الآن فَقَطْ أدركت قِيمَة هذه الأشياء حين ضعفت إرادتها و انخارت قُواها ، وحين هجرها كل شيء
القصة القصيرة التي بها من الكوميديا والرومانسيه ما يكفي لكي يجعلها تنافس القصة القصيرة المشوقة، تجد على موقعنا أجمل القصص والروايات نكتبها بشغف وحب قصة النهاية المذهلة
انهت للتو مشاهدة آخر حلقة من مسلسل العشق الأسود الذي كان بمثابة أحداث يومية تشُدَّها و تملأ فراغها ، لكنها الآن حائرَة تتخبَّط بين جُدرَان منزلها الباهتة. ماكانت كاريس قبل اليوم تعيش هذا الفراغ ، لكنها اليوم وحين بلغت العقد الخامس من عُمَّرها وَجَدَتْ نفسها وَحَيْدَةً بلا أَبْنَاءَ ولا زَوَّجْ . الآن فَقَطْ أدركت قِيمَة هذه الأشياء حين ضعفت إرادتها و انخارت قُواها ، وحين هجرها كل شيء ، حتى كلبها الذي عاش معها أيَّامٌ الصِبا والسهر والحفلات. حتى فاقت على هذا الواقع الذي باتت تهرُّب منه تدريجيًا ، علَّها تجد واقع جديد تبني به جِسر التواصل مع عالم جديد و حياة أفضل…
لا تفوت قراءة: افضل قصه
كانت كاريس في العقد الخامس من عُمَّرَهَا ، مديدة القامة ، وتبدو على ملامح شعرّها تِلْكَ الخيوط البيضاء التي تركتها عجلات الزمن الجميل الذي عاشتهُ رغم ما تمر الآن. كان شعرها الفضي قصير لدرجة أنه لا يصل حتى أذنيها كما اعتادت كاريس أن تجزُّه كُلَّمَا كبر و تدلَّى . حَمَلَتْ كاريس قدح القهوة وجلست على كُرْسِيُّها المائل حتى تمنح جسدها الطاقة والحيوية مع شمس الصباح المتدفقة بخيوطها الذهبية على حديقتها التي تحيط الساحة الخلفية لمنزلها . في شيء من التأمُّل والخيال شردَت بنظراتها من خلف نظارتها الشمسية وهي تسبح في ماضٍ ليس ببعيد، عندما كانت تلك الحديقة تعُجَّ بالناس ليلًا ونهارًا ، وعندما كان والدها يقيم الحفلات فيها…
تابع قراءة : القصة القصيرة جدا
أَدْرَكَتْ في شئ من الخيبة و الْحُزْنِ ، بأنها أعمال الخير التي كانت تقوم بها مع أولئك الناس ما كان يجب أن تقوم بها ، لأن كل تِلْكَ الجموع ما كانت سوى نحل يحتضن خليتهُ ، ما أن ينتهي زمنها يغادرها، ثم راحت تفكر في كيفية رسم حياتها من جديد ، حينها انهالت الأفكار على ذهنها بين أن تسافر وبين أن تبقى في مكانها وتبحث عن مشروع تؤسسهُ، إلا أن عجزّها المادي كان يعيق جُلَّ أفكارها حِيَالٌ هذا الأمر…
بعد بُرَّهة خطفَّت صحيفة لوموند وشرعت في قِرَاءة الأخبار الإقتصادية ، حينها كانت تبحث عن فكرة ، كانت تبحث عن خيط أمل يعيد لها أيام المجد بعد أن تم النصب عليها ، إلا أنها كانت تبحث من بين كل تِلْكَ الأسماء عن إسم شخص واحد من رجال الأعمال الفرنسيين، إنها تبحث عن السيدة كوكة مورفي ، تلك السيدة التي كانت سَبَبًا في خسارة والدها ، كما أنها السبب وراء ضياع ورث والدها، ذلك بعد أن نصبت لها الكمائن حتى تطيح بها…
لوهلة أشرَق وجهها عندما قرأت خبرًا كانت تبحث عَنْهُ ، خَبْرًا وضعها في أول خَطْوَة من خطوات المجد، حين نهضت من مقعدها في سِرور قاصدة خزانة ملابسها تأهبًا للخروج، ولم تمضي لحظات حتى غادرت كاريس منزلها وانطلقت تسابق الريح بسيارتها المتهالكة ، ثم استقرَّت أمام مكتب المستشار السابق لوالدها، و دلفت مكتبهُ وهي فرِحةً مستبشرَّة ، حتى إِنَّهَا تخطَّت مكتب السكرتاريه، ثم قالت بعد أن جلست أمامهُ:
– أنا سعيدة للغاية يا سيد بيتر ، لا يمكن أن أصف لك مقدار سعادتي هذا اليوم، كأن السماء أَرِسْلٌت لي ملائكة لكي ينشرح صدري !
قال بيتر وهو يفتل شاربهُ الذي كان يغطي فتحة فمهُ :
– رغم أن دخولك إلى مكتبي يتنافى مع الأدب ، إلا أنني سعيد بأنك عُدّتي للحياة مُجَدَّدًا ، و اراك سَعِيدَةَ كما كُنْتِي أيام والدك . اخبريني ما سبب هذه السعادة ؟
كانت تَحَرُّكٌ حواجبها ويديها في إسلوب درامي بحتَّ وهي تقول :
– الكنزَّ ، الكنزَّ يا بيتر . اكتشفت أن في أسفل منزلي كَنزٌ ثمين، واليوم تاكدَّت من ذلك!
نزَّع بيتر نظارتهُ في دهشَّة وهو يقول :
– كَنزٌ أسفل منزلك؟ هذا مُحال ، لأنني شاهد على بِنَاء منزلكم، وَكُنْتُ متابع سير العمل من الْبِدَايَةَ حتى النهاية .
– صدقني هُنَاكَ كَنزٌ ، وأنت تعلم بأني لا أكَذَبٍّ
– و لكن كيف عرفتي ذلك ؟
– في أول الأمر كنت دَائِمًا ما يأتيني رجل يرتدي ملابس بيضاء في المنام و يقول لي أسفل هذا المنزل هُنَاكَ رسالة قديمة أبحثي عنها. عندما تكررَّ الحُلم صِرّت أَبَحْثٌ عن تَفْسِيرًا له من جميع مفسري الأحلام ، لكن في آخر المطاف قَرَّرَتْ أن أَبَحْثٌ بنفسي، حينها طلبت حُضّور صديق قديم أعرفهُ من مدينة مارسيليا ، لِأَنَّهُ كان يهتم بهذه الأشياء ولديه خِبرّة كبيرة، وقتئذٍ أَحَضَرٌ جهاز جولدن استيب بروماكس وأثبت لي وجود كَنزٌ بالدليل القاطع.
كان السيد بيتر يؤمن بالخُرافات و يصدقها ، فقد اعتادت السَّيِّدَةَ كاريس الذهاب معه إلى أحد الكهنة في العديد من الدول الافريقية و الاسيوية من أجل الحصول على تميمة النجاح والحب ، بالإضافة إِلٰى ما قالتهُ كاريس عن جِهَازٌ جولدن استيب الذي كان بيتر يعرفهُ ويثق في نتائجه نسبة لعمله السابق مستشار لوحدة استكشاف الكنوز في إحدى الشركات في باريس، هو ما جَعَلَهُ يُصَدِّقُ ما قالته كاريس، حينها قال بعبارات تدُّل على أن ما قالته كاريس كان مقنعًا:
– كما تعلمين يا كاريس ، أنا خدمت والدك طوال العشرين عَامًا ولم تري مني أي خُذلان ، بالإضافة إلى مساعدتي لكي في أمرّ الثروة التي ضاعت بسبب تهورك . إن تركتي لي هذا الأمر سوف نكسب مبالغ طائلة من هذا الإكتشاف ، ما رأيك.
وقتها انفجرَّت كاريس بالبكاء وهي تقول :
– وما سبب قدومي اليك سيدي غير أني اثق بك، أنت الرجل الوحيد الذي أثْق بهِ في هذا العالم المحشور في مخالب النفاق .
انتفضَّ بيتر من مقعدهُ ثم رفع سماعة هاتفهُ وطلَّب من السكرتاريه أن تحضرَّ للسيدة كاريس عصير الليمون لكي تهدأ ، ثم قال بعد أن رزع سماعة الهاتف :
– الآن سوف نذهب للخطوة الأولى ، وهي البحث عن من يستخرج هذه الكنوز ، ثم نقوم بإجراء تقييم شامل لها وبعد ذلك نقوم بعرضها للبيع ، أما الأتعاب الخاصة بي سوف نتفق عليها لَاحِقًا .
تبسمت كاريس و وضعت قدمها على الاخرى وهي تحملق في وجه السيد بيتر وتقول :
– أنا موافقة يا سيد بيتر ، ولن نختلف في أي رقم سوف تطلبهُ ، أنت عزيز لدينا.
نلتقي في الفصل القادم من قصة النهاية المذهلة، هذه القصة من اجمل القصص التي تحمل الكوميديا و القصة القصيرة
مانسيه والغموض ، يسعدنا أن نقرا تعليقاتكم حول الفصل الاول ،ولمزيد من القصة القصيرة تابعونا ، موقعنا يضم مجمموعة من افضل
قصص قصيرة ومعبرة جئنا لكم اليوم بفصل أخير ، فيه كل إجابة لما حدث ، فصل…
انطفأت شمسّ اليوم وراحت غربًا تؤنس آخرين وتدفئهم، غير أن ليل هذا اليوم يعني للسيد…
روايات عربية مؤثرة ما قصة السيد البيرت الذي يحمل ثلاثة أرانب و يجلس في سيارة…
روايات كاملة للقراءة ,جاكوب يعرف ما يريده لكن السيد ميدوك كان له رأي آخر ، هذا…
رواية قصيرة بها أحداث مشوقة في موقع قصص وروايات لن تجد له مثيل ، نحن…
بعد بُرهة كان الرد صادمًا وساحقًا عندما خَرَجَ صوت ثلاث طلقات وصل صداها لعدَّة أمتار…
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط.
اقرأ المزيد