في مدينة لوتن النرويجية وُلِد الرسام العبقري أدوارد ، كان ذلك في الثاني عشر من ديسمبر للعام 1863. وجد نَفْسَهُ وسط عائلة متميزة و متدينة
رسم رسمة عجز الخبراء تفسيرها نشأ في تعاسة ما بعدها تعاسة، ربما هي الملهم في أعماله التي صارت فيما بعد محل دراسة وغموض رهيب. بالإضافة الى ما شاهده في السماء عندما كان على الجسر
إن شعور الفقد لا يضاهيه شعور، حين ينزوي المرء في داخلهُ. عندما يصبح الواقع يسودهُ الظلام. في مدينة لوتن النرويجية وُلِد الرسام العبقري أدوارد ، كان ذلك في الثاني عشر من ديسمبر للعام 1863. وجد نَفْسَهُ وسط عائلة متميزة و متدينة ، حيث كان والده يعمل في الجيش . على الرغم من أن السيد كريستيان مونش والد ادوارد كان ضابطًا في الجيش النرويجي، إلا أنه عُرِف بأنه كان يعاني القلق و الحزن ، خَاصَّةً بعد المعاناة التي مَرَّتْ بها زوجته سوزانا مونش . هذا الشعور تفاقم بعد وفاتها بمرض السُلّ. عندما ماتت السيدة سوزانا مونش كان حينها ادوارد في الخامسة من عَمَّرَهُ …
أُصيب ادوارد بالصدمة من بعد وفاة والدته، فقد أحس بشعور فظيع بالفقد و الوحدة . لكن كانت شقيقتهُ اوجستا دَائِمًا ما تخفف عَنْهُ هذا الشعور المريع. لأنها كانت تقوم بدور الأم ، كونها كانت ترى تأثير وفاة والدته عليه. في تلك الفترة حاول والده أن يجعله منه فتی يتعمق في الدين. هذا التعمق كان سَبَبًا في تغيير نظرتهُ للحياة. مع هذا لم يفارقهُ شعور العُزلة و الوحدة و القلق ، لِأَنَّهُ عندما فقد والدته ، صار يخشى فقدان والده و شقيقاتهُ. لكن هذا الخوف تحقق عندما توفت اوجستا. شكَّلت وفاتها صدمة كبيرة وانهيار نفسي مريع في حياته.
إن حدوث هذه الكوارث في حياتهُ و هو في هذا السن الصغير غرس في نفسه الخوف الدائم من أن يفقد من يحبهم ، ثم الخوف من الموت نفسهُ. لكن هذه المأساة التي مرَّ بها ، غَيَّرَتْ في دواخلهُ العديد من المفاهيم في الحياة ، حيث أصبح يسرُّد هذه القصة لكل من يتحدث معهُ. بعد مرور مدة ليس ببعيدة توفت شقيقته إميلي بسبب المرض أَيْضًا. عندما توفت إميلي بدأت صراعاته النفسية تتفاقم، لأنه أَحَسَّ بأنه فقد كل شيء جميل في حياته ، خَاصَّةً و أن شقيقتهُ أميلي و اوجستا كانتا هن الحضن الدافئ الذي يهرب إليه في لحظات ضعفه، خَاصَّةً و أنه كان في سن مبكر…
بدايات ادوارد مونش في رسم اللوحات
ادوارد مونش كان يبحث عن متنفس، كان يبحث عن عالم يهرب إليه يفضفض عن معاناة طويلة مع الفقد . في تلك المرحلة كان يواجه صراعًا جديدًا بين العائلة التي تحاول أن تضعهُ في قالب نرويجي تقليدي، و بين حلمهُ و طموحهُ و شعورهُ بالرغبة في إبراز ما بداخله، ذلك بعد الحرب النفسية التي خرج منها. عندما بلغ الثالثة عشر من عَمَّرَهُ ، سلك طريق الرسم في المدرسة التي كان يدرس فيها، حينها كان برفقتهِ الأستاذ الذي يدرسهُ في المدرسة، و قد لاحظَّ أستاذه موهبتهُ. إن حياته الصعبة التي مر بها كان لها أثر كبير في دفعه للإمام ، و قد بدا ذلك في لوحاته الأولى.
في بعض الأحيان يعجز المرء تصديق حجم المعاناة، بل يجد صعوبة تصديق أنه فقد كل من يحب. عندما يتشكل هذا الشعور المخيف في دواخله يجعله أقل مهارة و قدره في بناء علاقات جديدة. واجه ادوارد صعوبة بالغة في بناء علاقة زوجية جيدة، ذلك لأنه لم يكن لديه الحظ في ذلك. لأن شعوره الداخلي دَائِمًا ما يصور له بأن الحب نهايته دَائِمًا ما تكون بالفقدان كما حدث معه. هو الذي جعله غير مستقر عاطفيًا . بل كان يفضل العُزلة عن التواصل مع أي إمرأة ، لأنه كان يفضل العُزلة و الوحدة و عدم الإستقرار في حياته العاطفية. و انعكس ذلك بِشَكْلٍ واضح في لوحاته…
صراعات ادوارد مع المجتمع الفني مع رسم اللوحات :
كان يعمل بجهد من أجل إبراز مواهبهُ في المجتمع النرويجي. لكنه دَائِمًا ما كان يواجه الرفض و الإنتقاد من قبل الفنانيين و النقاد النرويجيين. أدى ذلك إلى شعورهُ بالإحباط و عدم التقيدير ، رغم أنه كان يعلم بأن موهبتهُ كبيرة و يستطيع تقديم الكثير للمجتمع حينها. تسببت هذه الأحداث المؤسفة إلى تفاقم حالته النفسية، عندما اجتمعت ذكرياته المؤلمة مع أحداثه المستقبلية الصادمة ما تسبب بإصابتة بالهلوسة. كان إدوارد يشعر بأن شخصيتهُ كانت متناقضة. وصف الأطباء حالته بأنها اضطراب نفسي عميق . كان هذا الإضطراب النفسي له تأثير قوي في قدرته على التعبير الفني، حتى ظن البعض بأنه يمكن أن يكون جزء من الموهبة ، أو الشعور الداخلي الذي ينعكس على المواهب…
كان الرسم هو الملاذ الأخير الذي وجد فيه ادوارد نَفْسَهُ. بعد الكمَّ الهائل من الصدمات التي مرَّ بها. من منا لم يسمع عن اللوحة التي تعتبر من أشهر الأعمال الفنية له، التي قام ادوارد مونش برسمها في عام 1893. كانت هذه اللوحة عبارة عن تفسير لما كان يمر به الرسام العبقري أدوارد مونش . لأنها كانت مزيج من المشاعر الداخلية الهائلة، و عن تراكم المعاناة التي امتدَّت لسنوات من عمره. كأنه أراد عبر لوحة واحدة إبراز آلام الماضي ، والصدمات والخذلان. حين برزت هذه اللوحة و فسرَّت معنى حديث النفس البشرية تجاه الصدمات النفسية العميقة. ما كان إدوارد يعلم سبب خوفهُ من العُزلة، على الرغم من أنه كان يفضلها في حياته و يعتبرها الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه دومًا …
قصة الإلهام على جسر كريستيانيا
أعتاد ادوارد التجول في شوارع مدينة كريستيانيا و هو الإسم القديم لمدينة أوسلو، حيث كان يجوب الشوارع محدثًا نفسه و باحثًا عن الإلهام . حتى استقرَّت قدماهُ على جسر أوسلو . مع أن ذاك المساء لم يكن عادي حين لمحت عيناه المتأملة لملكوت الله في السماء، و بدت له السماء و كأنها هالة من الألوان المشتعلة ، حتى الهواء لم يكن في ذاك الجسر و تلك اللحظة شيء عادي…
أَحَسَّ حينها بأن كل شيء يصرخ في وجهه. حتى أنه تحدث عن تلك اللحظة الغريبة التي ما كانت سوى لحظة الهام لعبقري غير معروف. مع تلك الأحداث التي شاهدها أُصيب بحالة من الإرتباك النفسي التي انعكست في شعورهُ بالقلق و الاضطراب…
تفسير النقاد عن التعبير النفسي للوحة الصرخة :
يرى النُقاد و المحللين النفسيين بعد دراسة متعمقة عن لوحة الصرخة، بأنها تمثل نتاج سنوات طويلة من الألم و الصدمات و الفقدان. بعد أن ظَهَرَتْ كل تلك الأحداث في لوحة واحدة. أظهرت الخوف والتوتر والقلق. كما يرى البعض الآخر بأن هذه اللوحة هي صورة إدوارد نفسه، لأنها تظهر المرور بالضغط و الانهيار تحت تأثير شئ واضح، و هذا الشيء الواضح هو إبراز معاناته الداخلية. أراد إظهار كل تلك المشاعر في لوحة واحدة…
من خلال دراسة متعمقة نرى ظهور الشخصية على اللوحة بمظهر غريب و مشوه، و هذا التشوه هو الشعور الذي كان يشعر به إدوارد ، كما أن هذا الشعور يظهر في بعض الانفعالات التي تبدوا واضحة. و تظهر السماء حمراء و هي السماء ذاتها التي شاهدها على جسر أوسلو ، اما الشوارع التي تبدو في حالة إنهيار فهي دواخله التي يصفها بالطرقات المشتتة والمنهارة. إن ظهور الشوارع بهذا الشكل، والأشجار التي تجلب إحساسًا بالانهيار فإنه يصف أَيْضًا حقيقة الموت ، عندما تنتهي الحياة. إن هذه اللوحة ما هي إلا صورة تصف دواخله وحال الصدمات التي مر بها في حياته الماضية..
تأثير لوحة الصرخة بعد العرض على الجمهور :
بعد عرض هذه اللوحة لأول مرة، أثارت الرأي العام ، بالإضافة إلى الكم الهائل من الإنتقادات بسبب غرابتها. كان النُقاد يركزون على الألوان المبالغ فيها، لكن مع مرور الوقت أصبحت من أبرز اللوحات في العالم، حتى بلغ سعرها 120 مليون دولار ، لأنها تمثل حزءًا من الثقافة البصرية العالمية…
سنوات ادوار مونش الأخيرة
بعد أن عُرضَت أعماله ، أصبح إدوارد معروفًا في العالم. إلا أنه في لحظات الذروة في شهرته العالمية، بدأت حالته الصحية في التدهور، حين بَدَتْ تظهر عليه آثار نفسيه و جسدية بسبب الشيخوخة. عندما أُصِيب بضعف البصر. لكن ذلك لم يمنعهُ من مواصله أعمالهُ الفنية على لوحاته التي كان يعرضها على المعارض الفنية.رغم كل تلك الشُهرة. كان يعيش في حالة من العُزلة التي لازمتهُ حتی في سنه المتقدم . لأنه لم يكن على إتصال مع المجتمع بِشَكْلٍ عام، بالإضافة إلى إستمرار شعوره بالقلق والارتباك.
وفاة ادوارد مونش
في 23 يناير عام 1944 توفى ادوارد مونش عن عمر يناهز ال 80 عَامًا في أوسلو. فقد ثبت إصابتهُ بنوبة قلبية. رجح البعض أن سبب وفاتهُ هو عدم قدرتهُ على تحمل تلك المعاناة التي كان يمر بها بعد تقدمه في السن.
النظرة الختامية:
ادوارد مونش هو كتاب نقرأ فيه ، أن حجم المعاناة لا يعني الفشل، خاصةً لو أتخذ الإنسان طريقا جَدِيدًا من أجل بناء حياتهُ الجديدة. لأن ادوارد لم يشعر باليأس أَوْ الخُذلان بل واجه كل هذا و تمكن من تحقيق النجاح العالمي، و ترك إرث كبير في العالم…
حدوتة حسام حَصَلٌ على عَرَّضَ عمل في توصيل الطلبات. ورد إليه في الساعة الثانية ليلاً طلب…
حدوتة اطفال جميلة، نتعلم منها درس في الحياة ، كما أنها حدوتة جديدة وحصرية بها…
قصص واقعية عن الحب قصة مهاجر تزوج فتاة، كان زواج صالونات. كانت هناك مشاكل قبل…
قصص قبل النوم للحبيب شاب يجد رسالة مجهولة على ضفاف النهر، جعلته يهيم في كلماتها ،…
أينشتاين قصتنا الْيَوْمَ عن شخصية عبقرية، عملت بِمَا ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم…
قصص رعب مستوحاه من احداث حقيقيه هذه قصة مستوحاة من أحداث قصة حقيقية ، قمنا بتعديل…
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط.
اقرأ المزيد