قصة من فرنسا في عالمنا المثالي ، نعيش في أجواء مفعمة بالغموض و نحن نقرأ قصة من فرنسا ، بينما نبحث عن مفتاح للغز ، أو تفسير لكل ما يجري ، نجد انفسنا في متاهة أخرى….
قصة من فرنسا قصة من سرق خاتم اماندين هارولد
قصة من فرنسا الفصل التاسع —- خيط حرير —
كانت لوكيا تسير خلف السيدة كوزيت بخطى حذرَّة ، خَاصَّةً عندما استشعرَّت رَفْضٌ كوزيت القاطع لهذا اللقاء. كان ممرَّ القصر يُوحي بأن السيدة كوزيت شديدة الإهتمام بالزهور و اللوحات الفنية القديمة ، حين لاحظت لوكيا أن جُدرّان الممرَّ تكاد تكون مغلفَّة باللوحات الفنية…
أما أرضية القصرَّ فقد كانت من الخشب الفاخر الذي زينته بلون رمادي هادئ تشع من زواياه أضواء هادئة مع مبخرّة تعلو السقف لتُنثرَّ عبق الزهور و العطر الفرنسي القديم. وَسَطٌ هذا المشهد البديع أصيبت لوكيا بالذهول فهذه المرة الأولى التي ترى فيها قصرًا بهذا التنظيم و الترتيب. حينها قالت لها السيدة كوزيت و هي تشير لها بالجلوس على أريكةٍ وثيرة فاخرة مركونة على زاوية صالة الضيوف :
– تفضلي بالجلوس سيدتي ، سوف أعود!
هل قرات : الفصل الاول
انصرفت كوزيت و اختفت عِدَّةَ دقائق ثم عَادَتْ و خلفها خادمتها التي كانت تحمل العصائر و القهوة و المخبوزات التي قامت بترتيبها كما تعلمت ثم غادرت. حينها قالت كوزيت و هي تضع الكعكة على إناء صغير :
– رغم أنني لا اتناول الطعام في المساء ، لكن يجب الترحيب بكِ .
– أَعْتَذِرُ عن ازعاجك، لكن هُنَاكَ أشياء فقط أريد معرفتها عن صديقتك السيدة ماريا و ابنتها أماندين .
ما أن ذَكَرْتَ لوكيا هٰذَا الإسم حتى تَغَيَّرَتْ تعابير وجه كوزيت قبل أن تقول و هي تصُبَّ الحليب دون أن تنظر في وجه لوكيا :
– و ماذا تريدين أن تعرفي عنها ؟
– إنها صديقتك حسب علمي و بينكن صداقة متينة مُنْذُ سنوَاتٌ طويلة!
تنحنحت كوزيت و هي تعدل جلستها قبل أن تقول :
– طبيعي أن يكون بيننا علاقة مع جميع الأشخاص ، خاصة و أن ماريا كانت دائمةَ الحضور للكنيسة ، هو ما جعل علاقتي بها قوية نسبةً لأننا كُنَّا نمضي أوقات طويلة مع بضعنا .
– لكي نكون أكثر تحديدًا في السؤال حتى لا أضيع وقتك . من له المصلحة في قتل ماريا ؟ بالإضافة إلى أننا وجدنا هذا الإسم يعود لسيدة ماتت منذ عامين!
– إن ما أعرفه يا سيادة المحققة هو السيدة ماريا التي أعرفها ، أما إن كانت سيدة أخرى فهذا شيء لا يهمني ، لأنها في كل الحالات ماتت ، كما أن مسؤولية معرفة الجاني تعود لكم .
من خلا موقعنا اقرأ: الفصل الثالث
– هل كنت تعرفين أنها ليست صاحبة الإسم ؟
تبسمت كوزيت في خبث :
– و كيف لي معرفة ذلك ؟
– من يدري ربما في يوم ما صارحتك بهذا السِرَّ !
سكتتّ كوزيت لَحْظَةَ و عندما همَّت بالرد على هذا السؤال دلفت سيدة في نهاية العقد الرابع من عمرها كانت تحمل طفلًا بين زراعيها و قالت في دهشة تبين مدى اعجابها بالسيدة لوكيا :
– يا إلهي! عندما شاهدت سيارتك الفورد اندهشت، لكني لم أتوقع أن تكوني أنتِ . هل هذا معقول ، المحققة العظيمة لوكيا في منزلنا !
تبادلت التحايا مع كوزيت ثم جلست بجانب لوكيا و هي تتفرَّس في وجهها قبل أن تقول كوزيت:
– هذه زوجة ابني البرت تُدَّعي سيسلي !
– مرحبا بك سيسلي !
وقتئذٍ قالت سيسلي دون مقدمات :
– المحققة لوكيا بالتأكيد هُنا من أجل التحقيق في جريمة مقتل السيدة ماريا صديقة عمتي كوزيت .
احسَّت لوكيا من الوهلة الأولى أن سيسلي قد تصرَّح بشئ، نسبة لكونها ثرثارة و لا تضع حدودًا تلجم لسانها، هُنَا قالت لوكيا:
– نعم! هل تعرفينها ؟
قالت و هي تضع الرضَّاعة على فم ابنها الصغير و تهزَّ جسدها هُنَا و هُنَاكَ :
– مسكينة أعرفها ، عاشَّت في عالمها الخاص هي و ابنتها . حاولت التواصل معها لكن زوجي يرفض ذلك ، لا أعلم السبب !
في تلك الأثناء وكزتها كوزيت بطرف قدمها دون أن تلاحظ لوكيا هو ما جعلها ترتبك قليلًا حين سالتها لوكيا قائلة :
– ماذا تعني بأنها كانت تعيش في عالمها الخاص!
اصفر وجهها حين تلعثم لسانها لتقول بعد برهة و هي تضحك ضحكة مصطنعة :
– هذا ما كنت أقرائه على إحدى صفحات الفيسبوك، دائمًا ما يقولون إنه إنسان طيب يعيش في عالمه الخاص.
لكن لوكيا لم تقتنع بهذه الإجابة خاصةً حين تغيرَّت ملامح وجهها كما أن كوزيت كانت قد شعرَّت بالضيق من قدوم سيسلي في هذا الوقت ، هو ما فسرته لوكيا حين نهضّت سيسلي من مكانها لتطلب الأذن بالمغادرة، وقتئذٍ قالت كوزيت و هي تنظر لساعة الحائط:
– أعتقد أنني اجبت على جميع التساؤلات التي طُرِحت، كما أنني أعيد التأكيد على أن معرفتي بالسيدة ماريا كانت معرفة عادية ، لم تصل إلى ذاك العُمق الذي يجعلها تصارحني بأسرار حياتها .
قالت لوكيا:
– لم اقدم لكي طلب للتحقيق في مكتبي احتراما لكي.
ثم نهضَّت لوكيا من مقعدها بعد أن استاذنت السيدة كوزيت ، ذلك بعد أن فهمت من حديثها أن اللقاء يجب أن ينتهي ، لكن لوكيا سعيدة بالخيط الرفيع الذي ادلت به سيسلي ، إلا أنها كانت في حيرة من أمرها ، لا تدري كيف يمكنها تتبع ذاك الخيط.
بينما كانت تضرب أخماس في اسداس و هي في سيارتها التي لم تتحرك بعد من منزل كوزيت. ثم أشعلت المحققة لوكيا محرك السيارة قاصدة منزلها لكنها حين القت نظرة أخيرة لقصر السيدة كوزيت شاهدت عبر إحدى النوافذ شيء لم يكن في الحسبان.
أسئلة الفصل:
- لماذا وكزت كوزيت زوجة ابنها ؟
- هل سيسلي تعرف حقيقة قصة ماريا ؟
- لماذا تخفي كوزيت حقيقة كهذه عن المحققة ؟
- ماذا ستفعل لوكيا لحل القضية ؟
لنا لقاء آخر في عالم قصصنا الحلوة، بينما نكتب لكم قصة من فرنسا ، سوف نلتقي في أحداث فصل جديد من قصة من فرنسا