قصة فيها حكمة اخترنا لكم قصتين فيها عبرة وحكمة، الأولى مضحكة، والثانية فيها عبرة سوف تجعلك تعرف حقيقة الحياة ، وسوف تعرف أننا في هذا الكون لسنا لوحدنا ، وأن المخلوقات الأخرى قد تكون أكثر عطفا من البشر، قصة حدثت بالفعل قصة فيها حكمة
قصة فيها حكمة القصة الاولى قصة بوكيه ورد
لم تَكُن السّنوَاتَ التي قَضَاهَا يحي فِيْ ليبيا سهلة، جَعِلَتْ منه رَجُلًا آخر ، حين واجه كل تلك الصعوبات من أجل الهجرة إلى أروبا . كان يحي في العقد الثالث من عمره غادر السودان قَاصِدًا ليبيا. في دواخله حُلْمٌ كبير لأجل بناء مستقبل جديد. عاش سنوات صعبة خَاصَّةً في تلك الأيام التي سقط فيها حُكْمُ معمر القذافي. عندما كان الوضع الأمني في ليبيا في غاية الخطورة. إختار يحي العيش في مدينة طرابلس ذلك لقربها من السواحل الأوروبية. تنقل يحي في العمل في العديد من الوظائف العامة
تابع قراءة : قصة بيت النمل
فقد عمل في المحال التجارية والبناء والرعي. تمكن يحي من جمع المبلغ الذي يساعده في عبور البحر المتوسط. عندها كان جُلَّ فِكرَه هو مساعدة عائلتهُ في السودان، و بناء عائلة يحتضنها. ما أن جمع يحي ذلك المبلغ بالإضافة إلى المبلغ الذي يساعدهُ في التنقل داخل المدن الأوروبية حتى يصل إلى وجهتهُ الأساسية وهي فرنسا. في شهر مايو من العام 2015 غادر يحي ليبيا قَاصِدًا الشواطئ الأوروبية . كُللَّت تلك الرحلة بالنجاح عندما بلغ الشواطئ الإيطالية…
ثم تنقل يحي حتى وصل إلى فرنسا، وكان ذلك هو الحلم الذي يسعى لبلوغه. مَضَتْ الأيام أَكْثَرَ روعة وهدوء عن تلك الأيام التى قضاها في ليبيا. ثم بتوفيق من الله حصل يحي على الإقامة ، ثم سارع في العمل من أجل تحقيق أحلامه التي جاء من أجلها وهو ما حدث. في العام 2020 وبعد أن شعر بالاستقرار في عملهُ وعائلته، هُنَا قَرَّرَتْ والدته تزويجه بفتاة شاهدتها في إحدى المناسبات. كانت فتاة جميلة و فاتنة إسمها مريم. ما أن نَظَرٌ يحي إلى صورتها حتى فُتِن بِهَا و قرّر الزواج بها. نسبة لكونه يعمل ولديه الإمكانيات المادية والمعنوية تمكن من الزواج بها في أقل من شهر…
لكن يحي لم يهتم في معرفة حقيقة الفتاة التي ينوي الزواج بها، حتى أنه لم يسأل عنها. أما مريم فقد كانت وحيدة لدى والديها، لكن كان سُكان الحي يعرفون أنها كانت على علاقة بالعديد من الشَّبَابَ كما أنها فسخت خِطبتها عِدَّةَ مرات، لكن هذا الأمر لم تكن والدة يحي ولا حتى عائلته يعرفونه، نسبة لكونها تعيش في مدينة بعيدة عنهم. بالفعل تم الزواج ثم سافرت مريم للقاء زوجها في مصر. أمضت مريم أيام جميلة برفقته حيث قاموا بزيارة العديد من المدن المصرية، ثم عاد يحي بعد أن أمضى عدة أشهر معها.
قرر يحي بعد ذلك بأن يسرع إجراءات لم الشمل. إلا أن يحي تذكر شَيْئًا ما حدث في الأيام آلتي أمضاها معها. حيث لاحظَّ في هاتفها أشياء جعلته يتعجب، عندما لاحظ أنها قامت بإنشاء صفحة فيسبوك جديدة مدعية أن صفحتها تم تهكيرها، بالإضافة إلى أنها قامت بمسح سجل المكالمات وتغيير رقم هاتفها. لكن يحي أعتبر ذلك شيء عادي على الرغم من غرابته. مَرَّتْ الأيام وحصلت زوجة يحي التأشيرة للسفر إلى فرنسا، حينها كان يحي في سعادة بالغة. كانت الأيام التي ينتظر فيها حضورها هي أجمل اللحظات في حياته.
في يوم حضور زوجته المقرر حضورها على خطوط مصر للطيران، اشترى يحي بوكيه ورد لكي يحتفل بقدوم زوجته التي اختارها من بين المئات. كأن تلك اللحظة هي الحُلم و الميلاد الجديد. غادر يحي منزلهُ برفقة أحد أصدقائه لإستقبال زوجته في مطار شارل ديغول، ثم جلس في صالة استقبال الوصول. كان يحي على ثقة بأن الرحلة سوف تصل إلى المطار في تمام التاسعة مساءً ، إلا أنها لم تكن من بين القادمين. مضت ساعات وهو ينتظر قدوم زوجته، حتى في آخر المطاف ذهب للتحقق من إسمها في قائمة الوصول ، لكي يجد أنها وصلت المطار فِعْلًا لكن لم يكن يعلم أين ذهبت…
في تلك اللحظة أصيب يحي بالصدمة والخوف على زوجته من أن تكون قد تعرضت لحادث أو شيء من هذا القبيل، لكن بعد مرور يوم من هذا الحادث وبعد أن عاد إلى منزله بالورد الذي ذبُل من الصدمة، تبين للسيد يحي أن زوجته قد وصلت المطار فِعْلًا ، لكنها ذهبت مع صديقها الذي كانت على تواصل معه منذ سنوات ، وبعد ان تبين أَيْضًا أنها كانت على علاقة به مُنْذُ أن كان في السودان. هنا كانت نهاية القصة الحزينة التي عاشها يحي، وكانت درسا قاسيا له ، لكنه تعلم منها الكثير بالتأكيد.
القصة الثانية قصة بائعة اللبن قصة فيها حكمة
ربطَّ السيد جابر حِمارهُ العجوز بجانب سريره الخشبي، ثم وضع له حِزمة من البرسيم حتى يلهيه عن الهرب، رغم أنه يعلم تمام العلم بأن حِمارهُ لم يكن بتلك البرَاعة التي تخول له الْهُرُوبَ، إلا أن اعتماده التام عليه في عملهُ في بيع الماء لسُكَّان الحاج يوسف ، جعله أكثر حرصًا من أن يتم سرقته وبيعه لتجار البيرقر . لكن حرص السيد جابر لم يأتي هكذا، بل كان بسبب مقنع تَمَامًا ، عندما أخذ زوجته وابنته البدينة سعدية إلى إحدى مطاعم البيرقر في سوق سِتَّةِ القابع وسط الحاج يوسف
وبعد أن أمضوا ليلة هادئة و هُمَّ يتناولون البيرقر المملح بالشطة والليمون. لكن ما حدث بعد تِلْكَ الوجبة كشف له حقيقة مطعم صابر أزمات الذي اشتهر في ذلك السوق ببيع لحم الحمير. ثم قرأ السيد جابر التعليمات الأخيرة التي أعتاد حمارهُ العجوز على سماعها و هو يقول :
– البرسيم دة بكفيك للصباح. أَقِسْمٌ بالله القاك هربت إلا أبيعك لي صابر أزمات!
كانت السنوات العديدة التي أمضاها حمارهُ بجانبهُ وهو يسايره في عمله كفيلة بأن تجعله يفهم ما يعنيه السيد جابر، لذلك نخَّ الحِمار وبرَك في مكانه وهو يتناول وجبة البرسيم التي لا يحصل عليها إلا نادراً. في تلك الأثناء هتفت زوجته بخيتة بصوتها الجهور الرجولي وهي تقول :
– يا راجل جِبت معاك اللبن؟
من ملامح صابر ومن ردة فعله عندما ضرب على جبهته ادركت زوجته بخيته أنه نسى أمر الحليب في غير عادته، لكنه بررَّ لها ذلك الخطأ بأنه ذهب بِرفقة صديق له من أجل الحصول على حِزمة البرسيم هذه. لكن كان رَدٌّ زوجته بخيتة صادمًا عندما قالت في اغتضاب:
– مافي مشكلة ، الليلة إلا تتعشى بالبرسيم مع حُمارك دة.
إن ما قالته زوجته بخيتة كان صادمًا وصادقًا، وهو يعلم ذلك، فهي لا تتوانى عن تنفيذ ما تقوله، هو ما جعله يجفل من مرقده الخشبي لكي ينسل مُسرعًا من منزلهُ قَاصِدًا إحْدَى المحلات التي تبيع الحليب، على الرغم من الشكوك التي تراوده عن حقيقة الحليب الذي يبيعه ذلك المحل، إلا أنه في هذه الليلة بالذات يجب أن يحضر الحليب حتى يحصل على وجبة العشاء…
بينما كان السيد جابر يسير مسرعًا وهو ينحني بين الفينة والأخرى من أجل إعادة فُمَّ نعلهُ التي قام بصنع سلك معدني لكي تتماسك إلى مكانها الأصلي ، سمع صوت فتاة تهتف بصوتٍ رنان:
– من يشتري حليب الماعز!
كان صوتها الشجي سَبَبًا في أن يتقرَب منها السيد جابر الذي كان يسعى فقط لتأمين عشاء الليلة. وقتئذٍ حمل نعله الأيسر كي لا يعيق حركتهُ ليتوجه مهرولًا نحوها وهو يقول :
– الرطل بي كم لو سمحتي!
لتجيبه الفتاة التي بدا له أنها ليست من سُكَّان الحاج يوسف :
– الرطل مجاني يا حاج جابر، دايرين رضاك بس !
كانت اجابتها المبهمة مريبة نَوْعًا ما ، جعلته يتساءل بينه وبين نفسه :
– البت دي مجنونة ولا شنو، لبن مجاني أكيد دة لبن حمير.
لكنها تجيبه وكأنها كانت تسمع ما يدور في فكره :
– صدقني دة ما حليب حمير ، دة حليب ماعز أصلي كمان.
عندها هرول السيد جابر وهو يحمل نعلهُ بين يديه ، بعد أن أدرك أنها ليست فتاة عادية، خَاصَّةً بعد أن شاهدها وهي تتحول إلى حيوان يجري خلفه، هو ما دفع السيد جابر إلى قضاء تلك الليلة في منزل مجهول لا يعرفه. منذ ذلك الوقت صار السيد جابر حريصا على توفير الحليب قبل مغرب الشمس قصة فيها حكمة
اكتشاف المزيد من الموضوع حصري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.