنا نهتم بكتابة الرواية كما ينبغي ، ابتداءً من أحداث متشابكة و مترابطة و مشوقة
الروايةالساحرة التباس الفصل السادس /منتجع شارل
صوت تلاحم الأواني كان منبه جيد يخبر مسز لورا بقدوم ابنها جاك من الحفل الذي أقيم في صفحة نهر ميدون بمناسبة زواج سيسيل من مستر کروجند . ما لبثت أن انتفضت ، من فراشها ونزعت عن جسدها النحيل الغطاء الشفاف ثم راحت تتلمس وتبحث عن المصباح وهي تهتف بصوتها المتعب المتبوع بسُعّال خفيف …
– هل جِئت يا جاك ؟ تركت لك العشاء أسفل الطاولة . الكلاب حاولت مَرَّاتٍ عدة دخول المطبخ لكني حاربت لأجل أن لا تنام بلا عشاء , لكن بعدها تبين أن مسز لورا لم تكن تخاطب ابنها جاك ، بل كانت تخاطب لِصًا يشعر بالجوع الشديد و قرر أن ياكل عشاء جاك.
كانت آخر رشفة من كوب القهوة مع آخر سطَّر من هذا النص شبه المسرحي والذي كان على خطاب جاء به ساعي البريد وتركه على مكتب العقيد جاك صباحًا . كلمات جعلته يسبح ويفكر بشرود محاولاً فهم معنى ما قراءه ، إلا أنه عجزَّ عن ذلك ، بينما هو يهتزَّ بكرسيه يمينًا ويسارًا وتحوم حوله التساؤلات التي عجز أن يجد لها إجابة . طرَّق باب مكتبه و دلف الرائد جاكوب يدُّب بعصاه و وجهه يشع منهُ ابتسامة خفيفة ليقول وهو يجلس على المقعد متجهًا نحوه :
تابع على موقعنا قراءة : روايات خيالية
– ماذا يحدث في هوبم يا سيدي ؟ هل توصلتم للجاني؟
شبك العقيد أصابعه بشيء من الحيرَّة ثم نظر نحو سقف مكتبهِ خلسةً و نسمات خفيفة تنساب عبر نافذة مكتبة لترسل له نسمات خفيفة جعلت شعر رأسه الرمادي يهتز قَلِيلًا وهو يمررَّ الورقة لجاكوب قبل أن يقول :
– دعك من هذا . أقرأ هذا الخطاب أولاً وقل لي رأيك !
في خِفَّة وفضول أصبح جاكوب يقرأ بصوتٍ خافت ، وما أن أكمل قراءتهُ حتى طوى الخطاب بعناية وأعاده للعقيد وهو يحرك رأسه متسائلاً عن مقصد ما قراءه . هنا سكت العقيد بُرَّهة ثم نهض وترك مقعده و جلس أمام مكتبه يواجه جاكوب ليقول بنبرة تسائل :
– السيدة لورا ، و مستر جاك و مستر كروجند، ومس سيسيل و نهر ميدون . ما هذه الأسماء الغريبة ، هل سمعت بهذه الأسماء من قبل يا جاكوب ؟
– آه، حقيقة أعرف مستر كروجند ولكن هل هو المعني بهذا الخطاب ؟ أما بقية الأسماء لا أعرف عنها شيء ، وكذلك لا أعرف أين يقع هذا النهر ، ربما هو في بلدة آخرى !
– بلدة آخرى ؟ أي بلدة يا جاكوب ؟ لا يوجد نهر بهذا الإسم في بلادنا ، أنت تعرف عَدَدَ الأنهار التي هنا ؟
سكت جاكوب برهة ثم قال بشرود وهو يعد بأصابع يده و يتفرس العقيد بعينيه :
– نهر مسين ونهر مانتوس ، ونهر الاباتية ، نعم ، هذه كل الأنهار . لكن يبقی السؤال ، من أرسل لك هذا الخطاب و هل له علاقة بجريمة القتل التي حدثت ليلة البارحة .
– من يدري يا جاكوب ، أنا في حيرة من أمري ، لأن هذا الخطاب أتى به ساعي البريد صباحًا.
عمَّ الصمت زوايا مكتب العقيد بينما هم يتبادلون النظرات و التفكير العميق والذي لم يخرجهم من ذلك الإطار الضيق . ثم هتف جاكوب فَجْأَةً :
– جاك هو أنت يا سيدي ، أقرأ الرسالة مرة أخرى فقد ذُكِّر إسم جاك ربما أنت المعني بهذا الخطاب ، أو ربما هو خطاب جاء عن طريق الخطأ !
– أنا؟ لا، و من يُرْسِلَ لي خطاب بهذا الشكل ، ثم أنهُ شبيه بحوار روائي مع السرد ، هذا ليس خطاباً ، رُبَّمَا هناك من يريد أن يلفت نظرنا نحو شيء ما حدث أو سيحدث !
بالرغم من خبرة العقيد جاك الطويلة وذكاء جاكوب إلا أنهم أصبحوا مثل البلهاء ولم يجد كل منهم إجابة لتساؤلاته ، وقد إتخذَّت جميع التحليلات الفشل الذريع. لم يكن أمام كل منهم سِوى الخوض في حديث آخر وهو حادثة مقتل فتى المقهى والثلاثة سيدات . ثم دار نقاش طويل بينهم لساعات طوال وقد أقترح جاكوب عِدَّةَ اقتراحات في التحقيق ولكن لم يكن جاك يقبل أي من المقترحات المطروحة ، فقد ظلَّ متمسكًا برأيه بأن الحادثة ليس لها علاقة بالخِطَّاب .
أو يمكنك أيضاً قراءة : رواية تشويقية
شعرَّ جاكوب بأن جاك بدَّت عليه علامات الغضب والتوتر لذلك فضّل الانصراف والذهاب إلى موقع الجريمة ، ثم قال وهو يعدل لبسته ويعتدل بعصاه ويدخل يده داخل جيبه كي يتأكد من وجود مفتاح منزله:
– هذا جيد! أنا سأذهب إلى موقع الحادث وهو أَيْضًا يقرب من منزل السيد كروجند وسيكون مناسبًا لو تناولت قدحًا من القهوة معه و….
قال جاك مقاطعًا :
– و لكن لا تخبره بأمر الرسالة حتى نتوصل للراسل !
– حاضر سيدي إلى لقاء !
الروية المشوقة التباس القسم الثاني
غادر جاكوب تاركًا العقيد جاك تحوم حولهُ الشكوك والحيرة ، ما أن خرَّج جاكوب و أراد أن يغلق باب مكتبه هتف جاك وكأنه تذكر شيء :
– جاكوب، توقف .
استدار جاكوب قَلِيلًا وهو يعيد فتح الباب وهو يقول :
– نعم سيدي!
– ما إسم زوجتك يا جاكوب ؟
فغرَّ جاكوب فاهُ ثم قال بصوتٍ متهدَّج مغلف بالتوتر وكأنه أكتشف شيء :
– إسمها لورا . ولكن ما علاقة إسم زوجتي المتوفية بهذا الخطاب ؟
تبسَّم جاك ثم قال :
– أذهب إلى موقع الحادث وستجد الضابط المسؤول عن التحقيق عن هذه الجريمة . أعلم بأنك في إجازة ولكن خبرتك مطلوبة الآن ، وكذلك حديثك مع كروجند ضروري للغاية .
– لم تُجبني ! ما علاقة إسم زوجتي بهذا الخطاب ؟
– لا تقلق! سنلتقي في المساء في قهوة الروك وقتئذٍ سأخبرك بما توصت إليه !
بين تلال وأشجار ذاك الوادي الدائري المتطرف الذي اتخذ بقعةً تكاد تكون فريدة ، حيث الصخور المترامية والحشائش المصفرَّة ، و اللاشيء على مدَّ البصر ، إنها حياة شبه معدومة ، وادٍ كأنه يعود لقرون مضَّت لا يعرف تاريخه سوى تلك الطيور الهانئة بهذا الهدوء المميت . ها هي أنتيل و صديقاتها قد سلكوا طريقًا على خُطَّى مترنحة ، و وجوه عابسة مصفرَّة ، و شفاه جفَّت من شُحَّ المياه هنا ، وعلى رماله الصفراء صارّ أمرّ النجاة ضعيفًا. فقد تاهت بهم سفينة الحياة بين تلك الأشجار الذابلة أغصانها و أعشاش غربانها المنتشرَّة في كلَّ مكان ، و قشور بيض أسفل الأشجار تخبرهم بولادة فروخ للطير و الغربان …
كانت الشمس تتوسط السماء معلنة وقت الظهيرة ، و لا زالت أنتيل و رفيقات الدرَّب تدُّب أرجلهن شرقًا سالكين إتجاه ذاك الطائر المريب . فقد مضَّت ثلاثة ساعات مُنْذُ أن سلكوا هذا الطريق الذي لم تكن كلن منهُّن تدري إلى أين سيذهب بها . ماتت الكلمات و اختفت الابتسامات والضحكات ، وانتهت القصص و الحكاوي ، و لم يكن هُنَاكَ قصةً تُحكى سوى قصة نجاتهن من هذه المِحنة ، و ها قد بدأ إبليس يلعب لعبته القذرَّة حيث صوّر لهن ذاك السراب على أنه نهر تحيطه الطيور و الغربان العطشى …
الرواية الحماسية التباس القسم الثالث
حينئذٍ بلغوا بُقعة تحيطها الأشجار و الجبال و منعرجات عديدة يعمها السكون المميت ، كانت أصوات الغِربان واحتكاك الأشجار بتأثير الرياح يَخْرُجُ صوت كصوت الأشباح ، فقد صوُْر لإحداهن بأن هُنَاكَ شخص يختبئ خلف تلك الشجرة الضخمة ذات الجزور المتفرعة ، خَاصَّةً عندما تحركَّت فروعها بقوة حينئذٍ هتفَّت بوغدون :
– شخص يجلس فوق الشجرة ، أنظروا أنه فوق الشجرة .
لكن عندما بصروا نحوها بِغرابة لم يجدوا شيء سوى ذاك القرّد المتجول بين فروعها ، كانت هذه اللحظة التي انتبهت فيها أنتيل بأن فيروزة لم تكن معهُّن ، في شيء من التوتر هتفَّت بصوتٍ متعب قَلِيلًا و تنهيدة الخوف تخرج ببطئ تكاد تخرج روحها معها ، و ضربات قلبها ترتفع أكثر و أكثر
-أين فيروزة يا بوغدون ، أين فيروزة ؟
استدارّت أنتيل و بوغدون للخلف و لم يكن أمامهُنَّ سوى بدء البحث عنها ، و اخيراً نطقَّت بوغدون :
– عندما سلكنا ذاك الممرَّ الضيق الذي تحيطهُ الأشجار كانت معنا ، حتى إنها في تلك اللحظة سألتني عن نوع الأعشاب الصفراء . ولكن أين ذهبت وكيف اختفَّت بهذه السرعة ؟
– أي ممرَّ ضيق يا بوغدون ؟ هل تقصدين ذاك المنعرج قرب الشجرة الضخمة ؟ لا، لا، عندما خرجنا منهُ كانت معنا لأنها سألتني أَيْضًا عن نوع الأشجار ، كانت قبل لحظات معنا . أين ذهبت إذاً ؟
– قبل لحظات ؟ هذا يعني بأنني فقدت عقلي يا أنتيل ، أنتِ دائمًا ما تشعري من معك بأنه مجنون، قبل لحظات؟ و أين هي إذن إذا كانت هنا قبل لحظات ؟ هل تبخرَّت ؟ أم أكلها الطيرَّ ؟
بعد لحظات من البحث لم تُفلح جهودهن في العثور عليها ، فقد كان الوادي كبيرًا جِدًّا و الأشجار شاهقة تُغطّي معظمهُ حيث لا يمكن للعين أن تَنَظُّرٌ لكل تلك المساحة بمجرد نظرة واحدة ، فقد غمرهُن شعور بأنها النهاية كل حاسَّة من حواسهن تخبرهن بأنها النهاية لا محالة، فقد كانت كلمات تهمس في أذانهن بقرب الأجل. و شعور تسلل دواخلهن و قلق اقتحم وجدانهُّن وقلوبهن الرقيقة ، ولكن هُنَاكَ سؤال لا زال مطروحًا ، أين اختفت مس فيروزة ؟ أما للإجابة عليه يتطلب وَقْتًا طويلاً وجهداً مضاعفًا ، ما هي إلا لحظات حتى سيطَّر عليهن الواسوس وتحولت الساحة إلى ساحة لتبادل الاتهامات فيما بينهن …
حيث تعاتب بوغدون صديقتها أنتيل على عدم إحترامها لفيروزة ، و تعاتب أنتيل بوغدون على عدم إهتمامها بها ، كانت هذه النقطة التي فرقت بينهن للحظة و سلكت كل منهن طريقًا مختلفًا و دموعهُّن تغسل خدودهن ، و لكن هُناك شعور واحد يسيطر عليهن ، شعور بأن هذا ليس وَقْتًا للخلافات ، هذا وقت النجاة بأرواحنا قبل أن نموت بين أشجار هذا الوادي الأصفر، بل بات الموت قريبا ، في لحظة واحدة استدارّت كل منهُّن و نظرت للأخرى لتمر لحظات من العناق المتبوع بالبكاء . كان همَّ الخروج من هذه المحنة هو الغالب عليهن ، كانت بوغدون تتصرف بِحكمة بالغة كي لا تخسر رفيقةً ربما تساعدها عندما تتهاوى قواها و تأتي لحظة الفراق الأبدي . قالت بوغدون و هي تمسح برأس صديقتها أنتيل :
– آسفة دعينا نتجاوز هذا المكان من يدري ربما نجد مكانًا للماء ، أو سنموت سويًا هُنَا .
– أنا أَيْضًا آسفة عزيزتي بوغدون هيا نتقدم للأمام وبعد أن نجد الماء فمن المؤكد سنجد الشخص الذي سوف يساعدنا ويخرجنا من هذا المكان المجهول ، أما بخصوص فيروزة أعتقد بأن هُنَاكَ عصابة تختبئ داخل هذا الوادي ، لذلك يجب أن نتماسك كي نخرج سالمين من هنا !
كان اختفاء فيروزة بمثابة طاقة دفع قوية جعلَّت شعورهُن بالجوع و العطش معدومًا و حل محلهُ شعور بالهروب و التحدي . مرَّت ساعة أخرى وهُنَّ في الطريق نحو المجهول حتى بلغوا منطقة خضراء و بدت لهُن صورة تظهر و تختفي بين الأشجار و كأنها صورة مبنى شاهق استبشرت كل منهن و قفزت أنتيل وهي تردد :
– إنه برج قاعدة ميشيل ، إنه هو . اقتربنا من بلوغ البلدة .
لكن بوغدون لم تكن تشعرَّ بالفرح ذلك بعلمها أن ابراج ميشيل لا يمكن أن تكون في هذه الصورة الباهتة ، فقد كانت مهتمة بهذه الابراج لعقود و تعرفهُ أكثر من معرفتها لغرفة نومها ، هنا قالت :
– أتمنى أن يكون برج ميشيل فِعْلًا ، لكن حسب علمي أنه برج شاهق جِدًّا تحوم حوله طائرات بلا طيار لتحرسه ، ولكن حتى إن لم يكن هو فهذا مُبشِّر جيد بأننا سنجد شخصًا بعد مسافة قليلة .
لم تكمل بوغدون حديثها حتى سمعت صوت سيارة قادمة و كان الصوت قريبا جِدًّا ، حينئذٍ أصبحت أنتيل تتفقد مصدر الصوت و تنظر هنا وهناك بفضول . وقد عادَت الدماء تجري في عروقها مجددًا ، بعد أن تجمدّت خَوْفًا من المجهول .
الرواية المشوقة التباس القسم الرابع
بلغ الرائد جاكوب مكان الجريمة ثم نظرَّ لساعة يَدَهُ ليجدها الثالثة بتوقيت هوبم ، حينها أخذّ عصاه واتجه نحو المقهى الذي كان يحيطه جمع من الناس الذين بدأ عددهم يقل شَيْئًا فشيء ، خَاصَّةً عندما غَادَرَتْ سيارة الإسعاف و على ظهرها جثة القتيل و لم يبقى سوى أفراد البحث الجنائي بقيادة أحد الضباط الذي كان برتبة النقيب ، و قبل أن يصل جاكوب لذاك المكان اعترضت طريقه فتاة بدينة ، ذات وجه بيضاوي ، ترتدي ملابس شتوية و تحمل قُفَّة خضروات اقتربت من جاكوب بابتسامة مشرقة و قالت بصوتٍ رنَّان كأنها تغازلهُ :
– إنه يوم صعب جِدًّا خَاصَّةً عندما نَظَرَتْ لتلك الجُثة التي قتل صاحبها بوحشية ، ولكن بعد أن رأيت جاكوب شعرت بالراحة صدقني يا جاكوب أنت مصدر راحة بالنسبة لي !
تبسم جاكوب ثم أتبع قائلاً :
– مسز نورا كيف حالك ؟ لا زلتي بهذا الجنون والبحث عن عريس ؟
اقتربت منهُ أكثر وهي تغمزَّ بعينها :
– أنا لن اتزوج رجل غيرك وقد أخبرتك مسبقًا بأنني أحبك أنت ولكنك رفضت الزواج بي لأنني بدينة ، لا تخف أنا الآن في مركز السيد لوكا للرشاقة وسوف أكون رشيقة بعد شهرين . هكذا وعدني السيد .
– السيد لوكا رجل ذكي يعرف كيف يأكل إموال النساء بالباطل .
– هل تعني أنه كاذب ؟
– لا ، لا ، أتمنى أن أراك رشيقة وقتئذٍ سأفكر في الزواج بك…
ثم بتر جاكوب عبارته بعد أن ومضت له فكرة بسؤال السيدة نورا عن الحادثة ، خَاصَّةً و أنها لا تخفي عنه شيء، هنا قال بجدية :
– أين كنتِ في ليلة البارحة ، قبل مقتل هذا الشاب المسكين ؟
– نائمة! نعم، و لكن استيقظت مبكرًا وسمعت صوت سيدة تصرخ و تقول جريمة قتل في هوبم ، جريمة قتل في هوبم .
هزَّ جاكوب رأسه بهدوء ثم أتبع :
– و لكن من له المصلحة في قتل هذا الشاب و قتل ثلاثة نسوة في ليلة واحدة ؟
اقتربت نورا منهُ ثم قالت بصوتٍ خافَّت :
– ليس هذا و حسب بل حتى السيدة ميشيل اختفت هي وابنتها أنتيل في نفس الليلة ، دعني أذهب لأنني قَرَّرَتْ البحث عن منزل آخر خارج هذه الدائرة ، فقد كثُّر المجرمين واللصوص هنا !
– ماذا عن السيد كروجند ، هل جاء اليوم إلى موقع الحادثة ؟
– لا تذكرني بهذا الرجل ، فأنا أبغضه جِدًّا إنه رجل مريب و لا أستبعد أبدًا بأنه القاتل !
لحظات من الحوار مع نورا زادت من شكوك السيد جاكوب أكثر ، لكنه في ذات الوقت لم يخرج منها بشيء يمكن أن يمهد له الطريق في البحث ، مع ذلك فقد عرف خُبْرًا جديدًا وهو اختفاء مسز ميشيل وابنتها ، وقتئذٍ قرر أن يذهب مباشرة إلى منزل السيد کروجند ، من يدري ربما هذه الزيارة المفاجئة يأتي أكلها . بخطواتٍ ثابتة ذهب نحو منزل كروجند ووقف ينتظر أن يفتح له الباب ، رنّ الجرس مُجَدَّدًا ثم سمع صوت مزلاج الباب يَتَحَرَّكُ، شعور غريب سيطر عليه خَاصَّةً عندما سمع صوت كأنه لشخص يجري داخل منزل كروجند ، و أخيراً فُتِح الباب وكان أمامهُ كروجند يحمل قنينة خمر وقال مَرْحَبًا بصوتٍ تبدو عليه نشوُة الخمر :
– المحقق جاكوب مَرْحَبًا بك عزيزي .
جلس جاكوب على مقعد الأريكة التي كانت بالقرب من نافذة الشقة ، وكان أمامه منضدَّة عليها أكواب من النبيذ و مطفأة سجائر ممتلئة بالثقاب حتى عنقها ، في تِلْكَ اللحظة أدرك أن كروجند رجل غير مرتب في شؤون منزله ، وكذلك وجود أشخاص آخرين معه قبل مجيئه ، ثم بادر جاكوب قائلا :
– يبدو أنني جئت في وقت غير مناسب ، أعتذر لك بسبب حضوري دون موعد .
أخذ رشفة من قنينة النبيذ ثم رد وهو يحرك رأسه :
– أتشرف بقدومك في أي وقت عزيزي ، هل أعد لك قدحاً من القهوة ؟ أعلم بأنك لا تحب الخمر
– نعم، خَاصَّةً أنني لم أتناول قهوة الصباح بسبب هذه الجريمة !
كان جاكوب يدري بأن هذا القدح من القهوة يمكنه من فتح ملفات عديدة مع كروجند ، لذلك أراد أن يشعره بأنه جاء لتناول القهوة معه .
حتى نهض جاكوب وأصبح يجول في الصالة وينظر هنا وهناك حتى وقعت عيناه على ورقة بيضاء مستديرة . إن ما جعله يشعرَّ بالفضول هو الطريقة التي تم طي الورقة به ، فقد تم طيها على شكل وردة . أخذَّ الورقة ثم فتحها و أصبح يقرأ تلك الجُمَّلة المبهمة التي كانت في الوسط وكأنها كُتبِت بالحبر السري :
– ولما سرقت مسز لورا الهيكل العظمي من معمل الطبيب جاك ، تم قتلها بمقص الخياط الذي ذهبت إليه كي يفصل لها فستان زفاف ابنتها بوغدون الذي أقيم في منتجع شارل .
أسئلة تحليلية للفصل:
للمزيد من الرواية التي تهتم بالغموض و التشويق رواية التباس ، دعونا نبحر في عالم جديد و مختلف عن أحداث الرواية الغامضة التباس .
القصة القصيرة التي بها من الكوميديا والرومانسيه ما يكفي لكي يجعلها تنافس القصة القصيرة المشوقة، تجد على…
قصص قصيرة ومعبرة جئنا لكم اليوم بفصل أخير ، فيه كل إجابة لما حدث ، فصل…
انطفأت شمسّ اليوم وراحت غربًا تؤنس آخرين وتدفئهم، غير أن ليل هذا اليوم يعني للسيد…
روايات عربية مؤثرة ما قصة السيد البيرت الذي يحمل ثلاثة أرانب و يجلس في سيارة…
روايات كاملة للقراءة ,جاكوب يعرف ما يريده لكن السيد ميدوك كان له رأي آخر ، هذا…
رواية قصيرة بها أحداث مشوقة في موقع قصص وروايات لن تجد له مثيل ، نحن…
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط.
اقرأ المزيد