قصه طويله مع اجمل فصل وأحداث غامضة ومخيفة، هذه قصة قبل النوم، لفهم الأحداث المشوقة والغامصة جداً ، نحن نثق بأنها سوف تنال اعجابكم يمكن قراءة المزيد من قصه طويله
قصه طويله قصة فرق شارع الفصل الثاني
كان النقيب وجدي أكثر معرفة وادراكًا لشخصية السنهوري، لأن الأحكام السابقة التي تلقاها ضباط آخرين بسبب مخالفة التعليمات السنهوري ، كانت نتيجتها عقاب جسيم، هو ما جعله يقول :
– يا سيادتك براحة علينا، أنا مصدوم والله من الشوفتو، وزاد على كدة كلام الاطفال ، لأني عملت تحقيق مع ابنة هدى وسألتها عن الحصل ، بدون تردد قالت لي أمي مشت تفتح الباب ولقت ابوي شايل مسدس وخطفها، وولد رجاء برضه أكد الكلام دة لكن أضاف أنه امو قتلت تسنيم ورمت جثتها من الشباك.
جفل الرائد السنهوري قليلا ثم قال :
– كدي عيد كلامك تاني، يعني قصدك أنو هدى لما مشت تفتح الباب خطفها زوجها ورجاء هي القتلت أُخْتَهَا تسنيم ورمتها من الشُبَّاك . صاح كدة ولا أنا بحلم؟
في تلك اللحظة كان النقيب وجدي يقف أمام ماكينة القهوة لكي يَعُدْ كوبين من القهوة لهما حين قال :
– قضية شائكة مُشَّ كِدة ؟
– دي مش شائكة بس دة لغز حقيقي. طيب هنعمل شنو هسة في القصة دي ؟
وضع النقيب وجدي كوب القهوة أمام السنهوري ثم عاد إلى مكتبه وهو يقول :
– يا سيادتك مافي أي أثر لدخول شخص غريب للمبنى خلال ال48 ساعة الماضية ، خليك من دة، حتى شقة تسنيم فيها كاميرا وما سجلت الكاميرا أي دخول لغرباء . إلا لو الحكاية دي فيها جن و عفاريت!
نسبة لكون الرائد السنهوري يؤمن بالخرافات والسحر ، ذلك بعد ذهابه المتكرر لشيخ الدمازين من أجل الحصول على تميمة تجعلهُ يتقدم في الترقية ولا يعارضه أحد أو يمنعه ، هو ما جعله يفترض بأن ما جرى خارج عن الطبيعة ، حين تملل قليلًا وهو يقول :
– شوف أنا بعرف واحدة في الشنقيطي ، الزولة دي خطيرة والناس بتقول إنها بتكلم العفاريت ممكن نشوفها!
قهقه وجدي وهو يقول ساخرًا :
– سيادتك إنت لسة مع شيخ الدمازين ولا شنو، يعني معقول قضية زي دي نحلها مع وحدة دجالة بتاعة ودِع وظار !
– أمنع الفارق يا نقيب ولا بَخُتك في الإيقاف وبعمل ليك مجلس تحقيق !
رد النقيب وجدي ساخرًا:
– إيقاف ممكن يا سيادتك، بس مجلس تحقيق حيكون عنوانه شنو.
انفجر السنهوري ضاحكًا ثم قال :
– خلينا نتكلم بجدية، الموضوع دة خطير جدًا يعني لازم نلاقي حل للكارثة دي، خَاصَّةً أنو وحدة منهم عندها الجنسية الفرنسية ، يعني ناس السفارة حيقوموا الدنيا علينا بخصوصها.
رغم خبرتهم الطويلة إلا أن كل منهم عجزّ عن إيجاد مخرج لهذه القضية الشائكة ، وأصبح كل منهم يطرح فكرة جديدة حتى بدر في ذهن السنهوري سؤال رُبَّمَا يكون منطقي أو يفتح بعض التساؤلات الغامضة عن هذه العائلة حين قال وهو يشعل سيجارته ويضع قدم على أخرى:
– إنت ما ملاحظ شيء غريب في القضية ؟
– غريب ؟ كيف ما فاهم !
– الغريب ياجنابو أنه مافي حد سأل عن الشقيقات ديل، ولا حتى واحد من أَهْلُهَم ما جاء القسم عشان يفتح بلاغ تغيب، مش كان من الضروري أنهم يعملوا كدة؟
كان هذا السؤال بمثابة هالة دخلت ذهن وجدي وفتحت له عقله في طريق مظلم جديد، حينها قال :
– أنا حققت مع الأطفال ، لكن الكلام دة كان في المساء ، لكن ممكن نجيبهم ونسالهم تاني، ونعرف منهم مكان أهلهم ، لكن سؤالك منطقي يا سيادتك ، لأنو مافي حد من أهلهم سأل عنهم نهائي .
هنا ضغط وجدي على الجرس ليدخل أحد الأفراد الذين يعملون في الإدارة ، حينها طلب وجدي منه إحضار الاطفال الذين تم التحفُّظّ عليهم في شقة خاصة بالشرطة خُصصَّت للقاصرين. ماهي الا لحظات حتى ورد اتصال للنقيب وجدي ليسمع ما لم يكن في الحسبان ، حين أخبره المتصل بأن الاطفال غير موجودين في الشقة، هنا أدرك وجدي أن ما يحدث شيء غير عادي، عندما غادر مكتبه بصُحبة الرائد السنهوري قاصدين الشقة للتأكد من الخبر.
دلف وجدي والسنهوري داخل الشقة ليجدوها كما لو لم يدخلها أحد من قبل، حتى الطعام الذي تم وضعه للأطفال لم يكن موجودًا، حينها جفل وجدي واصفر وجهه من هول ما شاهد، أما السنهوري فقد كان يحرّك شفتيه وهو يقرأ آيات من القرآن بصوتٍ وشوش حينها قام وجدي بمراجعة سجلات كاميرات المراقبة داخل الشقة…
لكن ما وجده كان أكثر رُعبًا، حين شاهد نَفْسَهُ هو وعدد من الافراد عندما دلفوا داخل الشقة وهم يتحدثون مع الهواء حيث أن كاميرات المراقبة لم ترصد الاطفال ، بل حتى أنه شاهد أحد الأفراد وهو يلاطف الهواء كأنه يلاطف طفل، حينها هتف وجدي:
– ياخوي ديل أشباح ديل ما ناس حقيقين، نحن استلمنا قضية أشباح ، تعال شوف كدة.
لكن السنهوري رفض مشاهدة المقطع وقال :
– قبل كل شيء لازم تجيب شيخ يقرأ قرآن في الشقة دي، لأنو إنت دخلت الاشباح دي هنا. تاني شي لازم نمشي نتحقق من أسرة الناس ديل ونعرف أصلهم وقصتهم شنو.
ضحك وجدي ضحكة باهتة وهو يقول :
– عارف إنت داير نجيب شيخ يقرا قرآن لأنه خربنا ليك غرفة العمليات الخاصة بتاعتك .
لكن السنهوري لم يجبه بل ضحك في صمت ، ثم غادر وجدي و السنهوري المكان قاصدين المبنى الذي حدثت فيه الحادثة. كانوا في حالة من الضيق والتوتر، عندما اختفت تلك الملامح المرحة والمزاح في لحظة، كانت تلك اللحظة بمثابة جُرعة زائدة من الادرينالين. ما أن بلغوا المبنى تقدم النقيب وجدي وهو يحدث حارس المبنى:
– السلام عليكم كيف حالك !
قال الحارس وهو يسقي شجرة صغيرة أمام المبنى:
– بخير الحمدلله ، حبابك ألف!
قال وجدي :
– نحن من الشُّرْطَةَ ، جينا نسأل عن تسنيم !
جفل الحارس قَلِيلًا وهو يحرك بوبئة عينيه هنا وهناك بوجه مصفر :
– تسنيم ؟ تسنيم منو يا سعادة ؟
– تسنيم الساكنة في الدور التالت ما بتعرفها؟
– لا والله مافي زولة هنا اسمها تسنيم. أنا شغال هنا من عشرة سنين !
كانت تلك الإجابة البسيطة من حارس المبنى كفيلة بأن تبعد وجدي عن التحقيق عدة أميال ، لكن بقراءة رد فعله من الوهلة الأولى التي سمع فيها هذا الإسم ، ادرك وجدي أن الحارس يخفي شيئا عن هذه العائلة.
نلتقي مع الفضل الأخير والذي سيكون قريباً ، نتمنى أن تنال القصة اعجابكم، في موقعنا يوجد العديد من …. لأننا نحب هذا النوع من القصص ونكتبها بشغف ، يمكنكم متابعة قراء المزيد من