قصص غموض فرنسية الفصل الرابع قصة من سرق خاتم اماندين
قصص غموض فرنسية بقلم : صلاح شانوة
قصص غموض فرنسية السيدة كوزيت أثارت بعض الشكوك. لكن لا ندري إن كانت هذه الشكوك في محلها أندم هي مجرد تخمين، سوف نواصل في سرد احداث هذه القصة الرهيبة من قصص غموض فرنسية…
قصص غموض فرنسية الفصل الرابع {نُكتة بايخة}
غادرَّت السيدة ماريا مع صديقتها كوزيت وابنتها اماندين على الفور، ذلك من أجل الوقوف مع عائلة كانديس . كانت كوزيت تقود سيارتها البيضاء الفارهة بهدوء حتى بلغوا منزل كانديس ، حيث أمضوا وقتًا مع عائلتها بينما تحققَّ الشُّرْطَةَ لمعرفة أسباب الوفاة، بعد أن اجتمع فريق من المباحث الجنائية….
كانت نظرَّات ماريا لم تفارق ابنتها اماندين التي احسَّت بوجود شَيْءٌ ، فقد كانت تارة تغمزَّ عيناها وتارة أخرى تضربها على كتفيها، إلا أن اماندين لم تفهم سبب ذلك، حتى أنها حاولت مرات عديدة أن تصنت لما تريد والدتها أن تقوله لكن تقول لها ماريا بصوت وشوشَّ :
– حتى نعود للمنزل سوف أخبرَّك !
اقرأ أيضاً على موقعنا : قصص وحكايات فرنسية
في تلك اللحظة جاءت كوزيت مع صديقتها ثم جلسَّت بجانب ماريا وابنتها بينما يجول ضباط الشُرطَّة في منزل الفقيدة كانديس. حينها قالت صديقة كوزيت نكتة أرادت بها معاكسة اماندين:
– سبب وفاة هذه السيدة يُدهِشُني و يذكرني بِنُكتَّة سمعتها عند والدتي تقول . كان هُناك فتاة فقدَّت خاتم زواجها قبل الفرَّح، ما جعلها تشتري خاتم فِضّة و تصبغه بلون الذهب !
جفلَّت اماندين قليلًا، ثم ابتلعت ريقها و القت نظرَّة خاطفة لتجد والدتها تبادلها النظرات ذاتها، إلا أن الوقت غير مناسب للحديث عن أي أمر ، لذلك قالت ماريا تخاطّب كوزيت:
– أنا سوف أذهب سنعود عند تشييع حثمانها والصلاة عليها في الكنيسة.
رافقتها كوزيت حتى مدخل المنزل، ثم انصرفت ماريا في هدوء. كان وجهها مصفرًا. أما اماندين فلم تكن أقل حيرة من والدتها، لانها أحسَّت أن والدتها أرادت الحديث معها في أمر هام، ما جعلها تخمن بينها وبين نفسها حتى دلفت اماندين منزلها وقتها قد أعلنت الساعة الرابعة صباحًا….
كما يمكنك قراءة: حكايات غامضة فرنسية
ما أن جلست ماريا حتى أغلقت النوافذ ثم أجلسَّت ابنتها بجانبها في غُرفَة نومها وبادرت بالقول :
– ما الشيئ الغريب في هذه و….
قاطعتها اماندين بالقول :
– عطر كلك فلور الذي يفوح من عمتي كوزيت؟
ثم أكملت ماريا بصوتٍ وشوش:
– والنكتة البايخة أليس كذلك؟
– نعم يا أمي !
كانت تلك اللحظة من اللحظات النادرة التي احسّت فيها السيدة ماريا أن ابنتها قد كبُرّت، وأنها صارت زكية وفطنة، كما أنها لم تشعر بكل هذه الإلفَّة التي بينها وبين ابنتها. خَاصَّةً وان الظرف الحالي يتحتم عليهن أن تكونا في مزاج جيد، نسبة لما طرأ فجأة في حياتهن. قالت اماندين وهي تستلقي على السرير وتضع رأسها على حِجر والدتها:
– هل يمكن أن تكون عمتي كوزيت هي التي قتلت عمتي كانديس؟
قالت ماريا في شِرُّود وهي تمشط شعر ابنتها بطرف أصابعها:
– لا استبعد شيء ، لأن كوزيت تكره هذا العطر ولم تستخدمه طوال حياتها ، أنا اعرفها مُنْذُ الصِبا.
– نحن في ورطَّة يا أمي ، ماذا سنفعل، هل نذهب للشرطة ونبلغهم ما جرى ؟
– ماذا سنقول لهم؟ ليس لدينا أدلة كافية ، لأن العِطَّر دليل يسهل تفنيده، و كوزيت التي أعرفها لديها ما يكفي من المحاميين. إنها تعيش في عائلة من القُضاء والمحامين ، وفي آخر المطاف سوف يُقال عنا الكثير وسوف ندخل في مشاكل.
نهضّت اماندين وهي تقول :
– أما أنا فلن أصمت ، لابد أن أثبت أن هذه السيدة مجرمة مهما حدث!
قالت ماريا بنبرة حادَّة و بصوتٍ وشوش:
– ليس لك شأن بهذا الأمر ، نحن يكفينا ما نعاني من مشاكل، لا نريد أن ندخل أنفسنا في صراعات مع هذه العائلات. ماذا لو ثبت بُطلان إدعاءاتك أمام المحكمة ، وقتها سوف ترفع السيد كوزيت دعوى قضائية وسوف تدفعين عشرات الآلاف بسبب التشهير. ابتعدي عن هذا.
– تريدين مني رؤية إمرأة تقتل و أنا أعرّف الجاني و أصمت. لن أصمت عن قول الحق حتى لو كان ثمنه موتي.
هكذا أنتِ غبية ولا تفقهين شي سوى الصِرَّاخ و العناد.
– لكن يا أمي…
– أصمتي. ولا كلمة في هذا الأمر!
ثم غادرَّت اماندين غرفة والدتها. كانت ثائرة و غاضبة، استقرّت جالسة أمام المرآة تشاهد وجهها البيضاوي كيف غيرتهُ لحظات من الدهشة والحيرة، حينها أخذَّت تسبح بفكرها بينما تشاهد وجهها على المرآة، كأنها تائهة و حائرة، فقد احست بالخطر ولم تكن تمتلك تلك الكلمات التي تقنع بها والدتها الغاضبة، لكنها رتبت بعض الكلمات في ذهنها ثم غادرَّت غُرفتها قاصدةً غُرفة ماريا. كانت تريد أن تخبرها بما بدر في ذهنها…
ثم تراجعت. فهي لا تريد أن تخوض جدال عقيم مع والدتها، ثم جلسَت مَرَّةً أخرى على مقعدها أمام المرآة وبدأت في رسم خُطَّةً لكشف حقيقة السيدة كوزيت أمام الشرطة، ثم القَّت نَظَرَةً على ساعة الحائط لتجدها السادسة صباحًا ، حينها شحذت في تنفيذَّ ما بدرَّ في ذِهنها، لكنها أرادت مشاركته مع والدتها….
غادرَّت أماندين غُرفتها قاصدةً غرفة والدتها، حينها دفعت الباب بقوة لتفاجأ بما لم يكن في الحُسبان حين وجدَت والدتها تسبح في بِركة من الدماء، حيث كان جسدها يتوسط وسادة الغرفة الوثيرة وتخرج الدماء مثل شلال يهبط من جبال شاهقة. في تلك اللحظة أبَّت أن تغادر صرخاتها حنجرتها ، حتى أنها تجمدّت كتمثال في مكانها فلم تفيق حتى سمعت صَوْتٌ ينادي:
– مدام اماندين فيقي نحن قسم الطَّوَارِئَ خذي نفسًا عميقًا.
ما كانت اماندين تَعَرُّفٌ نفسها في أي أرض هي، حتى عاد وعيها وأدركت أنها في مشفى CHU العام في مدينة ليموج. و تلك الغُرفة الرمادية التي تحتضنها في بؤس وحسرة، ثم جرَّت الذكريات مجرى الدم في عروقها وأدركت أنها فارقت من كانت تحبها. إنها فارقت السيدة ماريا التي حاربت من أجلها لسنوات، فما كان منها إلا أن أطلقت صرخاتها المكتومة حينها في يأس وبؤس وحسرة…
إن الصرخات ماهي إلا دماء تخرج من أفواهنا في لحظات نشعر فيها بالعجز التام عن فعل ما يجب فعله. تجدُنا مثل وردَّة زابلة أخذتها رياح عاتية والقت بها في مكان سحيق. قالت بصوت متهدَّج :
– أين أمي!
– خذي قسطًا من الراحة، وكل شيء سيكون على ما يرام !
قالها أحد الأطباء بينما كان يقيس لها النبض ، بينما كانت تحاول أن تنهض بقواها المنكسرة، فلم تجد بُدًا من البكاء. لأن البكاء وحده هو ما يشفي جراحات الناس.
يبقى السؤال نفسه:
- من قتل السيدة ماريا ؟
- من قتل السيدة كانديس ؟
- ما علاقة السيدة كوزيت بمقتل السيدة كانديس ؟
- ماذا تسمي هذه اللحظة في بلدكم ؟
- ماذا وجدت في هذه القصة !
سوف نستمر في نشر أحداث هذه القصة المريبة! أن قصص غموض فرنسية ستجدها على موقعنا، لأن هذه القصة الخيالية بها أحداث تشبع كل من يبحث عن قصص غموض فرنسية مشوقة ورائعة.