الإثنين, أكتوبر 20, 2025

قصة عشق حب بلا حدود كانت تحدث الدمى لسر كبير

قصة عشق حب بلا حدود كان مقدرًا لها ذلك، وهي تعلم حقيقة كل ما جرى . كل ما كانت ترجوه من تِلْكَ الموجة من الألم و الخذلان، أن تمنحنها الحياة فُرْصَةً جديدة لترميم نفسها، أو بناء روحها المنكسرة. مَضَتْ سنوات في حياة ايفلين ميدوكس بطعم العَلقم. حين فاقت في هذه الكمّ الهائل من العناء. كانت عيناها مرآة لكل ما جرى…قصة عشق حب بلا حدود

حكاية ايفلين والدمى

ايفلين ميدوكس ذات العقد الثالث من عُمرها، كانت ممشوقة القوام، بيضاء ناصعة كالثلج، تنسدل خصلات شعرها الأصفر المموج غزيرًا خلف ظهرها. تعيش ايفلين في شقة في شارع البرت وسط مدينة سادوني. كانت نسمة تشفي من به سقم ، إلا أن نصيبها في رجل يحيطها بالحب منعدم. كانت ايفلين تضع ثلاث دُمى على أريكتها الوثيرة التي  تتوسط صالة شقتها المتواضعة. اعتادت في كل مَرَّةً تنكسر فيها نفسها أن تجلس أمام تِلْكَ الدُمى لتلقي عليها اللوم و العتاب. بعد أن قامت بلصق صور من تسبب لها بهذا البؤس على وجوه تلك الدمى . لَكِنَّهَا اليوم في غير عادتها كانت فرحة مسرورة و هي تخاطب دُمى لا تثمن و لا تُغْنِي من جوع و هي تقول :

– ها قد مَضَتْ الأيام التي كُنتُمْ تظنون أنها لن تمضي. ها أنا اليوم أكثر مِنعة و قوة . لم أعد أخشى من هذا العالم القذر أحدًا…

ثم تسكت قَلِيلًا و هي تدعك أصابعها المرتعشة لتقول بضحكة صفراء مصطنعة، بعد أن جلست أمام دُمية رجل مسن كان يتوسط تِلْكَ الدُمى الثلاثة ثم قالت:
– أما اَنْتَ ، أما أنت أيها الغابر مُنْذُ ميلادي، لا أرى في هذا الوجه سوى سور من العذاب. لَكِنَّنِي أردت فَقَطْ أخبارك بأن ايفلين التي تركتها عُنوة ، بلغت العقد الثالث من عمرها، وحيدة تتخبط دروب الحياة. ايفلين التي القيت بِهَا في طرقات الحياة الموحشة، قد أَدْرَكَتْ من أنت و صارت علی مقربة منك…

ما كانت ايفلين قاسية قطَّ، لكنها لم تَكُن تعلم السبب الذي يدفعها إلى كل هذه القسوة عندما تقف أمام هذه الدمية ، هل لكونها تشعر برغبة جامحة في أب يعانقها، أم هو إحساس متراكم بالعناء والفقد. مع هذا ظَلْتَ تعاني المعاناة نفسها في كل مَرَّةً أرادت فيها التحدث مع دُمية والدها السيد ميدوكس. تقهقرت للوراء ، ثم خطفت قنينة نبيذَّ، كانت تضعها على المنضدة الزجاجية التي كان تتوسط الصالة. ثم صبَت لنفسها كوبًا من النبيذَّ الأحمر . أَخَذَتْ ايفلين رشفة من كأسها ثم تقدمت نحو تلك الدُمية التي كانت تحمل صورة سيدة في منتصف العقد الخامس من عُمَّرها . قالت ايفلين و هي تجلس على قدم الدومية و تمرر أصابعها التي بدت عليها رعشة النبيذ:

– ليت أيامي كانت مثل أيامك ، لا أعرف عنك شَيْئًا، إلا أن معاناتك حاضرة في حياتي إلى الأبد. الآن فقط أردت طرح سؤال لكي. كيف تقبلين برجل كهذا، رجل امتص دمك و ألقى بك في غياهب البؤس و الحرمان. كان بإمكانك التنازل عن كل شيء في مقابل ابنتك. كيف سمح لكي قلبك ترك ابنتك في أيام حياتها الأولى.

ثم نهضت ايلفين و صارت تجوب ساحة الصالة و هي تردد و تشير باصابعها المرتعشة باللوم لِتِلْكَ الدُمية:
– سوف تقولين أنك مُجبرة على ذلك . مُجبرة هذا هو الرد الأول الذي يأتي على السنة البائسين . لا يوجد في هذه الحياة شيء يدعو المرء لأن يكون مجبرًا في فعله. لِأَنَّهَا للتهرب من المسؤولية.

سكتت ايفلين لَحْظَةَ بينما كانت تصُبّ الكأس الثانية بيد مرتعدة و روح منكسرة، و عين تدمع بغزارة و هي تهمس في أذنيها:
– على فكرة. لقد بحثت عنك كَثِيرًا ، لكني أَدْرَكَتْ بعد سنوات من البحث و العناء ، بأنك قد فارقتي الحياة بسببي، لأن قلبك لم يحتمل هذا الظُلم. هذا جعلني سَعِيدَةَ لأنك دفعتي الثمن مبكرًا . مع هذا هُنَاكَ ثمن سوف ندفعهُ حتى بعد الموت…

في تلك الأثناء انفجرَت ايفلين باكية، خَاصَّةً حين وقعت نظرات عيناها المحمرة على الدُمية الثالثة التي كانت لشاب أسمر أصلع الراس يضع سيجارة على فمهُ. حينها اقتربت من تِلْكَ الدُمية و انهالت عليها بالضرَّب بيديها و قدميها . ثم قالت بعد أن هدأت قَلِيلًا :
– لم تَكُن ذاك الرجل الذي يمكن أن تلجأ إليه الفتاة المنكسرة . لم تكن ذا قيمة في حياتي، ما كُنت سوى قصاب أختار التي تحمل اللحم .

اقتربت ايفلين منه قَلِيلًا و هي تقول :
– هل تذكر هذا الكأس ، هل تذكرهُ؟ إنه هو ما جعلني أعرفك. هل تذكر ما كُنَّا نَتَحَدَّثُ عَنْهُ في اللَّيْلَةَ الأولى. حين أخبرتك عن همومي و الظلم الذي كُنتُ أعيشهُ . أعلم أنك لم تَكُن وقتها تهتم لشيء سوى الحصول على ما تبغيه. ما كُلِّ هذه الأنانية التي كُنت تعيشها أيها الرجل. أتيت إليك في ليلة ممطرَّة مصحوبة بالرعد و وقفت أمام منزلك و دمعاتي الغزيرة كادت أن تروي عتبة بابك. لكنك ماذا فعلت ؟ نَظَرَتْ عبر العين السحرية ثم عُدْت إلى من كانت معك في تلك الليلة و ذاك الوقت…

ضحكت ايلفين حتى سقطت على الأرض ، كانت ضحكة عاجزة عن وصف الكم الهائل من الْحُزْنِ المكبوت في دواخلها . أرادت بها تفريغ ذلك ثم اتبعت تقول بلسانها المثقل بتاثير النبيذ:
– عندما غادرت باب منزلك كُنتُ تظنني غادرت؟ لا يا عزيزي، إنني مكثت في مكان مجاور حتى أرى نهاية المسرحية التي كُنت أعيشها . عندما شَاهَدَتْ تِلْكَ الحسناء التي فضلتها عني، أو أنها أضحية جديدة تحمل أوزانًا من اللحم. مُنْذُ ذاك الوقت قَرَّرَتْ الخلاص من هذا العناء…

بينما كانت ايفلين في تلك الحالة من التخبط في أركان الصالة، رنَّ جرس الباب بِقُوَّةٍ ، حينها كانت تعرف من الذي خلف الباب، عندما أَخَذَتْ الدُمى و وضعتها في مكان واحد واستلقت وسطها تعانقها و هي تردد:
– إن الخطا الذي يمكن أن تقع فيه فتاة. هو محاولتها إيجاد مخرج من حزنها عبر بناء علاقة، لأن هذا المخرج ليس له سوى إتجاه واحد. إما يكون مخرج لذلك الحُزن، أو مدخل لحُزن يجمع شتات الماضي . و عندما يجتمع شتات الماضي و الحاضر يَحْدُثُ الإنفجار النهائى لها، حين تبدوا لها الحياة كقطعة من جحيم…

بعد برهة كُسِر الباب و دلفت قوات الشرطة ، التي انتشرَت في شقة ايفلين، ليجدوها ملقية بين الدمى تمسك بيدها الكأس و قد فاضت روحها. كانت تِلْكَ اللَّحْظَةَ التي أجابت عن تحقيقات الشرطة، التي بحثت عن جميع الشخصيات التي كانت في صورة الدُمى، ليدركوا أن ايفلين هي التي قضت عليهم. ليتم بعدها غلق هذه القضية…
اتمنى أن تنال القصة إعجابكم…صلاح شانوة قصة عشق حب بلا حدود 


اكتشاف المزيد من الموضوع حصري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الموضوع حصريhttps://www.almawdue.com
نعمل بجهد في كتابة قصص قبل النوم في حلية جديدة، من خلال رسم شخصيات أبطال أكثر دقة و واقعية، هو ما نثق به ، و هو الهدف من تصميم هذا الموقع، نسبة لشغفنا الكبير في كتابة قصص قبل النوم...
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

احدث التعليقات