قصص من فرنسا احيانا قد تتشابه لدينا تفاصيل صغيرة منا من ينتبه لها و منا من يتجاوزها ، لكن في قصتنا هذه لدينا غموض لا يتوقف ، تابعو قصص من فرنسا ، و أنتظروا بقية الأحداث
قصص من فرنسا الفصل الثامن — استجواب —
– ما يَجِبُ البحث عنه الأن هو معرفة من هي ماريا، و من هي أماندين ، لأنني من خلال البحث الذي توصلت إليه من تحريات المباحث الجنائية ، بالإضافة إِلٰى تقارير سُكَّان المنطقة و الطب الشرعي يثبت أن السيدة ماريا لم تكن ضمن سجلاتنا حتى عام 2022 لأنها ماتت في أغسطس من العام 2021.
هل تبحث عن : قصص التشويق
قالتها المحققة لوكيا بينما كانت تترأس إجتماع فريق التحقيق في مكتب البحث الجنائي. ذلك بعد الغموض الذي بدا لها من التحقيقات التي قامت بها، و نسبة للصعوبة التي واجهتها في التوصل لِأَيِّ دليل مادي يثبت حقيقة شخصية ماريا و ابنتها اماندين. كان من بين الحضور أَحَدٌّ الأفراد الذي بدا أنه لا يتعدى رتبة الجندي، إلا أن لوكيا كانت تثق به جِدًّا حين قال :
– أماندين ليست ابنة ماريا، كما أن ماريا التي في الصورة هي سيدة ليست في سجلاتنا، بالإضافة إلى أن هناك تهرُّب من السيدة كوزيت، لأننا حاولنا التواصل معها إلا أنها في كل مرَّة تتدعي أنها مشغولة، لأنها الوحيدة التي على علم بالسيدة ماريا و أماندين…
قالت لوكيا و هي تضرب بالقلم على حافة الطاولة المستديرة:
– سوف تقول لك أنها لم تلتقي بها سوى قبل عِدَّة أشهر و أنها لا تعرف حقيقتها. ما يجب فعلهُ الأن هو استمرار متابعة السيدة كوزيت و مراقبة كل من له علاقة بها، على أن يتم ذلك في غاية السرية و الكتمان . كما تعلمون لديها عائلة لا تعمل سوى في القضاء، و نحن لا نريد الدخول في صراعات أخرى.
لا يفوتكم قراء : قصص غموض من فرنسا
قال أحد الحاضرين :
– لكن السيدة كوزيت لا تَخَرُّجٌ من منزلها إلا عند ذهابها إلى الكنيسة ، أو إِلٰى سوق الأحد هو ما يجعل أمر متابعة تحركاتها فيه شيء من الصعوبة.
رغم ما أحست به السيدة لوكيا من غموض حول هذه الشخصيات لكنها كانت مؤمنة بأنها سوف تتوصل إلى ما تحارب في إثباته حين قالت بِنبرّة تحمل الحزَّم و القوة :
– أريد نساء جديدة في هذه الإدارة. نساء لا يعرفهن أحد حتى نواصل العمل في هذه القضية.
هو ما إجتمع عليه كل من في تلك القاعة التي كانت مُحاطَّة بخيوط واهية من التوهان و الحيرة و العجز. لكن لوكيا لم تشعر بذلك، فهي على ثقة بأنها سوف تكشف حقيقة ما يحدث. قالت لوكيا و هي تغادر الاجتماع:
– سوف نعود للاجتماع هُنَا يوم الأحد القادم ، في ذلك اليوم سوف نحتفل بالنجاح الذي قمنا بتحقيقه، أو الضحك على أَنَفْسُنَا على الفشلَّ.
ما أن غادرت لوكيا كان في ذهنها الذهاب إلى منزل السيدة كوزيت ، علها تتوصل إلى شيء يمكن أن يقدم لها المعنى و التفسير. مع أنها كانت قد أحاطتها خيوط الغموض لكنها لم تكن تلك المحققَّة التي تستسلم في تحقيق العدل، بل كانت أكثر قوة و حكمة.
توقفَّت لوكيا لحظات أمام سيارتها حين بدرّ في ذهنها شيء كأنه طيف عابر جعلها تقود سيارتها بسرعة قصوى قاصدة منزل السيدة كوزيت ، و في جُعبتها عشرَّات الأسئلة التي تأمل أن تجد لها إجابة. في تلك الأثناء كانت متيقنة من تواجد كوزيت في منزلها ، نسبةً للتقرير الذي أدلى به أَحَدٌّ أفراد المباحث.
استقرّت عجلات سياراتها أمام منزل كوزيت ، كان منزلًا صممتهُ على تصاميم بناء الباروك الفرنسي القديم رابض في ساحة من الأشجار و النخيل ، لا يلاصقه أي منزل، ما كان مدخل باب المنزل يحتاج إلى إستئذان بل كان بابًا مشرعًا هو ما جعل لوكيا تتقدم في ثقل و هي تتلفَّت هنا و هناك لكنها أدركّت في لحظة ما أن هُناك من يقوم بِحراسة باب المنزل حين انطلقت نحوها كلاب البوب دول كأنها أسود تحاول اللحاق بفريسة ، وقتئذٍ سمعت صوت يصيح عبر شُرفة القصر :
– دوري بولونو لانسي تَوَقَّفُوا ، عودوا إلى هنا !
حينها كانت لوكيا بين أن تهرُّب و بين أن تقاوم ذاك الهجوم المرتقب، لكن الكلاب كانت تحفظ تعليمات سيدها ، حين تراجعت عن الهجوم ، هو ما سمح للمحققَّة لوكيا بمواصلة السير حتى استقرَّت أمام باب قصر السيدة كوزيت التي كانت تقف و هي تجمع يديها أمامها بنظرَّات حادَّة و وجه لا يظهر سوى معالم باردة جامدة من التساؤل. حتى تقدمت لوكيا و هي تقول :
– أعلم أن الساعة العاشرة ليلًا ليس وقتًا لقدوم ضباط الشرطة ، لكني وجدت نفسي في حوجة لتناول شيء ما مع السيدة كوزيت!
– لكني بعد السابعة لا أتناول شَيِّئْ !
لم تشعر لوكيا بالحرَّج من هذه المقابلة ، فهي تعرف ردود فعل الفرنسيين أمام الزيارات غير المُعلنة ، لكنها أرادَّت أن تخبرها بضرورة هذا الأمرَّ ، حين قالت في ابتسامة زائفة :
– اعتذرَّ على ما تسببت فيه لكي من إزعاج ، لكننا في وضع الطوارئ أمام العديد من القضايا ، لذلك وجدت نفسي هنا لنتبادل الحديث عن ما حدث لصديقتك !
– صديقتي من ؟
– قالتها و لم تتحرك قيد أنملة من مكانها ، كأنها تمثال بوجه عابس مشمئز، كانت تلك اللحظة من اللحظات التي أكدَّت للمحققة لوكيا أن أسوأ ما يقوم به الشخص في سجل حياته أن يقوم بزيارة فرنسي دون موعد و في وقت متأخرَّ . هنا تنحنحت لوكيا قبل أن تقول و هي تتمايل يمنة ويسارًا :
– نحن نتحقق من أسباب مقتل السيدة ماريا ، و السيدة كانديس ، هل سمعتي بهذه الأسماء من قبل ؟
لكن ما قالته السيدة كوزيت جعل المحققة تعلد بأمور جعلتها في تشابك جديد ، حتى ظنت أن مفاتيح هذه القضية بات من أحد القضايا الشائكة التي لا يمكن أن تجد لها حل.
أسئلة الفصل:
- لماذا اختارت لوكيا هذا الوقت لزيارة كوزيت ؟
- ماذا سيحدث في قصة من سرق خاتم اماندين ؟
- هل حقا أماندين ليست ابنة ماريا ؟
- من هي السيدة كانديس ؟
كل هذه التساؤلات سوف نجيب عليها في أحداث قصص من فرنسا ، لقراءة بقية احداث قصص من فرنسا تابعوا موقعنا ، و سوف ينفرد الكاتب صلاح شانوة بنشر الفصول القادمة في وقتها.