قصص قصيرة ذات أحداث مشوقة ورائعة جدا ، على موقعنا ستجد افضل القصص
قصص قصيرة حديث النظرات و الخواطر أعمق لغة يمكن أن تصل بها الرسائل ، في وصف مشوق و جميل نسرد لكم قصص قصيرة بعنوان و تفاصيل شيقة و رائعة ، سوف نبحر في هذا العالم الرائع ….
لم تعهدَّ ليموج هذا الهدوء ، لم تعهد هذا الصمت حين تسللّت سُحْبٌ رمادية داكنة و امتزجت بِسحابة بيضاء ناصعة و شكلَّت لوحة عجيبة . ما كانت تلك لوحة بل غَيمة ارتسمَت على فضَاء مُعكَّر و عكَّرّت صفو سُكّانها ، جعلت بعض النسوة يفتحن نوافذهن لمعرفة سبب ذاك الهدوء، و كأن المدينة كُلَّـهَا تطرّح السؤال نفسه ، لكننا في ظروف كهذه لن نجد إجابة تشفي حوجتنا و تروي فضولنا القاتل …
أقرا على موقعنا أيضاً: قصص فرنسية معبرة
كانت الطُرقات تسبح في الهدوء نفسه ، كأننا في لحظة من لحظات طوارئ اقتحمت جُدران مدينتنا ، حتى القطارات الآتية من باريس لم تكن تحمل أحدًا ، ليس هذا و حسب ، بل حتى هي لم تعُدَّ تصدر اِحتكاك عجلاتها بالقضبان الحديدية . لوهلة ظَنَنْتُ أن العالم على مشارف النهاية ، لكني متيقن بأن النهايات لن تكون بهذا الهدوء…
حتى عصافيرها اختبئت بين خيوط ذاك الظلام و هي تهمس في أذن صغارها كأنها تحذرهم من شرَّ آتي، و اندثر كل شيء ساكن و غير ساكن بلحاف السكون المميت . جعلني ذاك المشهد غير مبالٍ من الصراخ بصوتٍ قد يعيد ذاك الضحيج المعهود ، لأن حياتنا بلا ضجيج تصبح ميتة ، لكن حين نرى مثل هذا الصمت فإننا نترقب شيء حتى لو كنا لا نعرفه …
تقدَّمت و أنا التفت يُمنةً ويسارا في دهشة . في تلك اللحظة لو التقی بي أحد سُكَّان ليموج سوف يخبر الشرطة أن رجلاً مريبًا داخل مَحَطَّة ليموج للقطارت. إلا أن ما وجدته أمامي كان خِلاف المشهد الذي تركتهُ في الخارج ، حين جلست بجانب سيدة ذات هيئة و مظهر يوحي للاشخاص الذين هم في نفس فكري أشياء عديدة تجعلهم في متاهة مؤقتة …
كما لا يفوتكم قراءة: حكايات
ويح قلبي حين رفعت ناظرها نحوي ، و حين خفضَّت نظراتها عني في عجل لتكمل قراءة كِتَابًا تمسكه بأنامل ماسية ، فلم يكن للكتاب سوى أن يكون مطيعًا لها ، ثم القيت نظرة لِأَرَى عينيها الواسعتين اللائي كُنَّ خلف نظارة لامعة كَأَنَّهَا ماسات في متحف عريق . ما كان قلبي من قبل يخفق بهذا القدر ، لكني أدركت حينها أنه قلب يحتاج إلى التوبيخ و التأديب ، لأني في عُمرَّ لا يتحمل تلك الخفقات المضنية …
في لحظة معجونة بين الواقع و الدهشة و خلال ذاك الهدوء الليلي تسللَّت عبر مسامعي التائهة ترانيم إحدى كنائس ليموج ، أَدْرَكَتْ حينها أن هذا اليوم مثالي، خَاصَّةً عندما مرَّ بجانبي رجل يحمل حقيبة و يسير في هدوء و تهرُّب موسيقى كسارَّة البُندق من هاتفهُ لتشعل في نفسي حالة غير معروفة ، جعلتني مثل رجل ثملَّ وجد قِطَّ شيرازي وسط أمطار غزيرة…
حدثتني نفسي كثيرًا، لكني صِرّت لا أثق بها ، لأنها أمارَّة بالسوء ، هو ما جعلني أحارب تلك الأفكار التي حاولت لصقها في عقلي عنوة و اقتدارا . لكني محارب ماهر للنفس ، لم أعد ذاك الرجل الذي يقع في وحل شراكها، بل فضَّلت التعمق في تفاصيل تِلْكَ العينين التي لم تراهم عيناي حتى في مناماتي السابقة …
بعد بُرّهة انتفضت و تمايلت حين سقطَّ الكتاب عن تلك اليدين الناعمة ، التي جعلتني أقسم بأنها لو وضعتها على طرف من جسدي لتعافيت من كل هذا السوء و استقرَّت روحي التي شابت و هرَّمت. لكنها كانت سريعة في التقاط كتابها ، لتعود قيد أنملة للوراء بجسدها الساحر الممتلئ ، لكنها انتبهت لي ، و رمقتني بنظرة جعلتني اذوب و أنوح في خاطري و عيناي اللأئي كُنَّ مثل أضواء إستغاثة في ظلمات صحراء أفريقيا…
ثم شرّدت بذهني الماكر في تفاصيل أخرى ، جعلتني تلك الأفكار أسافر لإماكن عديدة كأني على منطاد يدور بي حول حلقة مفرغة لا حد لها ، و يقشرني فضول التقرب إليها بسكين حادة ، يقطع صفحات حياتي السابقة بمنشار ، جعلني ذلك ابادر بابتسامة مجهولة ، قد تفهمها أو لا، لكنها لا تبالي حين ضغطت على طرف إصبعها في محاولة منها لإظهار خاتم زواجها ، كأنها قرأت نظراتي التي غزت روحها الهادئة ، ثم تمايلت و أعادت خصلات شعرها الأصفر المنسدل غزيراً خلف ظهرها …
حينها اصبت بالدهشة لأن ما ادهشني في تلك اللحظة ، هو محاولتها اِظهار خاتمها الذهبي على يدها بابتسامة خجولة و بنظرة تشفي من به خللَّ . وقتئذٍ انهالت في نفسي تساؤلات مريرة عن الشعور الذي جعلها تبرز لي ذاك الخاتم لتخبرني أنها في قفص رجل آخر. هل كانت معي حين كُنت أخططَّ لتلك الأفكار الغبية التي باءت بالفشل، أم أنها من عالم آخر…
ثم جاءت طفلة تهرول و على يدها دبدوب تجره على بلاط المحطة، كانت هاربة من عائلتها التي كانت تطارد ابنتهم لإعادتها لرُشدها ، إلا أن ابنتهم لم تفعل ذلك من تلقاء نفسها، حين أوحت لها روحها الشفافة بفعل شئ لم يخطر ببالي قطَّ، حين توقفت جانب سيدتي الجميلة و غمزت بعينيها غمزة بريئة ، كأنها تراقب ما يدور بيني و بين تلك السيدة ، هو ما جعلني أرى ضحكتها التي أشرقت كضوء أنار في ظلمة الليل ثم اختفى ، تساءلت كثيرًا عن أن هذه السيدة من عالمنا أم هي من عالم آخر لا نعرف عنه شيئاً..
لكني تأكدَّت من أنها من هذا العالم البائس حين تحدثت بصوتها الشجي الرنَّان و هي تحدث أحدهم على هاتفها المحمول بلكنة فرنسية متينة، أدركت وقتها أن لحظات سوف يستيقظ عقلي المشتت عن هذا الحُلم ، و هذا ما حدث حين أتى القطار و طارَّت الأحلام، ثم عاد ضحيج ليموج المعهود. تبين حينها أن هذا السِحر هو من صنع ذاك الصمت و الهدوء، و به شاب عقلي و قلبي ، ثم أُعِدَّتْ كتابي إلى مكانه الطبيعي المعهود.
إلى هنا نكون وصلنا لنهاية قصتنا القصيرة ، و هي من نوع قصص قصيرة ، نأكل أن تنال إعجابكم ، كتبنا هذه القصة القصيرة مثل الخاطرة ، حين شعر الكاتب أن هذه الخاطرة يجب أن يكتبها على صيغة قصة قصيرة. سوف نواصل كتابة قصص قصيرة على موقعنا…
افضل روايات غموض عربية سوف تمر عليك ، نسبة لقوة و خصوبة خيال المؤلف ، حين…
، روايات رومانسية عدنا لكم بفصل جديد من روايات رومانسية ، مع أحداث أكثر تعقيداً و تساؤلات…
روايات جديدة على موقعنا ، في عالمنا المثالي الذي ننسجه لكم ، من أجل الخروج بنصوص…
قصص مكتوبة متوسطة نتعمق في فصل جديد ، نبحر في عالمنا الخيالي المميز ، نغوص في قصص…
قصة من فرنسا في عالمنا المثالي ، نعيش في أجواء مفعمة بالغموض و نحن نقرأ قصة من…
قصص من فرنسا احيانا قد تتشابه لدينا تفاصيل صغيرة منا من ينتبه لها و منا من…
هذا الموقع يستخدم الكوكيز
اقرأ المزيد