حكايات قبل النوم للكبار
حكايات قبل النوم للكبار ، سيدة في منزلها تقوم بالأعمال الاعتيادية ، حينها تفاجأ بأنها ليست هي، ذلك بعد الخطاب الذي جاء إليها من رجل غريب، ثم تسعى لمعرفة الحقيقة ويحدث ما لم تكن تتخيله. حكايات قبل النوم للكبار
تمطَّت السيدة اتريا البرت بحرَّكة دائرية ، أَرَادَتْ بها تنفيذ تعليمات مُدربتها في الصالة الرياضية. وقتئذٍ كانت وسط حديقة منزلها المخضرَّة بخيرات الله. حينها كان خَلْفَهَا باب صالة منزلها، عندما استلقت على الأرض و هي ترفع قدميها لكي تسمح للدهون أن تبتعد عن بطنها. لكنها عندما ننزلت بقدميها الأرض شاهدت طيف يجول داخل صالة منزلها. وقتئذٍ توقفت عن التمارين لَحْظَةَ ، و هي تتفرّس بعينيها السوداويين نحو الصالة، لأنها تعلم جِيدًا بأنها وحيدة في ذاك المنزل الأبيض البديع.
لا تفوت قراءة: حكاية اماندين هارولد
هو ما جعلها تشعر بالدهشة من رؤية ذلك، ثم عَادَتْ ببطء لإكمال ما كانت تفعل، لكن سرعان ما عاد المشهد إليها مَرَّةً أخرى. في تلك الأثناء شاهدت شيء ما اِندفع بسرعة رهيبة نحو غرفتها. هنا أدركت بأن ما يجري شيء غير عادي، حينها نهضَت من مكانها و هي تتسحب بهدوء علها ترى من بالداخل. لم تمضي لَحْظَةَ حتى سمعت صوت أَحَدَّهُمْ يتحدث على الهاتف بصوتٍ عالٍ ، و هو يقول :
– لا أعلم. رُّبَمَا خرجت للصالة الرياضية كعادتها!
ما أن سمعت تِلْكَ الكلمات حتى هدأت ثم دلفت نحو الصالة كي يتثنى لها رؤية الشخص الذي بالداخل. لَكِنَّهَا تفاجات برجل مديد القامة يرتدي بنطال أزرق و قميص أبيض و هو يجلس متوسطًا الصالة و يراجع هاتفهُ. هنا قالت اتريا بنبرة حادّة :
– من أنت أيها الرجل ؟
فغر الرجل فمه عريضًاً قبل أن يقول :
– من أنا ؟ هل أصابك شيء يا اتريا ؟ أنا جون أبن عمتك ماريا ؟
أحمرّ وجهها البيضاوي و عيناها التي بدا وكأنها شاهدت شبحًا قبل أن تقول باسلوب جاد حقًا :
– إنني لست من هذا النوع من النساء اللائي يقبلن بهذا النوع من الاختراق . قُلَّ من أنت و إلا أبلغت الشرطة!
سكت السيد جون و قد بدا الحزن على ملامح وجههُ بينما كان يطقطق أصابعهُ في شيء من الضيق :
– أنا أَيْضًا ليس من أَنصَار الاختراق كما تعلمين. لكن يبدوا أن التمارين الرياضية أفقدتك صوابك. على كُلَّ حال أنا لم أتي هُنَا لأجل ما تفكرين به. و إنما آتَيْتَ لأخبرك بأن حفل شقيقتي دانا سيكون في الموعد الذي تم تحديده في الشهر الماضي، ليس الموعد الذي حددته والدتي في الاسبوع الماضي. ستجدين في هذا الظرَّف كل التفاصيل الخاصة بالحفل…
ما أن أنهى جون ما أراد أخبار السيدة اتريا به، حتى غادر دون انتظار حديث منها، رغم أنها لحقت به و هي تردد :
– أنا واثقة من أني لا أعرفك أيها السيد، و لا أعرف حقيقة هذا الحفل من الأساس!
لكن جون كان غاضبًا جِدًّا ، حين غادر و ضرَّب الباب خلفه في حالة تُظهر مدى جديته و غضبه، تاركًا السيدة اتريا أمام الباب في حيرة من أمرها ، حيث كانت تراقبه و هو يقود سيارته الحمراء حتى اِخْتَفَى بين الأزقة…
اغلقت السيدة اتريا باب منزلها . لِأَنَّهَا لم تجد من بحور الكلمات ما تصف به ما جرى. لم تكن سوى دقيقتين فقط مُنْذُ أن بدأ السيد جون حديثهُ معها حتى غادر. كانت تلك الدقائق المعدودة بمثابة دهر من الزمان، جعلها هذا الموقف المريب أن تعود إلى مكانها و تنسى ما كانت تفعل. عندما أحسَّت بأنها شخص آخر ، لكنها كانت مُدركة بأنها في كامل قواها العقلية…
مع هذا أرادت التأكد من صحة ذلك، عندما قامت بإجراء اتصالات لصديقتها لورا التي لم تَكُنْ تبعد عنها سوى أمتار قليلة. حينها قالت لورا و هي تضحك بصوتٍ عالٍ عبر الهاتف:
– ما هذا السؤال يا اتريا؟ هل أصبحتي تشكين في أسمك أم ماذا؟
قالت اتريا في حِدّة و توتر بينما كانت تسحب سيجارة من صندوق سجائرها :
– كوني جادة مرة واحدة في حياتك. فقط أخبريني من أنا ؟
انفجرّت لورا ضاحكة حتى سقطَّ شيء ما بجانبها ثم قالت:
– أنتِ….
لكن شيء ما منع إتمام هذه المكالمة، عندما انقطع الخط. في تلك الأثناء هرعت اتريا قاصدةً منزل لورا ، ذلك بعد أن أحست بأن شيء ما حدث. بعد بُرهة طرقت اتريا باب منزل صديقتها لورا التي بادرت بفتح الباب ، حينها قالت اتريا :
– أُصبت بالخوف عندما إنقطع الإتصال ، هل أنتِ بخير يا لورا!
لكن لورا كانت في حالة من الدهشة، فقد بدا من نظراتها أنها لا تعرف اتريا عندما قالت:
– من أنتِ ايتها السيدة، و ماذا تريدين !
فغرت اتريا فمها عريضًاً في دهشة ارتسمت على وجهها. لأنها المرة الأولى التي تشعر فيها بأنها صارت مجهولة ، مع هذا كانت مدركة بأن ما يجري خلفه أمر مدبر. حينها انقضَّت على عُنق لورا و هي تردد :
– قبل لحظات كنتي تتحدثين معي، قولي لي من قالك تفعلي بي هذا ؟ أنا اتريا واثقة من أنه اسمي مهما حاول من معك اظهار عكس ذلك!
لكن لورا دفعتها بعيدًا حتى سقطت اتريا على الأرض ، ثم أغلقت لورا الباب في وجهها. وقتئذٍ جلست اتريا تُفكر في كيفية الخروج من هذا الماذق ، عندما هبَّت واقفة وثائرة و اندفعت نحو منزلها بقوة ، كانها تريد الحصول على شيء ، حتى اخذت ذلك الظرَّف الذي تركهُ لها السيد جون. ألقت اتريا نظرة خاطفة على ساعة الحائط لتجدها السابعة والنصف مساءً. عندها أدركت أنه لا زال أمامها وقت للذهاب إلى الحفل المزعوم، لكنها فَكَرَتٍّ في كيفية تأمين نفسها عندما بدر في ذهنها فكرة الذهاب إلى متجر بائع السلاح لشراء مسدس تحمله معها للحفل.
في تلك اللحظة كانت في حالة من التخبط والتوتر ، حتى أنها فقدت الإحساس بجسمها المرتعد وعيناها المرتعشة، عندما وقفت أمام المرآة وهي ترتدي بدلة سوداء وقميص أبيض . ثم جمعت شعرها في شكل كعكة خنقتها بدبوس ، ثم غادرت بعد أن حملت حقيبة اليد البيضاء. اعتادت اتريا المكوث ساعات أمام المرآة ، وساعات في إختيار أي اللبس الذي تختاره للخروج. فهي ابنة السيدة كونجك الأنيقة ، التي عاشت حتى ماتت و هي من أرقى نساء مدينة سادوني. إلا أن اتريا في هذه اليوم بالذات كانت إمرأة أخرى. امرأة تواجه المجهول، تحارب شيء لا تعرفهُ، تحارب من أجل إسمها. كانت نظرات بائع السلاح المريبة عندما طلبت اتريا منهُ عرض أي المسدسات أفضل، حتى غمغم محدثًا نفسهُ:
– ما أن تشتري المرأة مسدس، فأعلم بأن المجني عليه خائن!
لكن ليس أمامهُ خيار سوى أن يعرض ما لديه، لأن شِراء الأسلحة حسب قانون سادوني مباح لمن تجاوز الثامنة عشر من عمره. ماهي إلا لحظات حتى اكملت اتريا شراء المسدس ، ثم غادرت و هي تهرول. حتى اتريا نفسها لا تدري السبب الذي جعلها تهرول، هل لأنها ذاهبة لفهم ما يجري، أم هو خوف من أنها المرة الأولى لها في حمل السلاح…
ما أن أعلنت الساعة العاشرة مساءً حتى دلفت اتريا داخل قاعة للافراح، ثم جلست على مقعد كان على مقربة من الزوجين. كانت تسمع تِلْكَ الأغاني التي كانت تحبها. جعلها ذلك تشعر بأن من بالحفل يعرفها حق المعرفة، لكنها تفاجأت عندما جاء أحد المنظمين للحفل لسؤالها عن سبب تواجدها، بالإضافة إلى كرت الدعوة…
أخذّ الرجل الخطاب و سكت لَحْظَةَ بينما كان يقرأ ما يحويه الخطاب من خلف نظارته الطبية ، ثم أعاد لها الخطاب و على وجههُ الف سؤال حين قال لها:
– سيدتي هذا العنوان صحيح، لكن هذا الحفل لا يخص الأسماء الواردة في الخطاب. رُّبَمَا هناك خطأ ، نرجوا منك مغادرة الحفل، لأن أجهزه المسح أثبتت وجود سلاح معك…
نهضت اتريا منتصبة و هي تقول في حِدَّة:
– كيف هذا؟ إن السيد جون هو من قَدَمٌ لي الدعوة. كما أنني لا أحب الحفلات من الأساس لولا هذه الدعوة الغامضة…
قال الرجل بصوتٍ أكثر حِدَّة :
– أعيد لك حديثي مرة أخرى. هذا الحفل لا يخص السيدة دانا كما أنه ليس لدينا شخص يدعى جون هُنا. نرجوا مِنْكَ مغادرة الحفل!
ما كان أمام اتريا سوى مغادرة الحفل. كانت تشعر بالخجل من بعد الإحراج الذي تعرضت له ، لكنها في الوقت نفسهُ كانت تجول بعينيها علها تجد السيد جون. إلا أنها لم تراه من بين الحضور، حينها قررت العودة إلى منزلها. بعد لحظات من التفكير وجدت اتريا نفسها أمام المنزل ، لكنها تفاجأت بعد أن وجدت باب منزلها مشرعا كأن أحدهم دخل منزلها …
هنا هرعت نحو المنزل لتفاجأ بأنها تعرضت للسرقة، حيث أنها لم تجد أي شيء داخل المنزل. حينها هرعت و هي تصرخ :
– تعرضت للخداع و السرقة، النجدة !
ثم قصدت منزل صديقتها لورا، لكن ما وجدته جعلها تفقد أعصابها حتى اصيبت بحالة من الإنهيار، عندما وجدت صديقتها ملقاة على الأرض سابحة في بركة من الدماء، واثار الرصاص على صدرها. ما هي إلا لحظات حتى جاءت الشُّرْطَةَ التي أحاطت المكان. أما اتريا فقد أُغمي عليها و أخذتها سيارة الإسعاف….
ظلت اتريا في الغيبوبة لأيام حتى فاقت لتجد المحقق جاكوب بجانبها وهو يقول :
– هل يمكنني الحديث معك ؟
كان وجهال الشاحب و نظراتها المتعبة توحي بأن ما مَرَّتْ به لم يكن شيء سهل. حينها سردت للضابط ما جرى . قال لها جاكوب :
– نأسف لهذا الأمر. لولا عناية الله كُنْتِي ستكونين متهمة رئيسية بهذه الحادثة. لكن شهادة بائع السلاح هي التي انقذتك، لأن السلاح الذي نُفذ به الجريمة هو من نفس نوع السلاح الذي قمتي بشرائه من التاجر ، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة أظهرت عملية السرقة، اعتني بنفسك و كوي حذرة…
إن ما جرى لم يَكُنِ له تأثير نفسي ، أكثر من أنها أدركت حقيقة واحدة و هي أن قواها العقلية كما هي، ليس كما يزعم اللصوص الذين أظهروا لها بأنها فقدت عقلها. مُنْذُ ذلك الوقت عرضت اتريا منزلها للبيع و غادرت للعيش في مدينة أُخْرَى حتى يتثنى لها نسيان صديقتها التي تعرض للخداع هي أَيْضًا . بعد أن علمت بأن اللصوص طلبوا منها فعل ذلك من أجل الكاميرا الخفية، لكنها صدقتهم و دفعت الثمن حياتها….
نأمل أن تنال اعجابكم…حكايات قبل النوم للكبار
قصة عشق حب بلا حدود كان مقدرًا لها ذلك، وهي تعلم حقيقة كل ما جرى .…
رسم رسمة عجز الخبراء تفسيرها نشأ في تعاسة ما بعدها تعاسة، ربما هي الملهم في…
حدوتة حسام حَصَلٌ على عَرَّضَ عمل في توصيل الطلبات. ورد إليه في الساعة الثانية ليلاً طلب…
حدوتة اطفال جميلة، نتعلم منها درس في الحياة ، كما أنها حدوتة جديدة وحصرية بها…
قصص واقعية عن الحب قصة مهاجر تزوج فتاة، كان زواج صالونات. كانت هناك مشاكل قبل…
قصص قبل النوم للحبيب شاب يجد رسالة مجهولة على ضفاف النهر، جعلته يهيم في كلماتها ،…
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط.
اقرأ المزيد