الجمعة, أكتوبر 3, 2025
الرئيسيةحكايات اطفالقصة للطفل قبل النوم قصة الغراب المزعج والدرس الكبير

قصة للطفل قبل النوم قصة الغراب المزعج والدرس الكبير

قصة للطفل قبل النوم قصة تحمل في طياتها رسالة خاصة للصغار، سوف يحبها إبنك بل سوف يقتدي بكل حرف فيها، لأنها مشوقة لدرجة لا تصدق ، كما أنها تساعده على الاستيعاب والفهم قصة للطفل قبل النوم 

قصة للطفل قبل النوم قصة الغراب المزعج والدرس الكبير

في قديم الزمان، كانت هناك غابة جميلة تُدعى سانتي، اشتهرت بكونها المكان المفضل لجميع عائلات الحيوانات. فقد وجدت الحيوانات فيها ملاذًا آمنًا لقضاء أوقات ممتعة وسعيدة.

بنى سكان الغابة بيوتًا خشبية صغيرة للعصافير، كما صنعوا أحواضًا مستديرة تسبح فيها العصافير والبط في مياه صافية ونقية. أمّا الحيوانات المفترسة، فلم تكن تُهاجم الحيوانات المسالمة، لأنّ البشر الذين عاشوا بالقرب من الغابة كانوا يزوّدونها بكميات كبيرة من اللحوم. وهكذا عمّ السلام بين الجميع.

اقرأ أيضاً عبر موقعنا: حكاية القطة الغنية

كانت زقزقة العصافير العذبة تتردّد في أرجاء الغابة فتبهج كل من يسمعها. غير أنّ غرابًا يُدعى رودي كان معروفًا بأنه الأكثر إزعاجًا بين الطيور. اعتاد أن يطلق أصواتًا مزعجة في منتصف الليل بعد أن يخلد الجميع إلى النوم، مما أثار استياء باقي الحيوانات. تسبب صوته العالي في مشاكل متكررة مع الصقر، حتى أنّ الأمر وصل إلى محاكمة من قِبل عائلة البومة، التي حكمت بحبسه أسبوعًا كاملًا داخل بيته. لكن رودي لم يتوقف عن عاداته المزعجة.

وفي أحد الأيام، جلس مع صديقه الغراب جارو واتفقا على خطة لإفساد احتفال العصافير التي كانت تُحضّر لمهرجان كبير بمناسبة فوزها في سباق الألف كيلومتر. كان رودي حاقدًا عليها بسبب ذلك الفوز، فأراد أن يفسد فرحتها. قال رودي لصديقه جارو:

– الأمر بسيط جدًا يا جارو، سنسرق أبواق المزارعين البشر، ونصعد إلى أعلى الأشجار حيث يقام الاحتفال، ثم نُطلق أصواتًا عالية تُفسد فرحتهم.

لكن جارو سأله:

– وما نصيبي من هذه الخطة؟ ففي المرة الماضية أزعجتُ احتفال الأرانب ولم تُعطني الحبوب التي وعدتني بها.

فأجابه رودي بسرعة:

– صدقني، هذه المرة سأعطيك أضعاف ما طلبت.

وافق جارو، واتفق الاثنان على تنفيذ الخطة. لكن ما لم يعرفه رودي أنّ بومة حكيمة كانت تراقبهما من أعلى الشجرة، وقد سمعت حديثهما كاملًا. فطارت على الفور نحو منزل رودي لتُخبر والده بما يجري. حين وصلت البومة، وجدت والد رودي يقف عند مدخل العش. قالت له:

– يا عم، هل يرضيك أن ترى ابنك يُزعج سكان الغابة الذين يحبونه؟

فأجاب الأب بحزن:

– لقد أخبرني زوجك منذ قليل عن تصرفات رودي. نصحته كثيرًا لكنه لا يُصغي ولا يحترم من هم أكبر منه سنًا.

ردّت البومة بحزم:

– إن لم يحترم الكبار، فعلى الكبار أن يعيدوا تربيته. لنضع معًا خطة تُعيده إلى صوابه.

وافق والد رودي، وبدأ الاثنان يُحضّران حيلة تُعلّم الغراب الشاب درسًا لا يُنسى. وبعد ساعات، عاد وقت الاحتفال. لكن حين ذهب رودي إلى منزله ليستعد، لم يجد أحدًا هناك، ولا حتى والده. فخرج يبحث عن صديقه جارو فلم يجده أيضًا. جاب أرجاء الغابة، فإذا به يكتشف أنّها أصبحت فارغة تمامًا! لم يكن هناك أثر للحيوانات أو العصافير.

أصيب رودي بالصدمة وتساءل في نفسه:

– أين ذهبت الحيوانات؟ هل غادرت الغابة في هذه الساعات القليلة؟

مرت الأيام، وبقي رودي وحيدًا، لا يجد من يُحادثه أو يلعب معه. سيطر عليه الحزن والضيق، وجلس ذات يوم قرب النهر يحدث نفسه قائلًا:

– كنت غرابًا طائشًا، أزعج الجميع… أين هم الآن؟ لقد رحلوا وتركوني وحيدًا بين هذه الأدغال.

بات رودي يخشى النوم ليلًا خوفًا من هجوم حيوانات غريبة لا يعرفها. واستمر على هذا الحال شهرًا كاملًا حتى ضعف جسده من الخوف والتفكير. وفي إحدى الليالي، وبينما كان نائمًا، سمع ضوضاء قادمة من أسفل الغابة. استيقظ مذعورًا، ثم أدرك أنّها أصوات احتفال العصافير! طار بسرعة نحوها وهو يصرخ بفرح:

– أنتم عائلتي! اشتقت إليكم كثيرًا. انظروا إليّ كيف صرت هزيلًا من الوحدة والخوف.

اقتربت منه البومة وعانقته قائلة:

– نرجو أن تكون قد تعلمت الدرس يا رودي. جميع الحيوانات تحبك وتعتبرك واحدًا منها، فلا تُزعج من يعيش معك بعد اليوم.

ومنذ ذلك اليوم، أقسم رودي أن يحترم جميع سكان الغابة، وأن يعيش بينهم بسلام، دون أن يُزعجهم مرة أخرى.


اكتشاف المزيد من الموضوع حصري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الموضوع حصريhttps://www.almawdue.com
نعمل بجهد في كتابة قصص قبل النوم في حلية جديدة، من خلال رسم شخصيات أبطال أكثر دقة و واقعية، هو ما نثق به ، و هو الهدف من تصميم هذا الموقع، نسبة لشغفنا الكبير في كتابة قصص قبل النوم...
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

اكتشاف المزيد من الموضوع حصري

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading