قصة الثعلب الطائر ، قصة مشوقة ورائعة جدا للطفل، كما أن فيها أحداث مفيدة له، حيث تزرع في نفسه صفات جيدة في المستقبل ، القصة حصرية لموقع الموضوع حصري ، قصة الثعلب الطائر مثال جيد لقصص الاطفال
قصة الثعلب الطائر قصة مثالية مشوقة للاطفال
في أعماق الغابة الظليلة، حيث تتشابك الأغصان وتنساب الجداول بين الخمائل، عاش ثعلب هرم أضناه المرض وأضعفته السنون. كان وحيدًا، منبوذًا من سائر الحيوانات، حتى إنه لم يعد يحضر احتفالاتهم السنوية، مكتفيًا بعزلته الموحشة. طالت أيامه وهو يتضور جوعًا، يبحث عن عونٍ فلا يجد. حتى إذا عجز جسده عن الصيد، قصد بيوت أقرانه من الثعالب عساه يظفر بطعام يسد رمقه. لا تفوت قراءة احسن : قصص الاطفال
وقف على باب الثعلب بكار، المشهور ببخله، فخرج الأخير يخفي خلف ظهره عظمًا يلوك ما تبقى منه، وقال بمكر:
– ما حاجتك أيها العجوز؟
قال الثعلب بصوت متعب:
– أتيتك أطلب لقمة، فإني بلا عائلة تعينني ولا جسد يقوى على الصيد.
أجابه بكار وهو يشيح بوجهه:
– اذهب إلى الكلب ميكس، فلن تجد عندي شيئًا.
مضى العجوز مثقلاً بالحزن، ثم طرق باب الذئب، فإذا بالذئب يرد من خلف جدرانه، وصوته يشي بالشبع:
– ارحل أيها الثعلب، فما أملكه هو لي ولصغاري.
لكن الشيخ لم ييأس، فتوجه إلى الكلب ميكس، فلما طرق بابه خرج وفي يده عظم كبير، وقال بكرم:
– علمت من ابنتي بحالك، فخذ هذا اليوم، وغدًا سترسل لك ابنتي عظمًا كل صباح.
اغرورقت عينا الثعلب بالدموع، وشكر الكلب بحرارة، ثم عاد متكئًا على ضعفه، يحمل رزقه القليل. وبينما هو يسير عند المغيب، هبطت من السماء مظلة تتأرجح، تحمل قطة بيضاء يتلألأ بيدها قارورة ذهبية. دنَت منه وقالت برقة:
– أيها الثعلب المسكين، جئت أعينك وأداويك.
مسحت رأسه بالدواء، وعلّقت على عنقه سلسلة ذهبية، وقالت:
– نم قرير العين، ففي الصباح ستستيقظ مخلوقًا جديدًا.
ثم اختفت كما جاءت، تاركة خلفها رجاءً غامضًا.
فلما أشرقت شمس النهار، دخلت ابنة الكلب على الثعلب لتقدم له طعامها، فإذا به قد عاد شابًا قويًا، وأعجب من ذلك أنه ارتفع في الهواء يطير كالعصافير انتشر الخبر في الغابة، فأقبلت الحيوانات التي أعرضت عنه بالأمس تتودد إليه وتتقرب منه، غير أنه لم يلتفت إلا إلى الكلب وعائلته، إذ كان لهم الفضل يوم ضاقت به السبل.
ثم جاء يوم عصفت فيه أعاصير مهلكة بالغابة، ففرّت الحيوانات طلبًا للنجاة، لكنها عجزت عن بلوغ الضفة الآمنة من النهر. عندئذ صنع الثعلب الطائر مظلة عظيمة، ووضع الكلب وأهله في صندوق، ثم حلق بهم فوق الرياح حتى أنزلهم سالمين في بيت جميل على الضفة الأخرى.
وقف الكلب مذهولًا من الامتنان، وقال:
– لست أجد في اللغة ما يصف شكري لك، فقد أنقذت حياتنا وصنت عائلتي.
أما بقية الحيوانات، فقد بقيت نادمة على جفائها للثعلب يوم طلب معونتها. فقد دمّرت الأعاصير منازلها، ولو أنها أحسنت إليه حين كان ضعيفًا، لكان اليوم طوق نجاتها.
العبرة: من يزرع المعروف يجني الثقة والوفاء، ومن يبخل في الشدة يجد الندم عند المصائب.قصة الثعلب الطائر
اكتشاف المزيد من الموضوع حصري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.