حكايات للاطفال نتناول قصة بها عبرة ومفيدة للأطفال ، خاصة وأن قصص الاطفال هامة في ارشاد الصغار نحو السلوك القويم، هذه واحدة من أجمل القصص الحصرية على موقعنا حكايات للاطفال
حكايات للاطفال قصة البحث عن الحكمة السحرية
في قديم الزمان، وبين ربوع جزيرة خضراء خصبة، كانت الغزلان ترعى بسلام وسعادة. الأنهار تتدفق على جانبيها، والنسيم يحمل معه نغمة هادئة، فبدت الجزيرة كقلعة طبيعية مغمورة بالخير. ذلك الهدوء عمَّ المكان بعد أن هاجرت الحيوانات المفترسة، فوجدت الحيوانات نفسها تعيش في رخاء بلا خوف. لكن مع كل هذا النعيم، كان ينقصهم شيء واحد: القانون. فقد غابت السلطة التي تضع النظام بينهم بعد رحيل الأسود، وأصبح تقسيم الطعام بينهم أمرًا صعبًا، مما جعل الخلافات تتصاعد.
انتبه ولا تفوت قراءة هذه القصة : قصص قبل النوم للأطفال سن 10
وذات يوم، نشب شجار بين غزالة شابة جميلة تُدعى “موري” وبين خروف وزوجته، بعدما تعدّت الغزالة على طعام الخراف. شعر الخروف وزوجته بالظلم، وتحولت الحادثة إلى عداوة. وكانت موري مشهورة بين الغزلان بجمال عينيها وقوامها الناعم، الأمر الذي جعلها محبوبة من ذكور الغزلان، لكنه لم يشفع لها أمام الخراف الغاضبين. غضبت الخراف وقررت رفع شكواها إلى قائدة الغزلان “شيشي”، التي كانت تعيش في قصر جميل من العشب الأخضر والورود، تحيط به الأشجار وتلعب حوله صغار الغزلان بمرح. وعندما وصلت الخراف ومعها أصدقاؤها، استقبلتهم القائدة شيشي بواجب الضيافة ثم أصغت لشكايتهم. بعد أن أنهى الخروف حديثه، قالت القائدة شيشي:
-لقد كثرت الشكاوى مؤخرًا، ولا بد من حلّ. علينا جميعًا أن نذهب إلى غار البومة الحكيمة، فهي وحدها القادرة على أن تهدينا السبيل الصحيح.
رحبت الخراف بالفكرة وقالت بأدب:
-يسعدنا أن تكون لنا حكيمة تدير أمور الغابة، فمع أننا نعيش في أمان من غياب المفترسات، إلا أن الصراعات بيننا بدأت تهدد هذا السلام.هزت القائدة شيشي رأسها موافقة، وقالت:
-إذن، لنذهب جميعًا إلى غار البومة الحكيمة في الوادي الجنوبي.
وفي اليوم التالي، اجتمعت جميع حيوانات الغابة المسالمة، وسارت في صف طويل وسط الأشجار والينابيع والزهور. استغرقت الرحلة ساعات حتى وصلوا إلى الجبل الذي يعلوه الغار. لكن الصعود لم يكن سهلاً، إذ كان عليهم أن يتماسكوا جميعًا ويتعاونوا ليتجنبوا السقوط. وبفضل تضامنهم، نجحوا في الوصول، وهناك فوجئوا بالبومة وأحفادها يستقبلونهم بالتصفيق والتهليل. قالت البومة وهي واقفة على باب الغار:
-مرحبًا بكم أيها الأصدقاء! لقد أثبتم أنكم قادرون على التعاون، فما الذي جاء بكم إليّ؟
تقدمت القائدة شيشي وسردت لها تفاصيل المشكلة. جلست البومة الحكيمة على كرسيها داخل الغار، وحولها تجمعَت الحيوانات تُصغي لكلامها:
-أيها الأصدقاء، أنتم لا تفتقدون الحكمة، فقد خلق الله في كل مخلوق خصال الخير: التعاون، ونكران الذات، واحترام الكبير، وحب الخير للغير. هذه هي مفاتيح السلام. فقال الخروف محتجًا:
-لكننا نعاني من فقدان طعامنا الذي تعبنا في جمعه، إذ تتوغل الغزلان والماعز إلى مخازننا وتأكله، مما يجعل سنوات الجفاف قاسية علينا. نريد حلاً يضمن العدل.
عندها رفعت البومة عصاها السحرية وقالت:
-الحل أن تتمسكوا بما فعلتم عند صعود الجبل، وأن تبنوا مخزنًا عامًا لكل الحيوانات. وليُشرف على هذا المخزن كبار السن منكم ليوزعوا الطعام بالعدل. ومن يعتدِ على نصيب غيره سيُعاقب، وإن تكرر الأمر سأعيد إليكم الأسود لتقيم العدل بأنفسها!”
أشرقت وجوه الحيوانات فرحًا، وارتفعت التصفيقات والتهليلات. وبعد أن أكرمتهم البومة بضيافة من الخضروات الطازجة، عادوا إلى غابتهم. وهناك شرعوا في بناء مخزن ضخم يضعون فيه كل ما يجمعونه من الأعشاب، ويقسمونه بالعدل بينهم. منذ ذلك اليوم، لم تتجرأ الغزلان على أكل طعام الخراف، ولم تحدث بينهم أي نزاعات. بل إن المخازن امتلأت بالأعشاب حتى وفّت حاجتهم في الصيف وأيام الجفاف.
العبرة:
التعاون يثمر خيرًا عظيمًا، ومن يحب الخير لغيره يجد الخير يعود إليه لا محالة.
اكتشاف المزيد من الموضوع حصري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
