قصص الطلاق وعلاقته بالتوازن في هذه الأشياء الهامة

الطلاق أبغض الحلال عند الله سبحانه و تعالى . لَكِنَّهُ لا يعني نهاية الحياة . بل يمكن أن يكون سَبَبًا لعودة الطرفين إلى ذلك الرُكن الذي من خلالهُ يمكن مراجعة أَنَفْسُهُمْ . إن الرُكن الذي من خلالهُ يتخذ كل منهم منعطف جديد فِيْ الحياة…الطلاق 

الطلاق و كيفية تحقيق التوازن لتجنب وقوعه

تزوجت السيدة سامية محي الدين من السيد فتحي عبدالوهاب. كان زواجهم حديث الناس في تِلْكَ المنطقة. سامية كانت في مُنْتَصَفٌ العقد الثَّانِي من العمر . وَجَدَتْ نَفْسُهَا في مجتمع يضع حاسبة على رأس كل فتاة . حيث يحدد الْعُمَرَ الافتراضي لكل فتاة في خصوبة نصيبها من الزواج . ذلك ما يجعل كُلٌّ فتاة تشعر بأنها في سِباق مع الزمن، خَاصَّةً لو كانت تِلْكَ الفتاة تنتمى لأسرة متوسطة الحال. بالإضافة إلى الناحية الجمالية التي تحدد مقياس السرعة في زواجها. اجتمعت هذه الظروف الإجتماعية في دخول سامية منصة الفيسبوك من أجل البحث عن شريك حياة.

بالفعل تحقق ما كانت تبحث عَنْهُ عندما وجدت محي الدين. بدأ حديثهم برسالة علی الفيسبوك . ثم اِسْتَمَرَّ الحديث حتى انتهت تلك العلاقة بالزواج. محي الدين شاب يبلغ من العمر 35 عَامًا ، يعيش في امدرمان. لم يكن محي الدين يُصَدِّقُ بأن الطلاق سوف يحاوط تلك العلاقة . لأن سامية من خلال ما كانت تظهرهُ عبر الفيسبوك ، جعلتهُ يری جوانب مثالية في شخصيتها. لكن من خِلَالٌ التعامل المباشر فيما بَيْنَهُمُ بَدَتْ لَهُ حقيقة سامية . لم يمضي علی زواجهم سوى أشهر حتى بدأت الخلافات فيما بينهم و انتهت بالطلاق . في ذلك الوقت لم يَكُنِ أي منهم يعرف سبب الطلاق . بالإضافة إلى سبب تغيير كل مِنْهُمُ عن شخصيتهُ التي كان يُظهرها على الفيسبوك …

مشكلة عدم التوازن في العلاقة بين سامية و محي الدين

إذا عُدْنَا للوراء سوف نجد أن سامية كانت مقيدة ببعض الأعراف و التقاليد الاجتماعية ، التي تجبرها على الزواج من أي شخص تجده أمامها . ما يعني أنها كانت تبحث فقط عن رجل “الحفلة” و هو الرجل الذي يدفع أموالهُ فقط من أجل أن تظهر سامية للمجتمع الذي تعيش فيه بأنها قد تزوجت. مع هذا هي لا ترى حجم المعاناة التي يمكن أن يمر بها زوجها من بعد اكتشاف الوجه الآخر لزوجته . أما محي الدين فقط إقتنع بِتِلْكَ الصورة الرمزية التي كان يشاهدها على الفيسبوك . تِلْكَ الصورة النمطية التي جعلتهُ يأتي إليها مغمض العينين و يتزوجها ، دون حتى أن يرى العواقب التي يمكن أن يسببها هذا الزواج…

التحليل العميق حول سبب الطلاق من هذه القصة

هذه القصة نجدها متكررة في مجتمعاتنا، ذلك بعد أن أصبحت طُرُقٌ التواصل بين النساء و الرجال أسهل من الماضي . لذلك يجب أن نحدد الأسباب الشائعة التي يمكن أن تكون سَبَبًا جوهريًا لهذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة . لأن حالات الطلاق صارَت في الإرتفاع خَاصَّةً في السنوات الأخيرة . هذه أهم أسباب الطلاق في علاقة سامية و محي الدين:

• عدم وجود تواصل حقيقي بين الزوجين
  كانت سامية في نظر محي الدين هي تلك الفتاة التي تعرف عليها على صفحة الفيسبوك . هذه الصورة التي التصقت في ذهنه عنها، حيث أنه لم يسعى إلى تكوين صورة واضحة عنها من خلال التواصل المباشر . لو سعى محي الدين في تكوين صورة واضحة مع زوجتهُ، عبر طرَح الأسئلة و المناقشة و الحوار ، وقتها سوف يتفهم طريقة تفكير زوجته . ليس هذا وحسب  بل سيتمكن من التقرب منها روحيًا و معنويًا . لأن هُنَاكَ عشرات القصص التي تناولت مثل هذه الأحداث . زوجة لم تكن تحب زوجها، لكنها أحبتهُ من خلال التقرب منها و فهم كيفية تفكيرها .

• ثانيًا اعتماد الصورة الالكترونية 

إن محاولة بناء معلومات عن شخصية عبر ما تنشرهُ، يمكن أن يكون سَبَبًا في الوقوع في الكثير من الأزمات. لأن ساحة الإنترنت مليئة بمختلف الشخصيات، منها ما هو صالح، و منها ما هو غير ذلك …

مثال لعلاقة فشلت من الانترنت

كان حُسام في العقد الثاني من عمرهُ ، أنهى دراستهُ الجامعية ببعض الذكريات المؤلمة عن علاقات فاشلة. أراد حُسام بِناء علاقة جديدة تحقق لَهُ الْحُلُمَ في تكوين أسرة. في يوم من الأيام وجد حُسام رسالة من فتاة تُدْعَى حسناء. أخبرته حسناء أنها تعيش في القاهرة ، ثم اندمج حسام و حسناء في الحديث عن بعض التفاصيل الحياتية. كانت حسناء تفتح صفحة الفيسبوك في كل صباح، عند الخامسة صباحًا . من أجل أن تضع بعض الأدعية المأثورة ، ثم تضع بعض الصور الخاصة بها . فُتِن حسام بها و أحس بأنها فتاة أحلامه . ذلك بعد بعد الإختبارات الأخلاقية التي أقامها معها . حسناء أَيْضًا أخبرته أنها تحبه و أنها لا تستطيع العيش بدونه.

استمرَّت العلاقة بينهما لعدة أشهر . حتى فتح حسام صفحتها ذات مرّة، لَكِنَّهُ وجدها ليست موجودة. في ذلك الوقت أَحَسَّ حسام بالخوف عليها جدًا، فقد أَصْبَحَ يبحث عنها في كل مكان . لكن بعد عِدَّةَ أشهر فَتَحَ حسام الفيسبوك و وجد رسالة منها. أخبرته في تلك الرسالة أنها تعاني مشكلة مع ابن عمتها الذي ضربها و يريد الزواج منها بالإكراه. حينها قال لها حسام بأنه سوف يساعدها في حلَّ هذه المشكلة. في تلك الأثناء اقترحت حسناء لحسام بأن يق!ل ابن عمها، و اعتبرت أن ذلك هو الحل .

لم يكن أمام حسام حل آخر سوى الموافقة على هذا الطلب. وافق حسام و حدد وَقْتًا للقيام بذلك. لكن بعد ارتكاب حسام تلك الواقعة أَدَرَكٌ حقيقة مؤلمة ، و هي أَنْ حسناء لم يكن إسمها ، بل كان إسمها، فيحاء، و أَنْ الرجل الذي خلص عليه حسام هو زوجها. فقد خططت فيحاء بتلك الخطة من أجل الزواج برجل آخر. وانتهى الحال به في غياهب السجن. 

كيف تتجنب الوقوع في الطلاق

في بادئ الأمر يجب أن تعلم بأن الزواج أمر عظيم. يحتاج من الرجل الدقة في الإختيار ، بالإضافة إِلَى البحث عن كل صغيرة و كبيرة . لأن هُنَاكَ آثار سوف تحدث من جراء الطلاق و من هذه الأشياء:

• يجد الْأَطْفَالَ أنفسهم وحيدين في هذه الحياة. بين أن ينضموا إلى والدهم أو والدتهم. و في كل الأحوال سوف يظلون مدمرين نفسيًا إلى آخر لحظة في عمرهم.
• وقوع الخلافات بين العائلات التي كان بينهم نسب.
• ارتكاب الجريمة بسبب طلب الحقوق
• عدم قدرة الزوج او الزوجة الإستقرار مع زوج آخر بسبب الاطفال.
• صعوبة المرور بمرحلة الطلاق نفسها.

ماهي الأسباب الشائعة للطلاق:

إن وقوع الطلاق خلفهُ العديد من الأسباب ، سوف نوضح الأسباب المنطقية التي تستدعي كل طرف اختيار الطلاق:
الأسباب المنطقية لإختيار الطلاق:

• التاكد من أَنْ أحد الزوجين مدمن للممنوعات، و لا ينوي التوقف منها..
• عدم مسؤلية الزوج، التي تستوجب الزوجة طلب الطلاق..
• حرمان الزوجة من الحقوق الشرعية و المعنوية..
• اكتشاف الخيانة لإحدى الطرفين…
• السجن لفترة طويلة لإحد الطرفين…
• العجز الجنسي..
• عدم التوقف عن الخيانة من بعد التوبيخ

ما هي الأسباب التي يمكن البحث عن حلول لها :

هناك أسباب لا تستدعي الطلاق، خَاصَّةً لو لم يعاني أي الطرفين من الصفات سالفة الذكر. و هي:

• عدم المقدرة المالية و الحل

إِذَا وجدت الزوجة بأن زوجها يمر بظروف مادية صعبة، فهذا ليس سَبَبًا للطلاق، بل يمكن أن معه في إيجاد مخرج لهذه الازمة…

• الضعف الجنسي و الحل

عندما يعاني الزوج من مشكلة الضعف الجنسي ، فإن ذلك لا يعني بِأَنَّهُ لا يتعالج، بل يُمْكِنُ أن تؤثر الحالة النفسية للزوج إلى البحث عن علاج لهذه المشكلة ، خَاصَّةً و نحن نعيش في زمن الأجهزة المتطورة التي تعالج هذه المشكلة بكل سهولة…

• عندما يقع الزوج في الإدمان بشكل خاجئ و الحل
  

إن في حياتنا بعض الظروف و الضغوط التي تواجه الازواج، ما يترتب عليه الوقوع ف مشكلة الإدمان . لكن هناك العديد من الحالات التي شفيت منه بفضل العزيمة  لذلك إِذَا لاحظت الزوجة أو الزوج، بِأَن زوجها يعاني من هذه المشكلة ، لَكِنَّهُ يسعى إلى الخلاص منها. وقتها يجب عليها الوقوف بِجَانِبِهِ لمساعدته من أجل الخلاص من هذه المشكلة…

• – الخيانة الزوجية و الحل
  

عندما يرتكب الزوج أو الزوجة كارثة الخيانة الزوجية ، فإن هناك دَائِمًا فرصة أولى ، حيث يستوجب من الطرف الآخر توبيخه في المرة الأولى ، بالإضافة إلى استشهاد أهل الزوج لهذه المشكلة، حتى يكونوا في الصورة . ذلك يمكن أن يجعله رادعًا قويًا في عدم تكراره

• الزواج المتعدد و الحل
  

عندما يكون الزوج له القدرة المادية، فإن ذلك لا يجب أن يتسبب في مشكلة. خَاصَّةً إذا كان هناك أَطِفَالٌ . أما في حالة عدم وجود أطفال ، ذلك لا يمنع الزوجة من تحديد خيار واحد، و هو البقاء و الإستمرار في العلاقة مع تجاوز ما حدث، أو الانفصال. لكن لا يجب أن يكون ذلك سَبَبًا في التخطيط لارتكاب أي جريمة تؤدي في آخر المطاف إلى عواقب وخيمة ، تسبب للأطفال عار طوال حياتهم.
الخلاصة :

العلاقة الزوجية عبارة عن خيط من زجاج، يجب الحذر عند الامساك به. لأن هُنَاكَ العديد من العلاقات الفاشلة خلفت أجيال مضطربة نفسيًا. لأن الأطفال لن ينسوا أنانية أحد الطرفين في معاناتهم، لذلك يجب الإختيار بحكمة قبل الزواج. و لا يجب اِخْتِيَارٌ الزوجة بناء على أشياء بصرية، لأن كل ذلك سوف ينتهي مع تقدم العمر، أما عندما يتم الإختيار بِنَاءً على رؤية مؤكدة تثبت حوجة كل من الطرفين للأخر، سوف يكون هُنَاكَ توافق واستقرار في العلاقة الزوجية…