لويز دو بيتيـنيي قصة ملكة الجواسيس المرأة التي غيرت مجرى التاريخ 

يمكنك الاستمتاع الى بودكاست القصة من هنا👇

لويز دو بيتيني المرأة التي غيرت مجرى التاريخ. بفضلها حدثت الكثير من الأحداث ، لكنها كانت بارعة في هذا الأمر ، لذلك حققت الكثير من الانتصارات حينها، إلا أن هناك أمر ما حدث وتسبب في …..

قصة لويز دو بيتيـنيي ملكة الجواسيس و من قام بكشفها

وُلدت لويز دو بيتيني في منتصف يوليو في العام 1880 في مدينة سان أمان شمال فرنسا. في صِغرها واجهت صعوبات كبيرة نسبة لأنها كانت من عائلة متواضعة ، مع ذلك كافح والدها من أجل أن تحصل على تعليم جيد. بالإضافة إلى أن عائلتها المتدينة وخاصةً جدَّتها التي كانت تزورها من وقت لآخر في مدينة فالنسيان، أدت إلى رسوخ الأفكار الدينية والالتزام من الراهبات اللائي  كن في دير القلوب المقدسة، حيث حصلت على التعليم الديني مِنْهُنَّ من شقيقتها المقيمة هناك…

كانت لويز فتاة ذكية في تلقي العلم ، حيث وصفها شقيقها بأنها فتاة شقراء نحيلة ذات عينان ثاقبتين تظهر على وجهها الجميل الذكاء الخارق. بعد أن حصل والدها على عمل في مدينة ليل في عام 1895 انتقل هو وعائلته، من بعد ذلك غادرت لويز فرنسا متجهة لإكمال دارستها في بريطانيا . هذه الخطوة كانت هامة للغاية لها، وهي التي ساعدتها في اتقان اللغة الإنجليزية…

كان كُلَّ من يعرف لويز دوبيتيني يعرف أنها فتاة متدينة ، أدى إقترابها من الراهبات إلى تغذية ذهنها بالتدين والالتزام ، ولكن لم يكن يتوقع أحد أن تكون هذه الفتاة المتدينة أن يكون خلفها قصة كبيرة كهذه. حتى المقربين من لويز لم يتوقعوا أن تدخل السيدة لويز في قائمة أكثر الشخصيات الوطنية التي دافعت و حاربت من أجل وطنها و واحدة من أبرز الشخصيات في الحرب العالمية الأولى…

بعد إندلاع الحرب العالمية الأولى ، و وسط تِلْكَ الهجمات المتبادلة بين الجيوش واجتياح الجيش الألماني مناطق الشمال بسرعة، هنا كان للسيدة لويز رأي اخر ، حيث أنها قررت أن لا تبقى في دور المتفرج، بل قررت أن تفعل شَيْئًا من أجل وطنها، وما ساعدها في هذه الخطوة هو إتقانها اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية…

في ذلك الوقت حصلت على عرض للعمل مع المخابرات الانجليزية، حيث كان لها إسم حركي وهو أليس دوبوا، في ذلك الوقت تمكنت بحسب ذكائها من إنشاء شبكة تجسس قوية جِدًّا وفعالة . حتى أنها أطلقت على تلك الشبكة إسم شبكة أليس. كان واجب هذه الشبكة هي نقل معلومات دقيقة وبشكل منتظم عن مواقع الجيش الألماني ، بالإضافة إلى تحركاتهُ وأماكن تمركز المدفعية التي كانت تقصف المُدن، وكان كل ذلك بشكل سري للغاية….

لوزير دوبيتيني تعمل في الخفاء

نجحت لويز و شبكتها السرية من إرسال ما يقارب ألف رسالة عن مواقع القوات والمدفعية وغيرها من المعلومات السرية ، وكان كل ذلك في أربعة أشهر فقط. بعد ذلك صارت معروفة لدى الحلفاء، كما ساعدت المعلومات التي كانت ترسلها إلى إنتصار بريطانيا ، هو السبب الذي أدى الى أن يُطْلِقُ عليها إسم ملكة الجواسيس…

مع كل ما كانت تقدمه لويز للحُلفاء، وما نتج عنه من انتصارات ، إلا أن خلف الكواليس كانت لويز تعيش حياة صعبة وخطيرة، ذلك بسبب الخوف دومًا من انكشاف أمرها ، لذلك كانت تستخدم التنكر، أو تغيير أماكن تواجدها بشكل متكرر، كما أنها كانت تستخدم أوراقا مزورة، بالإضافة إلى المناورات التي كانت تقوم بها باستخدام دراجتها من أجل الإفلات من دوريات الألمان…

إعتقال لويز دوبيتيني

رغم كل ما قامت به لويز إلا أنها تعرضت للخيانة من أحد مخبريها الذين كانوا ضمن شبكة أليس دوبوا، ذلك بعد أن اكتشف الألمان دورها في كشف خُططهم وأماكن تواجدهم، هو ما تسبب في اعتقالها في شهر اكتوبر من العام 1915، لذلك صدر في حقها الحكم بالاع/ام. لكن واجه الألمان ضغوطًا دبلوماسية كبيرة قبل تنفيذ اُلْحُكُمْ وخوفهم من أن تصبح شهيدة، لذلك قاموا بتخفيف اُلْحُكُمْ إلى المؤبد والاشغال الشاقة…

حيث تم سجنها في مدينة كولونيا التي واجهت فيها ظروفًا صعبة للغاية في ذلك السجن ، ثم تم تحويلها إلى زيغبورغ. لكن رغم المعاناة التي مَرَّتْ بها، إلا أنها صارت ترفع معنويات السجينات من حولها، ذلك يظهر قوتها وقوة شخصيتها و إيمانها…

نهاية لويز المأساوية

إن ما واجهته لويز دو بيتيني من ظروف سجن قاسية وصعبة ، أدى ذلك إلى إصابتها بالأمراض ، وتدهور حالتها الصحية، ثم توفيت في سبتمبر من العام 1918، كان ذلك قبل قليل من توقيع الهُدنة التي وُقعت في العام 1919. في ذلك الوقت كانت لويز دوبيتيني في 38 عَامًا من عمرها فقط.

بعد نهاية الحرب العالمية ، لم يَنسَى الناس قصة لويز، لأن ما قدمته للمقاومة الفرنسية و الحلفاء كان أمر عظيم، هو ما كتب إسمها بأحرف من ذهب، ونصب لها نصب وتماثيل في الشوارع والمدارس ، وصارت لويز رَمْزًا وطنيًا للمقاومة الفرنسية ، بفضل ذكائها وتضحياتها. وصارت قصتها أظهرت أن امرأة عادية في أصعب الظروف قامت بتغيير مجرى التاريخ بفضل قوتها وشجاعتها…