نعم يا تيلا ، أنتِ مُحِقَّة، إن ما أنا محشورة فيه الآن بسبب تجاهل عقلي لتلك الإشارات المُرسلة في لحظات من النشوَّة و الفرحة , حكايات حب
حكايات حب جميلة مشوقة على موقعنا، هذه القصة لن تجد مثيلا لها في أي موقع آخر ، نسبة لأهمية هذه القصة وروعتها، ودقة تفاصيل السرد والحوار ، نعلم جيدا أنك سوف تحب الشخصية وقصتها المدهشة. حكايات حب
– كَأَنَّهُ هبة اللَّـه التي أشرقت في حياتي ثم أخذَّها الله عني لذنب اقترفتهُ . ما كان سوى امتحان ، نعم لم يَكُنِ كل ذلك سوى امتحان ، لأن كل السنوات التي كُنَّا فيها معًا لم أسأل عن التاريخ يَوْمًا ، ولا حتى عن المستقبل. صدقيني كان نعمة كَبِيرَةَ لم أعرفها إلا في هذا الوقت من الضعف و القهر و الانكسار !
– نعم. الحياة عادلة يا لي لي، في بعض الأحيان نظُّنّ أن التقلبات التي تحدث ماهي إلا لحظات و تنتهي ، لكن سُرعان ما ندرّك أن ذلك سيكون هو الأمر الواقع الذي فرضتهُ لنا الحياة. نَّحْنُ لا نفهم في هذه الحياة سوى الأشياء التي تعلمناها من أُمَّهَاتِنا ، لذلك تبقى الدروس التي تعطينا لها الحياة أكثر قَسْوَةً !
– خَاصَّةً لو كانت هذه الدروس عِبَارَةً عن وميضّ ينخفض تدريجيًا حتى يختفي ، ثم نجد انفسنا في ظلام حالك. لا أَدْرِي السبب الذي جعل قلبي يميل إليه هكذا ، لا أدري صدقيني ؟
– ارجو أن تهدئي يا لي لي ، قُلوبنا عبارة عن احاسيس شفافَّة تميل دون قصد لمن احسَّت بالأمان مَعَهُمُ ، لكنهْا لا تمتلك ميزة التدقيق والإختبار ، لأن هذه ميزة العقل ، لهذا يجب أن يقف العقل سَدًّا منيعا أمام أي اختيار نقوم به ، حتى يقوم بفلترَّة الصالح و معرفة الطالح .
– نعم يا تيلا ، أنتِ مُحِقَّة، إن ما أنا محشورة فيه الآن بسبب تجاهل عقلي لتلك الإشارات المُرسلة في لحظات من النشوَّة و الفرحة .
– إسمه جميل ، كأنه من عائلة عريقة من انجلترا أليس كذلك ؟
– هو من أُسرّة عريقة حقًا ، وُلدّ في لندن في العام 1990!
– يا للروعة، هذا يعني أنكما كنتم في نفس العمر أليس كذلك ؟
– هُنَا كانت بداية القصة عندما ذهبت لشراء تذكرة طيران من لندن إلى جزيرة روت ميدون . لأن حُبَّي لهذه الجزيرة لا يوصف ، وقتئذٍ وجدتهُ أمامي يَنْتَظِرُ تذكرته، نسبةً لأن تلك الجزيرة تحتاج إلى موافقة أمنية قبل السفر إليها.
– واو. موافقة أمنية حتى للإنجليز ؟
– نعم ، بسبب بعض الأحداث التي جرَّت هُنَاكَ ، شددَّت إدارة الهجرة هُنَاكَ بهذا الأمر ، نسبةً لرغبتهم في معرفة كل شيء عن الزائر الذي يدخل تلك الجزيرة، لكونها ذات حُكَّم ذاتي .
حوار بين السيدة لي لي ذات الثلاثين ربيعًا، والصحفية تيلا التي تعمل في صحيفة لندن بوست 13، بعد الضجَّة التي اثارتها السيدة لي لي بعد مقطع الفيديو الذي نشرتهُ على الفيسبوك ، حيث كانت تتحدث عن برنامج أُعِدَّتهُ بنفسها تحت إسم حكايات حب ، لكن خروج السيدة لي لي في هذا الوقت بالذات كان له أثر كبير وضجة عارمة، حين خَرَجَ العديد من صُنَّاع المحتوى الذين قالوا أن السيدة لي لي عبارة عن رِبوت وأنها ليست في الواقع. أن ما ساعد على ترسيخ هذه الفكرة في أذهان الناس هو عدم خروج أي من عائلتها للدفاع عنها، بل حتى أن رجال الشرطة أثبتوا أنها ليست في سِجلات المواطنين الإنجليز ، ولا حتى أنها دخلت الأراضي البريطانية ، هو ما أثار الضجة حولها، إلا أن تيلا تمكنت أَخَيْرًا من كشف مكان تواجد السيدة لي لي ، حين أخبرها أحد مصادرها أن السيدة لي لي تتواجد في مستشفى ماك روبرت للطب النفسي…
كانت لي لي سيدة في العقد الثالث من عُمَّرها ، مديدة القامة ، ذات وجه بيضاوي وعينات ناعستين، تغطي ملامح وجهها تفاصيل دقيقة من الملامح الانجليزية . أما تيلا فقد كانت في نهاية العقد الخامس من عمرها ، ممتلئة الجسم ، ذات عينان نفاذتين وتغلف وجهها البيضاوي بنظارة طبية لامعة. كانتا تجلسان في غرفة خاصة عامرة بالأجهزة الالكترونية التي تستخدمها السيدة لي لي في نشر مقاطع الفيديو الخاصة ببرنامجها المعروف حكايات حب . قالت لي لي و هي تعدل جلستها وتحاول تعديل لبستها البيضاء التي تحمل شِعار مستشفى ماك روبرت الزرقاء :
– ليت الأيام تعود بنا إلى تِلْكَ الأحداث التي كُنَّا فيها غافلين !
قالت تيلا وهي تقرب سماعة الهاتف التي تستخدمها لتسجيل الحوار :
– لم تخبريني كيف تعرفتي عليه ، هل كان أول تعارف بينكما هو لحظة شِرَاءً التذاكر ؟
– عند شراء التذاكر كان قلبي يخفق بقوة من الوهلة الأولى التي رَأَيْتُهُ فيها ، حينها كُنتُ في حالة يرثى لها . هو ما دفعني لاتخاذ قرار السفر . أما هو فقد أحسّ بِكُلِّ ما أحسهُ حين اقترب مِنَّي وسأل عن حالي وإن كُنتُ في حاجة للمساعدة، وقتئذٍ لم أرفض ، بل وجدت نفسي أسرّد له كل شيء عن حياتي.
– هل كانت لديك مشكلة في ذلك الوقت؟
تنهدَّت لي لي واطلقت زَفِيرًٌا وهي تضرُب يدها بالأُخرى بلطف :
– تلك لم تكن مشكلة ، بل كانت عقبة من عقبات الزمن، لأني كُنتُ مجبرّة على الحياة مع تِلْكَ العائلة التي فتحت عيني و وجدت نفسي بينهم، ليس هذا وحسب بل إنهم أرادوا إجباري على الزواج من ابنهم السكّيِر المعربد !
– هل يمكنك إخباري بإسم العائلة و أين تقيم ؟
– لا استطيع ، آسفة . لكني فقط سوف أَخَبَّرَكَ بمكان تواجدهم!
– أين ؟
– إنهم في وسط لندن !
أَخَذَتْ تيلا جُرعة من كوب الماء ثم قالت :
– لماذا إذن رفضتي زواج ابنهم رغم أنك قلتي أنها عائلة تمتلك المال !
– رفضي الزواج منهُ كان بسبب معرفتي بإبنهم ، وقد شاهدتهُ مع العديد من النساء اللائي كان يأتي بِهُنّ للمنزل ، كيف يمكنني التأقلم مع هذا النوع من الزواج ؟
قالت تيلا مازحة :
– أحيانًا يمكن أن تعمل الزوجة على تغيير سِلّوك الزوج. كان من الممكن السيطرَّة عليه !
حكايات حب القسم الثالث
سكتتَّ السيدة لي لي بُرّهة واتبعت تقول بصوتٍ فاترّ وهي تبحث عن الأقراص المُهدئة التي كانت بجانبها:
– لم يَكُنِ ذلك ينفع، لأن تِلْكَ ليست حياة. مع ذلك لم أنجو مما كُنتُ أخشاه!
– ماذا حدث بعد ذلك يا لي لي ؟
أَخَذَتْ لي لي قنينة الماء ثم قامت بقذف القرص المهدئ على فمها بِخفّة والحقتها بِجُرَّعة من الماء ثم قالت :
– لا شيء. عندما علم سميث بهذا الأمر أَرَادَ نجدتي ومساندتي في تِلْكَ المِحنة ، حين قررَّ أن نسافر سَوِيًّا لتلك الجزيرة ، لأن التاريخ الذي حددَّته هو نفس التاريخ الذي قام ابنهم بتحديده للزواج !
شهقت تيلا وهي تقول :
– هل تقصدين أنك هربتي لتلك الجزيرة ؟
– يمكن تسميتهُ هرَُّوب ، لكن كان أَفَضْلٌ هروب يمكن أن تقررّه الفتاة التي تعرف سوء أخلاق الرجل الذي يريد الارتباط بها عنوةً و اقتدارًا.
قَطْعٌ حديث لي لي دخول ممرّضة نحيفة سمراء كانت تحمل على يدها قِطعة قماش بيضاء وصندوق تضع فيه بعض المُعدَّات الطبية ، واستقرت أمام سرير لي لي التي كانت تعرف تمامًا ما كانت تبغيه الممرضة ، عندما تمددّت ومدَّت يدها ، ولم تمضي لحظات حتى حقنتها المُمرضة بالابرة وغادرت في هُدوء بعد أن نصحتها بالهدوء والالتزام بالأدوية ، وقتئذٍ اردفت السيدة لي لي تقول :
– كان سميث يعرف كل شيء . يعرف حتى أصغر التفاصيل عن حياتي. ذات مرة عانقني عندما هاجمني كلب بري في جزيرة روت ميدون ، حينها فقط أدركت أن كل تلك السنون التي عِشتها لم تَكُن حياة!
– الْحُبَّ جميل يا عزيزتي لي لي . مع ذلك لا يجب أن يقودنا إلى المهالك أليس كذلك ؟
– رُّبَمَا لو كان الشخص منعمًا ويجد من رغد الحياة ما يكفي سوف يفكر ألف مرة قبل الإرتباط ، لكن عندما تكون الحياة خلف جُدران مُلظمة ليلها كنهارها ، حينها يقع الأختيار على أول طارقٍ للباب حتى لو كان كلبًا.
تنحنحت تيلًا و هي تقول :
– هل كان سميث كلبًا ؟
– حاشاه ! ليت كُلَّ الرجال مثل سميث ، ليت كل الناس مِثْلُهُ . لو لم يكن شَخْصًا مكتمل الخِصال والأخلاق الحميدة ما كُنتُ في هذه الحياة بين التخبط والبؤس!
في تلك الأثناء عانقتها تيلا في دفئ جعلها تحسّ بما لم تحس به من قبل ، حين تبلدَُّت مشاعرها وامتزجت في دواخلها مشاعر متضاربة جعلتها تائهةً، حين قالت وهي تغادر حضن تيلا التي غمرها الْحُزْنِ:
– ليتني وجدت هذا العناق قبل لقاء سميث!
– لكنك لم تخبريني كيف هربتي من منزل تلك العائلة ؟
لم يكن هروبًا ، بل كانت مغامرة كبيرة شارك فيها السيد سميث ، لكنه دفع ثمن كل ذلك بعدها .
ماذا كانت تريد لي لي عندما أقامت برنامج حكايات حب ، هل كانت تقصد حكايات حب محددة أم تتحدث عن حكايات حب عامة، تابع هذه القصة حتى تعرف حقيقة قصة لي لي وبرنامج حكايات حب
نعمل بجهد في كتابة قصص قبل النوم في حلية جديدة، من خلال رسم شخصيات أبطال أكثر دقة و واقعية، هو ما نثق به ، و هو الهدف من تصميم هذا الموقع، نسبة لشغفنا الكبير في كتابة قصص قبل النوم...