الجمعة, أكتوبر 3, 2025
الرئيسيةقصص واقعيةقصص واقعية من الحياة مؤثرة قصة من يعرف سعاد عزالدين

قصص واقعية من الحياة مؤثرة قصة من يعرف سعاد عزالدين

قصص واقعية من الحياة مؤثرة قصة واقعية حدثت بالفعل، عندما خرج رجل في وسط السوق العربي وهو يبحث عن هذه السيدة، وبعد معرفة قصته سوف تتأثر باحداثها المؤثرة والرسالة التي سوف نتعلمها منها

قصص واقعية من الحياة مؤثرة البحث عن سعاد عزالدين

في أكتوبر من العام 2003، وقف جمع من المواطنين في موقف السوق العربي بالخرطوم، حينما لفت انتباههم رجل يرفع صوته مناديًا:

  • قصة من يعرف سعاد عزالدين

كان مظهر الرجل يوحي بالوقار؛ إذ ارتدى جلابية بيضاء ناصعة، ولف على رأسه عمّة أنيقة، تعكس مكانته الاجتماعية وتمنح الناظر انطباعًا بالاحترام. لم يكن يبدو عليه أي أثر للاضطراب النفسي أو الجنون. ومع ذلك، ظل الناس ينظرون إليه بدهشة، تتزاحم على وجوههم علامات الاستفهام، دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منه. لكن لفهم حقيقة هذا المشهد، لا بد أن نعود بالزمن ثلاث سنوات إلى الوراء.

قصص واقعية من الحياة مؤثرة بداية الحكاية

كان بدر عبدالرحمن، رجل في العقد الرابع من عمره، يعيش حياة بسيطة مع زوجته وثلاث بناته في أحد أحياء الخرطوم. يعمل في تجارة الخردة، ورغم أنه عُرف بين أهله بظروفه الصعبة، إلا أن حياته كانت هادئة ومستقرة. ومع مرور الوقت، طرأ تحسّن مفاجئ على أوضاعه المادية، دون أن يعرف أحد مصدر ثروته الجديدة. في مارس من العام 2001، جلس بدر كعادته في متجر صديقه عبدالعاطي، وهو تاجر بقالة شايقي، عندما رن هاتفه فجأة. على الطرف الآخر، كانت هناك سيدة تبكي بحرقة وتقول:

  • يا ابني، بالغلط حولنا رصيد كبير على تلفونك. بالله رجعه لينا.

تفحص بدر هاتفه ليجد بالفعل أن مبلغ خمسة آلاف جنيه – وكان رقمًا ضخمًا في ذلك الوقت – قد دخل إلى رصيده. تردد لحظة، ثم راوده شعور بأنه “رزق ساقه الله إليه”، خصوصًا أنه كان غارقًا في الديون. عاودت السيدة الاتصال مرات عديدة، لكنه كان يرفض الرد. وأخيرًا اتصلت من رقم آخر، وصوتها يزداد ألمًا:

  • يا ولدي، القروش دي كانت لي بتي المريضة، مسافرين بيها عشان تتعالج برة السودان. بعنا كل شي عشانا. وأنت كسرت ضهرنا… أسأل الله يوريك ده في أولادك.

وأغلقت الخط وهي تبكي بمرارة. لكن كلماتها، رغم قسوتها، لم تُحرّك بداخله الشفقة. ظل متمسكًا بالمال، الذي استخدمه في توسيع تجارته.

صعود سريع وسقوط أعظم

بفضل ذلك المبلغ، افتتح بدر متجرًا للخردة، ثم تعددت محلاته، وجنى أرباحًا هائلة في فترة قصيرة. صار معروفًا في الحي، وبدأ يسافر مع أسرته لقضاء العطلات في أوروبا. لكن ما إن عاد من رحلة عمل في الصين محملاً ببضائع جديدة، حتى صُدم بوفاة ابنته الكبرى في حادث سير على طريق عطبرة. كانت برفقتها شقيقتها الصغرى التي أصيبت بجروح بليغة. منذ تلك اللحظة، تزعزعت حياته. انشغل بدر بعلاج بناته، بينما بدأت مشاريعه تتعرض لخسائر متتالية وسرقات من شركائه. توالت الكوارث عليه؛ إذ فقد أبناءه الواحد تلو الآخر، حتى لم يتبقَّ له سوى أصغر بناته، التي كانت هي الأخرى تصارع المرض. هنا تذكر دعاء تلك السيدة المجهولة، الذي صار يطارد عقله في كل لحظة.

قصص واقعية من الحياة مؤثرة البحث عن الغفران

عندما ماتت آخر بناته، ولحقت بها زوجته، وجد بدر نفسه وحيدًا معدمًا، وقد انهارت تجارته بالكامل. لم يعد يملك شيئًا سوى الندم. خرج إلى الشوارع هائمًا يبحث عن تلك السيدة – سعاد عزالدين – لكنه لم يعثر عليها، فقد ضاع رقم هاتفها منذ زمن. تدهورت صحته حتى أصيب بمرض أقعده طريح الفراش. قصد أحد الشيوخ يقص عليه قصته، فكان رد الشيخ:

  • يا بدر، بينك وبين الله التوبة والصدقة قد تكفي، لكن حقوق الناس لا يغفرها الله إلا إذا سامحك صاحبها.

كانت تلك الكلمات صاعقة على قلبه. لم يعد يملك ما يكفّر به عن ذنبه.

قضى بدر أيامه الأخيرة وحيدًا، يلهج بالدعاء والبحث عن “سعاد عزالدين” حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. لم تنفعه الأموال التي جمعها، ولم يجد طريقًا لمحو أثر المظلمة التي ارتكبها. ظل صوته يتردد في الأسواق حتى آخر أيامه:

  • من يعرف سعاد عزالدين؟

لكن الإجابة لم تأتِ أبدًا.


اكتشاف المزيد من الموضوع حصري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الموضوع حصريhttps://www.almawdue.com
نعمل بجهد في كتابة قصص قبل النوم في حلية جديدة، من خلال رسم شخصيات أبطال أكثر دقة و واقعية، هو ما نثق به ، و هو الهدف من تصميم هذا الموقع، نسبة لشغفنا الكبير في كتابة قصص قبل النوم...
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

اكتشاف المزيد من الموضوع حصري

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading