قصة فروا تروفيا لن تصدق ما حدث للسيدة الجميلة بسبب الرقص

قصة السيدة فروا تروفيا التي غلبت المؤرخين والعلماء في فهم سبب ما قامت به، لن تصدق كيف إنضم الناس لهذه السيدة في حدث تاريخي نادر لم يتكرر منذ ذلك الوقت وعجز العلم عن تفسيره.

إن فِيْ قصص النَّاسِ كَثِيرًا ما نجد قِصَّةً تشدنا إليها كأنها جدائل تسحبنا إليها سحبًا بلا هوادة، تخطّف عقولنا بأحداثها الفريدة، هو ما جعلني أكتب عن هذا الحدث الذي ظل راسخًا في كُتُبَ التاريخ لندرته وغرابة حدوثه. حين نقرأ عن قصة فروا تروفيا ، قد نفهم من المعنى الحرفي للإسم بأنه إسم سيدة المانية تُدْعَى فروا تروفيا …

لكن ماذا فعلت هذه السيدة حتى يُسجل إسمها في كُتب التاريخ. هناك ملايين الأحداث اليومية التي تمر في هدوء دون ضجيج حتى تُطَّوى صفحة ذاك الزمن الذي حدث فيه الحدث، لكن بعض الأحداث تبقى خالدة في الذاكرة بل يدونها المؤرخين نسبةً لما قدمتهُ من دروس أو ألم…

اقرا على موقعنا : حكاية كهف لاسكو

قبل التعمق في أحداث هذه القصة المريبة، يجب التنويه على أنها حدثت في مدينة استراسبورغ التي كانت حينها تتّبع للإمبراطورية الرومانية الْمُقَدَّسَةَ في منتصف يوليو من العام 1518، حيث كان الناس في ذلك الوقت لا يشغلهم فن الرقص نسبةً لندرته آنذاك ، لكن في يوم ما استيقظ سكان استراسبورغ على حديث تناقله الناس بأن سيدة خرجت ترقص وسط البلدة بشك هيستيري…

في بادئ الأمر ظنَّ سُكَّان البلدة بأنها سيدة تمر بلحظات جميلة خرجت لكي تعبر عن سعادتها البالغة ، أو أنها تمارس طقوس دينية ، لكن الغريب في الأمر أنها لم تتوقف عن الرقص قطّ، بل كانت ترقص وتتمايل هُنَا وَهُنَاكَ ، كأن شَيْئًا ما يدفعها لهذا الفعل، لكن عندما أَحَسَّ سُكّان استراسبورغ بالغرابة قَرَّرَتْ بعض النِسوة الإنضمام إليها واحدة تلو الأخرى…

مَرَّتْ أيام والسيدة ترقص والإعداد تتزايد ، حينها انتشر الخبر كالنار في الهشيم بين سُكَّان البلدة، الذين كانوا في حالة من الدهشة والاستغراب، نسبةً لزيادة أعداد الذين انضموا إليها . حسب ما تم ذكره في كتب التاريخ فإن عدد الأشخاص الذين انضموا إليها بلغ أربعمائة شخص، كانوا يشكلون حلقة دائرية يتراقصون لأيام دون توقف، حتى أن هُنَاكَ من حاول إيقافهم لَكِنَّهُ لم يُفْلِحُ

مع ازدياد أعداد الأشخاص رجحت السُلطات بأنهم مرضى يعانون من أمراض وآلام نفسية، لذلك قامت السُلطات بإستئجار قاعات أفراح و احضروا الموسيقى الصاخبة من أجل مساعدتهم لطرَّد الطاقة السلبية التي كانت فيهم. إلا أن هذا الحل لم يحل المشكلة، بل تضاعفت المشكلة عندما زاد الأمر سوء وارتفعت أعداد الأشخاص والإصابات ، ذلك لأنهم كانوا يرقصون لأيام دون توقف، هو ما تسبب لهم بمضاعفات وامراض، ليس هذا وحسب بل حتى أن من بينهم من مات بسبب الرقص…

بعد أيام أَدْرَكَتْ السُلطات أن ما يحدث ليس من الأشياء التي يتم التعامل معها بِشَكْلٍ عادي، هو ما جعلهم يرفعوا حالة التأهب بسبب أعداد الذين فارقوا الحياة بسبب الرقص. كما أن هُنَاكَ قساوسة تدخلوا لمعرفة السبب وراء ذلك، إلا أن ذلك كُلَّـهُ لم يكن له إجابة في ذلك الوقت.

من الناس من اعتبروا هذه الحادثة بمثابة طقوس دينية لبعض الطوائف المسيحية ، إلا أن الكنيسة نفت وجود طقوس كهذه في الديانة المسيحية، بالإضافة إلى العديد من الطوائف الدينية الأخرى التي أكدت نفيها لذلك…

مع مرور الوقت وبعد سنوات من تلك الحادثة، ظَهَرَتْ دراسات توضح أن ما حدث مع السيدة فروا تروفيا هو مرض معدي يسمى الهيستريا الجماعية، أي أنه يصيب كل من يقترب من المريض، هو ما توصل إليه الطب في آخر المطاف. دراسات أخرى أوضحت أن الإصابة بفطر الإرجوت يمكن أن يتسبب في ذلك أَيْضًا خاصة أنها تصيب الأفراد الذين هم تحت ضغط أو خوف…

لم تجد السلطات حينها سوى أخذ المصابين إلى مزار ديني يخص القديس فيتوس، حينها تم اختفاء الوباء تدريجيا وتمكنت السلطات من السيطرة عليه. لكن ظلت هذه الحادثة من اغرب الأحداث التي مرت في التاريخ الإنساني ، نسبة لغرابتها و غموضها وعدم معرفة سببها بشكل مؤكد حتى اليوم، لأنها لم تتكرر