قصص واقعية ملهمة العبقري الذي حول فشله الى نجاح باهر

قصص واقعية ملهمة بين أيدينا قصة واقعية مُلهمة، سوف نستفيد من هذه القصة في أهمية المثابرة والاستمرار ودوره في تحقيق النجاح. قصتنا لأحد الأشخاص الذين أضافوا للفن الكثير، وهي شخصية هولندية شهيرة واجهت العديد من العقبات في بدايتها. قصص واقعية ملهمة

قصص واقعية ملهمة قصة فان غوخ

التاثيرات والعقبات 

عاش رجل حياتهُ وهو مؤمن بأن الله قد وهبه موهبة عظيمة، فقد كان يستخدم إسلوب فريد في الرسم، مع ذلك واجه العديد من الإخفاقات. على الرغم من عبقريته، بعد أن ذهب إلى العديد من المعارض لكي يعرض أعماله ، إلا أنه دَائِمًا ما كان يواجه الرفض، لكن بعد ذلك حدث ما لم يكن في الحسبان.

اقرأ ايضا في هذا القسم: قصة بوكيه ورد

البداية للرسام العالمي فنسنت فان غوخ

وُلِد الرسام فان غوخ في الثلاثين من مارس للعام 1853 في قرية صغيرة في هولندا. نشأ فان غوخ في عائلة متدينة ومحافظة. كان والده قِسّ في إحدى كنائس تلك القرية الصغيرة. نشأ في بيئة نال منها القيم والمبادئ الدينية التي جعلته يعيش حياة فيها الكثير من الإلتزام والتدين. كانت عائلة فان غوخ من الطبقة المتوسطة ، لكنه عاش رغم ذلك في حالة من الهدوء والسكينة والانطواء. مع ذلك كان شديد التأثر بكل ما يحدث حوله. في بداياته كان يعمل في إحدى المعارض التجارية الخاصة ببيع التحف واللوحات الفنية. في الوقت نَفْسَهُ كان يحاول تطبيق القيم التي حصل عليها من والده ، حين عمل في الوعظ في القرية التي كان يعيش سكانها في فقر، فقد كان يرشدهم للتمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية…

فان غوخ في طريق الرسم قصص واقعية ملهمة

عندما بلغ فان غوخ السابعة والعشرين من عمره، قرَّر أن يسلك طريق الرسم ، ذلك بعد أن حصل على إشادات عديدة من المجتمع حوله. كانت تلك الآراء التي يحصل عليها في محيطه الإجتماعي ، لها تأثير كبير في تغيير مسار حياته. وجد فان غوخ نَفْسَهُ متفرقًا للرسم، حيث كان يستخدم أسلوبهُ الخاص دون أن ينال أي تعليم بخصوص الرسم، بَل قَرَّرَ اِسْتِخْدَامٌ موهبتهُ فقط، ذلك بسبب ظروفه المادية التي لم تكن تساعده في تحقيق ذلك…

في البداية كانت لوحاتهُ تعكس الحياة الريفية التي كان يعيشها هو وسكان القرية التي نشأ فيها، عندما قام برسم لوحات تصف حياة الفلاحين في القرية ومعاناتهم وقد بدا ذلك في لوحتهُ الشهيرة أكِلو البطاطا. تلك اللوحة التي تعكس حياة الفقر والعوز الذي يعيشهُ الإنسان القروي في هولندا في ذلك الوقت. وقد كانت لها واقعية كبيرة للذين اِنتبهوا لها. على الرغم من أنه كرَّس حياتهُ للرسم إلا أن لوحاته واجهت الرفض من قبل العديد من النقاد والمعارض الفنية حينها…

فان غوخ في باريس

بعد الإخفاقات التي مر بها في هولندا قرر فان غوخ الذهاب إلى باريس، ذلك بعد أن أدرك بأن لوحاته يمكن أن تحصل على الإشادة هناك. ما أن اِستقرَّ في باريس بدأ في بناء علاقات مع بعض الشخصيات التي كانت تهتم بالرسم و الفن، بعد أن تعرف على الفنانين مثل كلود مونيه و بول غوغان، ثم بدأ مرحلة جديدة من حياتهُ الفنية هُناك…

في باريس حاول اِسْتِخْدَامٌ شكل مختلف في الرسم، حيث اِسْتَخْدَمَ ألوان زاهية وكانت تلك الطريقة الجديدة التي حاول بها تغيير أسلوبه في سبيل تحقيق حلمهُ ، لأنه أراد بذلك أن تشتهر لوحاته في باريس. مع ذلك لم يكن في حال جيد. على الرغم من المعارف والعلاقات التي حُظَِّي بها إلا أنه لا زال يعيش نفس الحالة النفسية السيئة ، فقد أدرك أن لا شيء تغيير مُنْذُ قدومهُ إلى باريس . حينها أُصِيب بِحالة من العُزلة والإكتئاب بسبب فشلهُ في عَرَّضَ أعمالهُ في المعارض الفنية في باريس…

الإنتقال إِلٰى بلدة ارل جنوب فرنسا 

بعد أشهر من العُزلة التامة، قرَّر فان غوخ الخروج من عزلتهُ والانتقال إلى مكان آخر عسى ولعل يحصل على ما يبغيه، حين سافر إلى بلدة تقع جنوب فرنسا. فقد كان يبحث عن الهدوء والفرصة التي طال انتظارها ، كان ذلك في العام 1888 هُنَاكَ رسم لوحاته الشهيرة

– فان غوخ في آرل

-عباد الشمس

– الليلة المرصعة بالنجوم

ليس هذا وحسب ، بل حتى أنه قام بتأسيس منزل للفنانين ، نسبةً لكونهُ كان يحلم بأن يكون جزء منهم. كل ذلك يظهر مدى القوة والعزيمة التي كان يمتلكها هذا العبقري. ما أن تمكن من تجهيز منزل الفنانين حتى دعا صديقه الفنان بول غوغان من أجل مشاركتهُ الحياة الفنية التي يحلم بها، إلا أن العلاقة بينهم كان يشوبها التوتر و الإضطراب ، ذلك بعد الخلافات الكبيرة التي كانت بينهم. فقد أشتهرَّت إحدى المشاجرات فيما بينهم التي كانت سَبَبًا في قطع جزء من أذنه…

مرض فان غوخ النفسي قصص واقعية ملهمة

إن العلاقة التي جمعت فان جوغ مع صديقه الفنان بول هي الشيء الذي كان يحسن من حالته النفسية ، لذلك بعد أن حدث الخِلاف الشهير فيما بينهم، أُصيب بحالة نفسية سيئة عندما عاد في عُزلته والاكتئاب الذي أصابه ، والذي كان سَبَبًا في دخولهُ المستشفى النفسي. مع ذلك لم يتوقف عن الرسم ، بل واصل في الرسم من داخل المستشفى النفسي ، حين رسم ما لا يقل عن 150 لوحة. من بين تلك اللوحات هي لوحة ليلة النجوم. إن ما ظهر في لوحة ليلة النجوم هو معاناته النفسية واضطرابه الداخلي. 

نهاية فان جوغ المأساوية 

بعد كل تلك الأحداث المأساوية ، وفي عام 1890 خَرَجَ فان جوخ من المستشفى النفسي ، لَكِنَّهُ لم يَعُدْ للقرية التي كانت فيها مشاجرته مع صديقه، بل ذهب هذه المرة إلى قرية جديدة، وهي قرية أوفير سور واز غرب باريس. حينها كان تحت مراقبة الطبيب الذي وفره له صديقه بول غاشيه. في تلك اللحظة تحسنت حالتهُ النفسية ، حيث كان يرسم لوحة في كل يوم، حتى تمكن من رسم 70 لوحة في سبعين يوم. رغم ذلك ظل  مُحاط بحالة من اليأس والإحباط بسبب تكرار الفشل. 

في آخر المطاف قرّر فان جوغ أن يضع حدًا لهذه المعاناة ، عندما خرج إلى إحدى الحقول ثم أطلق الرصاص على صدره. لكن تم إسعافه من قبل صديقه وأحد المتواجدين في الحقل، لكن فشلت الاسعافات التي حاول الأطباء انقاذه بها. توفى فان جوغ في 27 يوليو من العام 1890، حيث قال لأخيه آخر كلماته: { الحزن سيبقى إلى الأبد}

تحقق الحلم بعد وفاته

رغم عناده وإصراره في إبراز موهبتهُ، لكنهُ لم يبيع سوى لوحة واحدة، وما حدث بعد وفاتهُ لم يَكُنِ في الحُسبان لدى عائلته، حين بدأت أعماله تُعرض في المعارض الفنية والمتاحف الكُبرى. ذلك بعد أن عمل شقيقهُ ثيو و زوجة أخيه جوهانا فان جوغ التي كانت مؤمنة بموهبتهُ وعبقريتهُ في الرسم. كان ذلك سَبَبًا في أن يصبح فان غوغ أَحَدٌّ أشهر الرسامين في العالم، وصارت لوحاتهُ أغلى اللوحات في العالم حتى بلغت ملايين الدولارات.

الدرس المستفاد من القصة

نفهم من  قصة فان جوغ رسالة هامة ، وهي أن الرفض لا يعني الفشل، وأن الفنان الحقيقي لا يُقاس بشهرتهُ وظهوره على شاشات التلفزيون ، بل بالقدرة التي يمتلكها في أعماله ، وأن قوة الإبداع تطَّغى على كُلِّ شيء لأنها تفرِض نفسها على الناس. قصص واقعية ملهمة